لكن أرجو ان تفهمّوني ، ما علاقة تاجر الخردوات بتمثيل الشعب ، و "المسّاح المرخّص" بالتشريع!! والخياط الرجالي بمراجعة القوانين المؤقتة ،و اللحام الذي يسنّ سكينه على الطالعة والنازلة بسنّ القوانين ،وشوفير القلاّب بالموازنة ، وطبيب المسالك البولية بتقييم العلاقات الدولية ، والطوبرجي بالرقابة ،والتاجر بالسياسة ، والمختار بمساءلة الحكومة ..
كل هؤلاء يريدون ان يصبحوا نوّاب أمة: تخيّلوا معي أي قرار وأي قانون وأي رقابة واي تشريع وأي تفاهم سينتج عن "خبيص" المهن: سائق عمومي ، على طبيب أسنان، على خضرجي، على سمكري، على مقاول، على كشيش حمام،على مطهر أولاد، على داية، على حكم الدولي!!
كل وظيفة في هذه الدنيا تتطلّب الحدّ الأدنى من الإلمام بها الاّ "النيابة" في بلدنا فهي مفتوحة لكل من يملك 100 الف دينار تكلفة الحملة الانتخابية + 10 ألاف صوت من عشيرته او جماعته ليصبح نائب أمة بين يديه "قوانين ورقابة وسياسات اقتصادية ومستقبل بلد في أكمله" حتى لو كان هذا النائب يستخدم الآلة الحاسبة لمعرفة ثلث الثلاثة ..بينما صاحب الاختصاص يا "دوب" يحصل على 20 صوت في قاع قاع الصندوق...
طيب لم نوفّق في ايجاد قانون عصري للانتخاب يرضي كل الأطراف ، على الأقل بإمكاننا ان نوفّق بوضع شروط مقبولة للترشح.. بمعنى أوضح من يتقدّم بوظيفة فئة خامسة لأي دائرة حكومية "آذن أو حارس" صار يستوجب أن يحمل شهادة "التوجيهي"كحدّ أدنى..أما شرط الترشّح للنيابة فهو لا زال الالمام بالقراءة والكتابة فقط..فأي تناقض هذا!!آذن أهم من نائب؟؟؟؟
غطيني يا كرمة العلي أشي"بحمّ البال"..
احمد حسن الزعبي