زهير عبد القادرمن أصول اللعبة الديمقراطية في دول العالم المتقدمة وأهمها سهولة أتصال المواطن بالمسؤول والتكلم معه بصراحة وشفافية وأريحية ودون تكلف وباحترام متبادل…وأهتمام المسؤول بقضية المواطن ومحاولة مساعدته او تحويل قضيته الى القسم المختص لحلها.
حضرت ذات يوم أجتماعا لأعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي وكان المستشار الألماني انذاك السيد فيلي برانت…وسمعت المواطنين العاديين أعضاء الحزب يسألونه وينادون عليه بأسمه (فيلي) فأستغربت كيف يجروء مواطن عادي بمناداة المستشار بأسمه.وعندما لاحظ الزملاء استغرابي وانا القادم من الشرق قيل لي ان هذا أمر عادي فأعضاء الحزب هنا يتخاطبون بالأسم دون الألقاب…شعرت انذاك قرب المسؤول من المواطن.وبالمناسبة لاتوجد في المانيا القاب كما هي عندنا مثل معاليه وعطوفته وبيك وباشا…
الأتصال المباشر وغير المباشر بين المواطن والمسؤول هو عامل هام جدا في عملية الأصلاح والتغيير.فعن طريق الحوار القائم على احترام الرأي والرأي الأخر نستطيع الوصول الى مانهدف اليه من تحقيق العدل والمساواة والحرية والديمقراطية والنهوض في مجتمعنا الأردني الى النمو والأزدهار في كل مناحي الحياة.
يعجبني جدا وجود صفحات شخصية على التويتر والفيسبوك لبعض المسؤولين الأردنيين والأعلاميين.وهذا يسهل من عملية التواصل بين المواطن والمسؤول في حال ان يتكرم علينا احدهم بدقائق قليلة من وقته ليسمع منا ونسمع منه او يسمح للمواطن توصيل رأيه له ويتكرم بالرد عليه…بعضهم وضع أسمه في التويتر او الفيسبوك فقط ل (البريستيج)…حيث ترى على صفحته 4999 صديقا وصديقة… ليس الا….فصفحات هؤلاء السادة مغلقة امام رأي المواطن تماما كمكاتبهم …والتواصل هنا هو في الغالب من طرف المسؤول فقط حيث يزودنا بأرائه وتصريحاته عن طريق موظف يعمل لديه،وظيفته تحميل الصفحة على الفيسبوك وحراستها.وهذا هو في رايي المتواضع خذاع النفس.
نحن بحاجة الى المسؤول المتواضع الذي يعرف ويفهم مسؤوليته والذي ينتمي الى هذا الوطن والى هذا المواطن الأردني الوفي البسيط …
وللأنصاف والحقيقة انني أعرف بعض المسؤولين الأردنيين الذين يتواصلون يوميا مع المواطن ويشاركونه الرأي عن طريق وسائل التواصل الحديثة ونجحوا في تكوين صداقات مع جميع فئات هذا الشعب الطيب.ومنهم وزير سابق يحاور الشباب يوميا على صفحات الفيسبوك في مواضيع تهم الشباب والوطن ويتواصل مع جميع فئات الشعب بكل أريحية ومحبة.ولن اذكر أسماء حتى لا أتهم هنا بالنفاق والتملق…ولكنني اود ان أوجه لهم التحية لتواضعهم ووفائهم وأنتمائهم لهذا الشعب الطيب واقول لهم بكل اعتزاز وفخر: يا أصحاب المعالي ويا أصدقاء الشعب شكرا لكم …صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com