الإصلاح نيوز- خاص- مبارك حماد/
يبدو أن ما يشاع عن الشعب الأردني بأنه يتميز بـ”الكشرة” والمزاج العصبي، اصبحت نظرية عارية عن الصحة، فها هم الأردنيون يحولون أزمة الغاز التي مرت بها المملكة خلال الايام الماضية الى متنفس يخرجهم من الضغوطات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المحيطة بهم.
الأردنيون تداولوا في اليومين الماضيين عدد من الصور والفيديوهات والعبارات على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر روحهم الفكاهية في التعاطي مع ازمة الغاز التي حرمتهم الدفء، ليؤكد على انه شعب لا تستطيع الازمات اي كان نوعها ان تنال منه ومن روحه النابضة بالبساطة والحس الفكاهي.
صورة تداولها الأردنيون على موقع “الفيس بوك” تظهر احد الاشخاص يمسك اسطوانة غاز وهو نائم
يعلق احمد ياسين على الصورة قائلا: “عزيزتي جرة الغاز .. تتزوجيني”، في حين ظهر تعليق آخر وكأنه يغني للصورة .. فيقول ياسر خطاطبة معلقا “بحلم بيك انا بحلم بيك”، بينما كانت امل سليمان واقعية اكثر في تعليقها عندما قالت: “شر البلية ما يضحك”. وبعيدا عن الصورة، تداول الأردنيون فيديو يظهر عدد من المواطنين يقومون بتنظيم “زفة” لإسطوانة غاز، يرافقها الى سيارة مزينة، الأغنيات وكاميرات التصوير وحشود من المدعويين لحفل زفاف “جرة الغاز”.
وبين التعليقات الفكاهية والضحك، تظهر حقيقة مؤلمة، بأن المواطن الأردني وصل لحالة من اليأس والحزن لدرجة انه يحاول ان يخلق الفكاهة خلقا، بل ويسرقها من فم التنين .. كيف لا وهو الذي يعاني من الفقر وقلة الحيلة، وهو يرى بأم عينه كيف يقوم الفاسد بنهب موارد وطنه دون حسيب او رقيب، ليحرمه واطفاله من حياة كريمة، من حقه ان يعيشها كبقية الشعوب الأخرى.
يؤكد راضي احسان ان “كل هذا جاء ليبين أن المواطن الأردني ما زال متمسكا بحقه في حياة ملؤها السعادة والكرامة، وأن من يسرق البسمة من فم الأردنيين سيأتي يوم عليه ليجد نفسه معزولا في غرفة ظلماء يتمنى فيها الاحساس بالدفء والضوء .. والى ان يأتي ذلك اليوم -وهو قريب بإذن الله- سنبقى نخلق الفرحة من باطن الأرض”.
هي اسطوانة الغاز اذا من اضحكت الأردنيين، فمن يفرحهم بالإصلاح ومحاكمة الفاسدين واعادة موارد الدولة المنهوبة.
قد تكون هناك مقولة واحدة تعبر عن طبيعة الموقف : “من رحم الأزمة تولد الفكاهة” ،،