أصلين في اختيار الزوج؛ شروط الزواج
ابتداءً و قبل الدخول في ذكر شرائط الاختيار، أقدم لكم تقريرا في شخصية الناس عموما، بالأخص فيما يتعلق بالخصوصيات الروحية لمن هم في سن الزواج.
نجد الشباب في مرحلة شبابهم يحملون الطبيعة الطموحية، و تبعا لهذه الصفة فهم كثيروا التخيل و الأحلام؛ فيتصور في نفسه و في زوجته صفات ليس لها وجود عند الآخرين لذا يقول: "أنا هكذا و هكذا". لا أنت ليس هكذا،بل أنت تحب أن تكون كذلك. إن الشاب يقول: "لا، أنا هكذا؛ لأني أختلف عن الآخرين كثيرا" فيتصور أنه يختلف عن الآخرين، لا بأس دعوا الأيام تكشف حقيقته من خياله، فما أن تنقضي خمس سنوات على حياتهما المشتركة نجده يرفع صوته و يصرخ بوجه زوجته و أولاده، بالضبط مثل أبيه، الذي يتصور أنه يختلف عنه! أو أن البنت أيضا تصبح بعد هذه المدة القليلة مثل أمّها لا طاقة لها على تحمل أي شيء فتصرخ في وجه زوجها و أولادها لأبسط قضية. بحيث يمكن القول: لو أردت أن تعرف طبيعة الولد أو البنت أنظر إلى أبيه و أمّها. بيد أن السؤال الذي يعترضنا الآن هو: هل من الأفضل أن يُقدم العريس و العروس على معرفة أنفسهما و عائلتهما لوحدهما أو يوكلا هذا الأمر إلى والديهما؟ فهل الوالدين يمكنهما معرفة الوالدين أكثر من الزوجين، و نفس الزوجين بوسعهما معرفة الطرف الآخر أكثر من الوالدين أم أن نفس الوالدين أيضا يمكنهما ذلك أكثر من الأولاد؟ نظرا لتحقيق أجراه علماء النفس في أمريكا -وقد اطلعت عليه وقرأته قبل مدة - : إن 70 بالمئة من العوائل الموفقة و الراسخة، هي التي تشكلت بواسطة الوالدين و تدخلهم.
و ما يدعو للأسف حيث نجد مجتمعاتنا اليوم، عندما يريد الآباء أن يفخر و يتباهى بتربية أولاده أمام الآخرين يقول أنا لا أتدخل في اختيار زوج أولادي و اترك لهم الخيار بالكامل.
فهلّا يقل له قائل: ان ابنك و بهذا السن و بهذا الظرف يسير في خياله و مشغول في أحلامه و طموحه، فيرى نفسه مثل ما أملت عليه مخيلاته، فلا تتوقعوا منه أن يكون واقعيا، يعرف خيره و صلاحه.
أيها الآباء، أيتها الأمهات، هل تعرفون قابلية أولادكم و استيعابهم؟ هل تعرفون ميزاتهم؟ فأنتم من بوسعه التعرف على أبوي الطرف الآخر بشكل جيد لا غير، لتروا هل من انسجام بين الأسرتين أم لا؟
يا من ليس بوسعه تحمل أسرة الطرف الآخر حتى في جلسة الخطبة إلى حد قد تنتهي بنزاع و خصام على أمور ليست ذا أهمية، فكيف تقولان إن الولد و البنت عشق أحدهما الآخر؟ فهذا العشق حصيلة قوة الخيال التي يمتلكونها لا غير. فلتتوقعوا بعد ذلك النزاع و الخصام من هذين العاشقين!
أنا لا أهدف من هذا الكلام سوى أن أبين لكم أن قدرة الاختيار عند الشباب في فترة شبابهم ضعيفة جدا. فعليهم استشارة الوالدين و طلب معونتهم في أمر الزواج كما يفعلون في كل أمر آخر. و بالطبع، يمكن أن تكون آراء الوالدين غير صائبة، فلا أحد يشك في ذلك. إذ قد يُدلي الآباء برأيهم على أساس من التفاخر و التباهي لا على أساس ظروف أولادهم و ميزتهم. لكن الأصل في المسألة هي ما أشرت إليه آنفا.
قد نرى شابين متلائمين و منسجمين في كثير من ميزاتهما ولابد أن يتزاوجا، بيد أن الآباء و الأمهات يقفون دون تحقق هذا الزواج لأسباب تافهة كالتفاخر و التباهي أمام الأقرباء و الأصدقاء. فعالمنا اليوم، عالم التفاخر. لكن الأصل في المسألة، على الآباء أن يكونا منصفين عادلين، نعم قد يوجد خلاف الأصل، لكنه قليل جدا. فالأصل هو: بوسع الآباء و الأمهات تشخيص الحقائق أكثر من الشباب، نعم من الممكن أن تكون معاييرأحكامهم خاطئة أو ناقصة. فلو كانت معايير الآباء غير صحيحة، سيرون الحقائق عند التحكيم، لكنهم يقعون في الاشتباه في تقييم الحقائق و إجمالها.
فعلى سبيل المثال: بوسع الوالدين معرفة أصالة الأسرة المقابلة و أخلاقها و إيمانها و تديّنها و التزامها أكثر من الأولاد، لكنهم لو لم يعطوا لهذه الملاكات أهمية و قيمة فائقة، ستكون النتيجة ما لايحمد عقباه.
قد يتخذ الآباء المستوى الثقافي للأسرة المقابلة ذريعة للردّ، فيقولون بأنهم ليسوا بمستوانا و لا يليقون بنا، و سأتحدث لاحقا عن هذا المعيار تحت عنوان (الملاكات الاجتماعية)، لكني أذكر هنا إجمالا ما يجب استفساره من الآباء و الأمهات: هل من المقرر أن تُتخذ الأسرة المقابلة وسيلة للتفاخر و التباهي أمام الآخرين؟ و هل هم سترة و بنطلون لأرى هل تليق بجسمي أم لا؟ فكم هي مؤلمة أعمال بعض الآباء و الأمهات الذي يقفون حجر عثرة أمام زواج أولادهم بسبب التفاخر و التباهي و الأنانية، فالآن و قد أحسن الأولاد الاختيار، تصل النوبة إلى الوالدين ليعرقلوا الأمر.
و كما أشرنا سابقا، فالعقلاء من الوالدين غير المتعلقين بالدنيا ينظرون إلى أفعال والدي الطرف المقابل و ردود أفعالهم، عندها سيقفون على مدى ملائمة هذه البنت لهذا الولد أو عدم ملائمتها له. و هذه الملائمة و عدمها، متعلقة بعدة عوامل سأشير إليها في أثناء البحث.
خلاصة القول: ليس للولد و البنت - وبسبب ميزاتهما الروحية- القدرة على المعرفة و التشخيص المتزايدين في مجال اختيار الزوج، فما عليهما إلا إخبار والديهما بالميزات و الخصوصيات المأخوذة بالحسبان و التي يحبونها و لايقدمون إلا باستشارتهما أو استشارة أي كبير آخر.
قد يقول البعض بأن أبي و أمي أميّان فكيف أشاورهما في مسألة الزواج المهمة؟ نجيبه بقولنا: إن حاسة التشخيص، لا تتعلق كثيرا بالتعلم و الدراسة و غير ذلك. فلا تتخذوا أميّتهما ذريعة للاستغناء عن استشارتهما. إسألاهما عن الطرف المقابل و عن عائلته لتروا ما رأيهما فيهم؟ و ما هو شعورهم تجاههم؟ هل يرتضوهم أم لا؟ و هل هذه البنت ملائمة لك؟ و اطمئن بأن تشخيص هذه الأمور لا علاقة لها بالدراسة و عدمها.
لذلك، فأصل الاختيار بمشاورة الوالدين، أصل مهم جدا في مسألة الاختيار، بعد أصل التقدير الإلهي.
الأصل الثالث: الثقافة المحلية و الأسرية. فلابأس من الاحتياط في الزواج و اختيار الزوج الذي هو من مستوانا الطبقي و المحلي. و بالطبع، ليست هذه الوصية مطلقة و دائمة، بل أنها تؤتي ثمارها 50%.
الملاحظة الأخرى: لو كنتم ترغبون في مورد معين غير مكافئ لكم لا في ثقافته ولا في مستواه الطبقي ولا في عشيرته ولا منطقته، فلا تصرّوا عليه كثيرا، فلربما كان عدم تحققه ينفعكم. فهذه المسائل قد تكون من الموانع التي يضعها الله في طريقنا لكي لا يتحقق هذا الزواج و لكي نكون في أمان من عواقبه الوخيمة.
يتبع إن شاء الله...
نجد الشباب في مرحلة شبابهم يحملون الطبيعة الطموحية، و تبعا لهذه الصفة فهم كثيروا التخيل و الأحلام؛ فيتصور في نفسه و في زوجته صفات ليس لها وجود عند الآخرين لذا يقول: "أنا هكذا و هكذا". لا أنت ليس هكذا،بل أنت تحب أن تكون كذلك. إن الشاب يقول: "لا، أنا هكذا؛ لأني أختلف عن الآخرين كثيرا" فيتصور أنه يختلف عن الآخرين، لا بأس دعوا الأيام تكشف حقيقته من خياله، فما أن تنقضي خمس سنوات على حياتهما المشتركة نجده يرفع صوته و يصرخ بوجه زوجته و أولاده، بالضبط مثل أبيه، الذي يتصور أنه يختلف عنه! أو أن البنت أيضا تصبح بعد هذه المدة القليلة مثل أمّها لا طاقة لها على تحمل أي شيء فتصرخ في وجه زوجها و أولادها لأبسط قضية. بحيث يمكن القول: لو أردت أن تعرف طبيعة الولد أو البنت أنظر إلى أبيه و أمّها. بيد أن السؤال الذي يعترضنا الآن هو: هل من الأفضل أن يُقدم العريس و العروس على معرفة أنفسهما و عائلتهما لوحدهما أو يوكلا هذا الأمر إلى والديهما؟ فهل الوالدين يمكنهما معرفة الوالدين أكثر من الزوجين، و نفس الزوجين بوسعهما معرفة الطرف الآخر أكثر من الوالدين أم أن نفس الوالدين أيضا يمكنهما ذلك أكثر من الأولاد؟ نظرا لتحقيق أجراه علماء النفس في أمريكا -وقد اطلعت عليه وقرأته قبل مدة - : إن 70 بالمئة من العوائل الموفقة و الراسخة، هي التي تشكلت بواسطة الوالدين و تدخلهم.
و ما يدعو للأسف حيث نجد مجتمعاتنا اليوم، عندما يريد الآباء أن يفخر و يتباهى بتربية أولاده أمام الآخرين يقول أنا لا أتدخل في اختيار زوج أولادي و اترك لهم الخيار بالكامل.
فهلّا يقل له قائل: ان ابنك و بهذا السن و بهذا الظرف يسير في خياله و مشغول في أحلامه و طموحه، فيرى نفسه مثل ما أملت عليه مخيلاته، فلا تتوقعوا منه أن يكون واقعيا، يعرف خيره و صلاحه.
أيها الآباء، أيتها الأمهات، هل تعرفون قابلية أولادكم و استيعابهم؟ هل تعرفون ميزاتهم؟ فأنتم من بوسعه التعرف على أبوي الطرف الآخر بشكل جيد لا غير، لتروا هل من انسجام بين الأسرتين أم لا؟
يا من ليس بوسعه تحمل أسرة الطرف الآخر حتى في جلسة الخطبة إلى حد قد تنتهي بنزاع و خصام على أمور ليست ذا أهمية، فكيف تقولان إن الولد و البنت عشق أحدهما الآخر؟ فهذا العشق حصيلة قوة الخيال التي يمتلكونها لا غير. فلتتوقعوا بعد ذلك النزاع و الخصام من هذين العاشقين!
أنا لا أهدف من هذا الكلام سوى أن أبين لكم أن قدرة الاختيار عند الشباب في فترة شبابهم ضعيفة جدا. فعليهم استشارة الوالدين و طلب معونتهم في أمر الزواج كما يفعلون في كل أمر آخر. و بالطبع، يمكن أن تكون آراء الوالدين غير صائبة، فلا أحد يشك في ذلك. إذ قد يُدلي الآباء برأيهم على أساس من التفاخر و التباهي لا على أساس ظروف أولادهم و ميزتهم. لكن الأصل في المسألة هي ما أشرت إليه آنفا.
قد نرى شابين متلائمين و منسجمين في كثير من ميزاتهما ولابد أن يتزاوجا، بيد أن الآباء و الأمهات يقفون دون تحقق هذا الزواج لأسباب تافهة كالتفاخر و التباهي أمام الأقرباء و الأصدقاء. فعالمنا اليوم، عالم التفاخر. لكن الأصل في المسألة، على الآباء أن يكونا منصفين عادلين، نعم قد يوجد خلاف الأصل، لكنه قليل جدا. فالأصل هو: بوسع الآباء و الأمهات تشخيص الحقائق أكثر من الشباب، نعم من الممكن أن تكون معاييرأحكامهم خاطئة أو ناقصة. فلو كانت معايير الآباء غير صحيحة، سيرون الحقائق عند التحكيم، لكنهم يقعون في الاشتباه في تقييم الحقائق و إجمالها.
فعلى سبيل المثال: بوسع الوالدين معرفة أصالة الأسرة المقابلة و أخلاقها و إيمانها و تديّنها و التزامها أكثر من الأولاد، لكنهم لو لم يعطوا لهذه الملاكات أهمية و قيمة فائقة، ستكون النتيجة ما لايحمد عقباه.
قد يتخذ الآباء المستوى الثقافي للأسرة المقابلة ذريعة للردّ، فيقولون بأنهم ليسوا بمستوانا و لا يليقون بنا، و سأتحدث لاحقا عن هذا المعيار تحت عنوان (الملاكات الاجتماعية)، لكني أذكر هنا إجمالا ما يجب استفساره من الآباء و الأمهات: هل من المقرر أن تُتخذ الأسرة المقابلة وسيلة للتفاخر و التباهي أمام الآخرين؟ و هل هم سترة و بنطلون لأرى هل تليق بجسمي أم لا؟ فكم هي مؤلمة أعمال بعض الآباء و الأمهات الذي يقفون حجر عثرة أمام زواج أولادهم بسبب التفاخر و التباهي و الأنانية، فالآن و قد أحسن الأولاد الاختيار، تصل النوبة إلى الوالدين ليعرقلوا الأمر.
و كما أشرنا سابقا، فالعقلاء من الوالدين غير المتعلقين بالدنيا ينظرون إلى أفعال والدي الطرف المقابل و ردود أفعالهم، عندها سيقفون على مدى ملائمة هذه البنت لهذا الولد أو عدم ملائمتها له. و هذه الملائمة و عدمها، متعلقة بعدة عوامل سأشير إليها في أثناء البحث.
خلاصة القول: ليس للولد و البنت - وبسبب ميزاتهما الروحية- القدرة على المعرفة و التشخيص المتزايدين في مجال اختيار الزوج، فما عليهما إلا إخبار والديهما بالميزات و الخصوصيات المأخوذة بالحسبان و التي يحبونها و لايقدمون إلا باستشارتهما أو استشارة أي كبير آخر.
قد يقول البعض بأن أبي و أمي أميّان فكيف أشاورهما في مسألة الزواج المهمة؟ نجيبه بقولنا: إن حاسة التشخيص، لا تتعلق كثيرا بالتعلم و الدراسة و غير ذلك. فلا تتخذوا أميّتهما ذريعة للاستغناء عن استشارتهما. إسألاهما عن الطرف المقابل و عن عائلته لتروا ما رأيهما فيهم؟ و ما هو شعورهم تجاههم؟ هل يرتضوهم أم لا؟ و هل هذه البنت ملائمة لك؟ و اطمئن بأن تشخيص هذه الأمور لا علاقة لها بالدراسة و عدمها.
لذلك، فأصل الاختيار بمشاورة الوالدين، أصل مهم جدا في مسألة الاختيار، بعد أصل التقدير الإلهي.
الأصل الثالث: الثقافة المحلية و الأسرية. فلابأس من الاحتياط في الزواج و اختيار الزوج الذي هو من مستوانا الطبقي و المحلي. و بالطبع، ليست هذه الوصية مطلقة و دائمة، بل أنها تؤتي ثمارها 50%.
الملاحظة الأخرى: لو كنتم ترغبون في مورد معين غير مكافئ لكم لا في ثقافته ولا في مستواه الطبقي ولا في عشيرته ولا منطقته، فلا تصرّوا عليه كثيرا، فلربما كان عدم تحققه ينفعكم. فهذه المسائل قد تكون من الموانع التي يضعها الله في طريقنا لكي لا يتحقق هذا الزواج و لكي نكون في أمان من عواقبه الوخيمة.
يتبع إن شاء الله...