أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المثلث الذهبي للمحبة، للأستاذ بناهيان

المثلث الذهبي للمحبة السؤال الذي يمكن أن ندخل به إلى هذا العنصر المهم، هو ما هي هذه المحبة التي من الممكن أن تكون عميقة و في نفس الوقت تكون ممتعة و مس



09-09-2013 04:37 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 13-02-2013
رقم العضوية : 51,908
المشاركات : 70
الجنس :
قوة السمعة : 50
المثلث الذهبي للمحبة

السؤال الذي يمكن أن ندخل به إلى هذا العنصر المهم، هو ما هي هذه المحبة التي من الممكن أن تكون عميقة و في نفس الوقت تكون ممتعة و مستمرة؟
توجد في المحبة قاعدة مهمة جدا. ونحن مضطرون لمراعاة هذه القاعدة لأجل استمرار المحبة و جعلها ممتعة سواء أكنا معتقدين بالاسلام ومتدينين به أم لم نكن، وسواء أكنا عرفاء أو عشاق أم لم نكن. وهذه القاعدة نسميها "قاعدة المثلث الذهبي". يتصور الجميع أن المحبة بين الزوجين تؤدي إلى طيب العيش بينهما، وهو كذلك بالطبع. بالأخص لمن لم يتمتع بالمحبة في حياته، فقليل من المحبة يحسبها بحر فائض.فليس الإنسان الطبيعي بالذي يرتوي بقليل من المحبة؛ نعم، قد تولّد هذه المحبة في نفسه شعور احسنا، لكنه يودّ أن تكون هذه المحبة بينه و بين الطرف الآخر عميقة جدا. عندئذ ستترك آثارا في حياتهما تبعث على طيب عيشهما وعلى تغيير أساسي في أنفسهما.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ماذا نعمل لكي تكون المحبة بيننا في حياتنا المشتركة، عمقة جدا مع كونها مستحكمة ومستمرة؟

لابد للمحبة أن لا تكون على أساس الأنانية

تجدر الإشارة إلى أصل مهم قبل بيان قاعدة المثلث الذهبي. فإن أحد سبل استحكام المحبة و استدامتها، هو ترك الأنانية. فكل من أحب شخصا آخر لنفسه،كانت محبته على أساس الأنانية. وهذه الأنانية ستؤدي إلى الإضرار بالمحبة شيئا فشيئا، فيبدأ الخصام بينهما؛ ويعكّر صفو عيشهما، ثم يؤول الأمر إلى زوال المحبة فيما بينهما. بينما لو أحب المرء شخصا آخر "لأجله" لا لأجل "نفسه هو"، كانت حياتهما أكثر سعادة و جمالا. بيد أن هذا شعار، ونحن لا نرغب بإصدار الشعارات. ولا نريد نسج الخيال، نحن نسعى وراء سبيل يجعل البشر متحابين فيما بينهم من دون أنانية. أي لا تكون محبتهم "لأنفسهم" بل "لغيرهم".ففي بداية كل علاقة حب وغرام، خصوصا في بداية تشكيل الحياة الزوجية، تظهر فيما بينهما -ولمدة قصيرة- محبة خالية من الأنانية. بيد أن هذه المحبة، مؤقتة وتزول بسرعة وتأخذ في الأفول رويدا رويدا. والسبب في زوالها بسرعة هو أن الزوج يشتبه بينها و بين محبة أخرى لا تقوم على الأنانية. فف البداية يتصور الإثنان أن المحبة التي حصلت بينهما، هي تلك المحبة المستحكمة والمستدامة وغير القائمة على الأنانية والتي كانا يسعيان وراءها مدة من الزمن. وعندئذ يتبلور سلوكهما طبقا لهذا التلقي عن المحبة التي حصلت بينهما، أي سلوك حسن جميل لا يقوم على الأنانية. لكنهما وبعد مدة سيواجهان عدم الجدارة من الطرف المقابل بحيث يشعران بأن محبته لو لم تكن قائمة على أساس الأنانية، لكان عمله غير هذا. عندها يشعران باشتباههما وأن هذه ليست هي المحبة التي كانا يسعيان وراءها، فتزول المحبة فيما بينهما شيئا فشيئا وتتبدل إلى برود مقيت.
يسمى الغرب هذه الفترة الحلوة من الحياة بـ "شهر العسل". فقد وضعوا لهذه المحبة مدة قصيرة من الزمن. وأعلنوا رسميا بأنه لاشيء أكثر من هذا وكل شيء سينتهي بعد 30 يوما. أما نحن فنقول إن حلاوة شهر العسل يُفترض أن تدوم إلى ثلاثين عاما على أقل التقادير. فتحذروا من استعمال اصطلاح "شهر العسل".
كثير من الاصطلاحات والرموز الغربية غريبة على ثقافتنا وقيمنا الأصيلة والمحلية. مثل إطفاء الشمعة عند حفل الولادة حيث يسرّ الجميع عند إطفائها. بيد أن ثقافتنا تملي علينا بأن يصلي الجميع على محمد وآل محمد عند انتشار النور لا عند إطفائه. إضافة إلى أننا نستعمل الشموع عند القبور و المزارات لا في حفلات الولادة. شهر العسل أيضا كذلك. فهو اصطلاح لم يتولد من ثقافتنا؛ بل هو اصطلاح غربي منطبق مع ثقافتهم، لانستعمله نحن. فليس من المفروض أن تنتهي حلاوة الزواج بعد 30 يوما. فالاسلام قد أسس لثقافة تضمن بقاء حلاوة الحياة المشتركة إلى آخر عمر الزوجين.

يتبع إن شاء الله...


look/images/icons/i1.gif المثلث الذهبي للمحبة، للأستاذ بناهيان
  14-09-2013 11:14 صباحاً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 13-02-2013
رقم العضوية : 51,908
المشاركات : 70
الجنس :
قوة السمعة : 50
ماهي قاعدة المثلث الذهبي؟

قلنا بأننا لو أردنا أن تكون المحبة فيما بيننا مستحكمة ومستدامة، لا سبيل سوى أن لا تكون قائمة على أساس الأنانية وقد أشرنا إلى صعوبة تحقق هذه المحبة وقد يظهر الكلام لأول وهلة أنه شعار فقط. بيد أنه هناك سبيل يمكن عن طريقه تجربة محبة لا تقوم على أساس الأنانية ألا وهو، استعمال هذه القاعدة الذهبية.
فلو افترضنا وجود شخصين، يحبان موجودا عظيما يمكنه أن يُسخّر قلبيهما ويزيل عنه الأنانية، عندئذ ستُعقد فيما بينهما رابطة مستحكمة ومستدامة وغير قابلة للوصف، ولا يمكن أن نجد لها أي نظير ومماثل في الدنيا.
الولاية، هي هذا الموجود العظيم. اسمحوا لي أن أدخل في المصاديق. فتخيلوا وجود شخصين يهيمان بالإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه) فهذان الإثنان لو حصلت بينهما رابطة زواج ستحصل بينهما علاقة حب وغرام قوية، لم تحصل بين أي اثنين في الدنيا. لماذا؟ لأن الإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه) قد نزع الأنانية فيما بينهما، فأي حب عندئذ سيكون بينهما؟!!
هل تساءلتم يوما عن سبب كثرة الروايات الواردة في شدة العلاقة بين محبي أهل البيت(عليهم السلام)؟ فعندما تعشق أنت الإمام الرضا(عليه السلام) سيسلب منك أنانيتك. وعندما تصبح محبا للإمام الرضا(عليه السلام) لا تعد أنانيا، وتصبح كورقة الوردة اللطيفة، التي يداعب عطرها روح البشر، ثم تصبح أكثر لطافة. ويصبح وجودك ملؤه المحبة. لا بل يكون وجودك كله حب، لا مليئا بالحب. عندئذ لو أحببت أي شخص في الدنيا، ستتصف محبتك بعدم الأنانية. لماذا؟ لأن محبي أهل البيت(عليهم السلام) لاتكون محبتهم إلا مستحكمة ومستدامة.
"فهذه القاعدة الذهبية تقول لنا: لو اتصلت محبة شخصين بالسماء، لاتكون عميقة جدا فحسب بل تكون مستحكمة أيضا ومستدامة."فلو جفا الرجل أو المرأة الآخر، تيقنوا بأن أحد إشكال هذا الشخص أنه لا يحب الإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه). فلو أحب شخص الإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه) أو الإمام الحسين(عليه السلام)؛ أو أن قلبه تعلق بأحد أولياء الله بشدة، سيحب هذا الشخص زوجته حبا لا يمكن أن يتطرق إليه الجفاء.
وبالطبع لا إشكال في أن يأخذ غير ولي الله سبحانه بمجامع قلبيهما. فليتقدم كل من له القابلية على التغنج والتحبب وجذب القلوب، لكن السبب في ذكر أولياء الله سبحانه هو لا أحد غيرهم يمكنه التصرف بالقلوب مثل تصرفهم.
فلو فتشنا اليوم الدنيا بأكمبها لانجد شخصا له محبين وعشاق، كالإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه)، مع أنهم لم يروه لحد الآن؛ ولم يسمعوا صوته ولم يشموا ريحه؛ بيد أن جمكران لانتسابها له، تستقطب سنويا الملايين من الزوار المحبين الذي يأتون إليه من كل بقاع العالم.
أي فنان، أي مغنٍ، أي ممثل في العالم استطاع أن يجلب القلوب نحوه هكذا؟ فليستخدم الغرب أوج فنّهم في هوليود، هل يمكنهم أن يصنعوا محبوبا مثل قمر بني هاشم(عليه السلام)؛ حتى لو استخدموا كل الأساطير وكل الأكاذيب الممكنة؛ لا يمكنهم أن يصنعوا شخصية يحبّها الناس بهذا القدر. لا يمكنهم أن يصنعوا شخصية تهتزّ القلوب بعد 1400 سنة لسماع الظلم الذي جرى عليه. فهذا العشق وهذه الجاذبية، لا يمكن لأحد أن يدركها، نحن لم نقدم شيئا من الفن الكبير لأولياء الله فهم يأخذون بمجامع القلوب من دون حاجة لشغلنا، فهؤلاء العظام لهم القدرة العالية على جذب القلوب.
فلو أحب شخصان أولياء الله، ستسلب منهما ابتداء الأنانية على أثر هذا الحب. عندها تتولد بينهما محبة عميقة ومستحكمة. لذلك فلو كنتم تسعون خلف محبة مستحكمة ما عليكم إلا تطبيق "قاعدة المثلث الذهبي" في حياتكم.
صحيح، أننا جعلنا في رأس هذا المثلث، محبة أولياء الله، بيد أنه من الواضح أن محبة الله تعالى تكون في الدرجة الأعلى منها. لكن بما أن الوصول إلى محبة الله من طبيعتها لا تتم إلا بمحبة أولياء الله، وتصرف ولي الله في قلب الإنسان أكثر بساطة نوعا ما من تصرف الله، كان الوصول بالتبع إلى محبة أولياء الله أسهل علينا من إدراك محبة الله سبحانه.
ومن جهة ثانية، نحن من الممكن أن نكتشف بسهولة زيف محبة الله بامتحاننا بمحبة وليه. ولهذا السبب نحن نجعل محبة ولي الله على رأس هذا المثلث وإلا فلا شك في أن محبة الله سبحانه هي في الدرجة الأولى. على كل حال، فهذه المحبة هي المحبة التي تبقى ولا تزول، وهذه المحبة هي من الممكن أن تستمر مدة لذتها 30 عاما أو أكثر. ففي ظل محبة الله تكون المحبة بين الإثنين، محبة ممتعة ومستحكمة ومن غير زوال.
وبالطبع، وكما ترون نحن لا نريد القول بأن تعيشوا حياة دينية. فلا نريد منكم إلا أن تعيشوا عيش حب وغرام، منتهى، أن السبيل الوحيد لهذا العيش هو أن تجذب محبة أرقى من هذه المحبة قلب الإثنين نحوها.
من المؤسف، لم تعرض ولم تصور مثل هذه المحبة للناس لحد الآن. ومن المؤسف لم نرَ ولم نقرأ لحد الآن قصة تصور هكذا محبة. نتمنى لو يحصل كاتب يكتب قصصا غرامية عن هذه المحبة. نتمنى لو يتولد مخرج سينمائي يصور لنا مثل هذه القصص؛ وبالطبع بشكل فني بعيدا عن الأنماط والشعارات. مع إذعاننا بأن هذا العمل شاق جدا.

يتبع إن شاء الله...


look/images/icons/i1.gif المثلث الذهبي للمحبة، للأستاذ بناهيان
  16-09-2013 10:26 صباحاً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 13-02-2013
رقم العضوية : 51,908
المشاركات : 70
الجنس :
قوة السمعة : 50
ماذا نعمل ليحبنا الآخرون؟

لا تدعوا المحبة تقتصر على مدة الهيجان الابتدائي. فكثيرا ما يتفق أن يكون هذا الهيجان والحرارة التي تحصل في بداية كل علاقة عشق وغرام، ناشئة من النقص العاطفي. فهذه الهيجانات لايطول زمنها ومن المفروض أن لا نكتفي ببقاء العلاقة العاطفية بيننا بهذا المستوى. وإلا فلابد من الحصول على أكثر متعة ممكنة من هذه المحبة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: أساسا، هل أن رغبتنا بأن يحبنا الآخرون، شيء فشيء؟ وإذا لم يكن كذلك؛ فماذا نعمل ليحبنا الآخرون؟ في زيارة أمين الله -التي تعد من أكثر الزيارات اعتبارا عندنا نحن الشيعة- يطلب الزائر فيها من الله سبحانه أن سجعله محبوبا في الأرض و في السماء: "...محبوبة في أرضك وفي سمائك".
أولا، فمن الحسن أن يتمنى المرء بأن يكون محبوب القلوب، ولهذا نحن نطلب هذا الأمر في زيارة أمين الله. ثانيا، التمتع والتلذذ بمحبة الآخرين أيضا شيء حسن. فمن الحسن أن يكون المرء محبوبا، بيد أن هذا الأمر له سبيل معين وسبيله يمر بيوت أولياء الله جل وعلا. القرآن الكريم يتكلم عن فرعون ويقول أنه لسوئه لم تبكى عليه السماء والأرض حيث يقول: "فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين".[1] فقوله تعالى أن السماء والارض لم تبكيا عليه، يدل على هذا الواقع وهو، إن الإنسان الخير إذا مات، تبكي عليه السماء والارض. وهذا يعني أنه محبوب في السماء والارض. إذن، متى يحبك كل الناس؟ ذلك عندما تجد نفسك خاليا من الأنانية، أي عندما تنحر الأنانية وتقدما قربانا لعشق ومحبة أكبر. عندها لايمكن أن لا تحبك زوجتك.
أتدرون ماهي أرقى محبة تحصل بين شخصين، خصوصا من تربطهما العلاقة الزوجية؟ هي عندما يهيم الاثنان بمعشوق أرقة، فلو أحب الزوجين الإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه) حبا واقعيا، أي حبا يجردهما عن الأنانية؛ يمكنهما عندئذ تجربة عشق وحب طاهر فيما بينهما، وكلما ازداد حبهما لهذا الشخص، ازدادت اللذة والمتعة الحاصلة من المحبة فيما بينهما وكانت أكثر عمقا. فعند ذلك لو وضع أحدهما يده في يد الآخر عند صعود جبل مثلا وقد كانا يتناجيان ويتهامسان فيما بينهما، فبالتأكيد لا يمكن الحصول على علاقة حب وغرام أجمل من هذه العلاقة. لأن هذين الزوجين قد طبقا قاعدة "المثلث الذهبي" في حياتهما.

الحياة: سلوك بمحبة

مفهوم المحبة من المفاهيم البشرية البديهية التي يمكن للجميع درك بداهتها وجمالها بسهولة. ولا حاجة بتثقيف المرء على أن المحبة والعاطفة والحنان هي من ثروات الانسان الأصلية والجميلة التي كلما استمتع منها في حياته أكثر، كلما زادته رشدا إلى رشده. كلنا يعلم بأن البشر، كالورود التي تنعشها أناشيد المحبة وتزيدها طراوة وحلاوة، فلا يوجد في البشر شخص ينزعج من حب الآخرين له. فنحن من بداية حياتنا إلى نهايتها نسعى وراء المحبة. إذ قد أودع الله سبحانه في حياة الجميع نوع نقص عاطفي، يجعلنا نشعر بشعور حسن وعذب عندما نتقرب من المحبة ونلمس حرارتها.
ففي الحقيقة، إن حياتنا هي نوع فعالية سير وسلوك للمحبة، وبوسعنا في هذا السير، تجربة عدة أنواع من المحبات المختلفة والمتفاوتة من حيث أنواعها ومن حيث أنواعها ومن حيث شدتها وضعفها. فمرة نجرب محبة الأم والأب، ومرة نجرب محبة الزوج، ومرة أخرى نجرب محبة المولى. وكل واحد من هذه المحبات من الممكن أن يكون ضعيفا أو قويا.
على كل حال، ففي خصم السير والسلوك للمحبة، من الممكن أن تحصل عدة حوادث كلها ضرورية لرشد الإنسان ومن غير الممكن أن تضر بأصل المحبة في شيء. فمثلا، في فترة البلوغ و بعدها بقليل، يبدأ الأطفال بالإبتعاد عن أهلهم شيئا فشيئا، وهذا الأمر لا يعني الاستغناء عن عواطف الأسرة، بل بسبب أنهم يرغبون في تجربة محبة جديدة يمكنهم الحصول عليها من أترابهم و من هم بأعمارهم. فالإنسان هو دائما في تجربة لمحبة جديدة في حياته. وبالطبع على هذه المحبة الجديدة، أن تضع الإنسان في مسير الرشد و التكامل. وطبعا لا استثناء للمحبة التي يكون دورها بعد سن البلوغ، إذ لابدلها أن تخلق للفتيان أرضية الرشد و التكامل.
بعد مرحلة الميل إلى أترابهم، تظهر عند الأولاد شيئا فشيئا إحساس الميل إلى التحيز للأسرة وبالطبع هذه الحالة تختلف تماما عما جربوه مع والديهم. ففي هذه المرحلة تحصل لديهم الرغبة على تشكيل الأسرة بأنفسهم. وهذا السير يستمر هكذا وفي أثنائه يجرب الانسان أنواع من المحبات الجديدة المختلفة، مثل محبة الأولاد و... و... على كل حال، فكل هذه المحبات ضرورية ولا يمكن لأي منها أن تحل محل الأخرى.

يتبع إن شاء الله...

[1]. الدخان/29


look/images/icons/i1.gif المثلث الذهبي للمحبة، للأستاذ بناهيان
  21-09-2013 07:03 صباحاً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 13-02-2013
رقم العضوية : 51,908
المشاركات : 70
الجنس :
قوة السمعة : 50
بإمكاننا تزايد المحبة والسيطرة عليها

النكتة الجميلة والمهمة جدا في باب المحبة هي أننا يمكننا زيادة المحبة. ويمكننا الرفع من مستوى "استيعابنا" للمحبة. وبإمكاننا تجربة أنواع من الحب يفوق مستوى استيعاب الفرد العادي. بالإضافة إلى إمكاننا السيطرة على أنواع الحب حتى يسعنا إدخال من نشاء إلى قلوبنا ومنع البعض الآخر. أي بإمكاننا توجيه القلب وتلقينه بأن يحب هذا ويبغض ذاك؛ وبعبارة أخرى بإمكاننا اختيار محبوبنا بأنفسنا.
فعلى هذه، من الممكن جعل القلب تحت سيطرتنا وإرادتنا وتوجيهه إلى حيث نريد، خصوصا في باب المحبة، لكن مع العلم بأن السيطرة على القلب، عمل شاق جدا. فعن الإمام الصادق(عليه السلام): "إزالة الجبال أهون من إزالة قلب عن موضعه".[1]
مر رسول الله(صلى الله عليه و آله) في المدينة يوما على جمع من الشباب يتسابقون فيما بينهم ليروا الأقوى فيهم الذي باستطاعته رفع حجر ثقيل من مكانه ونقله إلى مكان آخر، فقال لهم: "إن الشديد ليس من غلب الناس ولكن الشديد من غلب على نفسه"[2]
ولم يرد رسول الله(صلى الله عليه و آله) بهذه الجملة أن يزعجهم، بل أراد أن يعلمهم شيئا مهما وهو، إن أثقل شيء عند الإنسان، فيما لو تحرك حصل المرء بتحركه على أكبر لذة، هو "القلب".

الحياة المشتركة، ميدان التمرين على المحبة وتقارن القلوب

لقد خطط الله سبحانه للحياة الزوجية المشتركة بحيث تبدأ بالمحبة الجميلة. وسر منشأ هذه المحبة بين الزوجين هو الله تعالى حيث يقول في كتابه العزيز: "وجعل بينكم مودة ورحمة".[3] فقد أهدي الله سبحتنه "المودة" و"الرحمة" للزوجين الشابين في بداية حياتهما المشتركة. أما استدامة هذه المحبة وبقاؤها في امتداد عيشها لايكون إلا بعهدتهما. وهذا مثل الإحساس المعنوي الجميل الذي يهبه الله سبحانه للإنسان في بداية حياته المعنوية ثم يترك الباقي بعهدته، إن شاء عززه وأنماه وإن شاء قلله. أو مثل الطاقة الجسدية عند الشباب أو أي طاقة أخرى يهبها الله سبحانه للانسان، وهو بدوره يمكنه حفظ هذه الطاقة وتعزيزها، كما يمكنه تركها حتى تضعف وتزول.
وبالطبع، إن المثال الأخير سيق لتقريب المعنى في الذهن، وإلا فنحن على علم بأن الأمور المادية تسير نحو الأفول والتضاؤل ثم الزوال، وليس إلا الأمور المعنوية التي يمكن أن تنمو وتتطور بمرور الزمان.
على كل حال، فإرادة المحبة بيدنا وعهدتنا لا غير.

التثاقل في أمر المحبة وآثاره

على رغم أن الحياة المشتركة تبتدأ بالمحبة بيد أن "البعض" يتثاقلون ويتكاسلون في وادي المحبة. ومما يدعو للأسف أن هذا "البعض" يعني اليوم "كل العالم". فالثقافة الغالبة اليوم ينطبق عليها هذا المثل القائل: " " فغدى الناس اليوم لايعملون شيئا لأجل الحصول على المحبة، ولا يملكون أي سيطرة على قلوبهم، فهم كالمتفرج على كل محبة واردة أو صادرة على أو من قلبه. وبعبارة أخرى، هم اليوم أذلاء للمحبة. نحن بحاجة إلى محبة نرأسها في الوقت الذي تأسرنا، لكن لا بمعنى أن نذل لها.
فمن يعيش ذليلا للمحبة، لا قدرة له على ازديادها والإكثار منها. ولا قدرة له على السيطرة على كل محبة واردة كانت أم صادرة، ومن ثم لا يصل إلى الموفقية في حياته ويصاب بالإخفاق والفشل باستمرار.
فكما أن استعمال الأشعة الليزرية منوط بتركيز هذه الأشعة في نقطة واحدة والحيلولة دون تفرقها، كذلك المحبة فهي بحاجة إلى السيطرة عليها، وأن لاندع القلب يشرّق ويغرّب كيفما يشاء، عندئذ نكون أعزاء أمام قلوبنا لا أذلاء له.
ففلسفة الأوامر المكررة من قبل أولياء الله في الوقوف أمام هوى النفس، هي أن هوى النفس يدع الانسان ذليلا عاجزا أمام قلبه، فلو تمكننا من السيطرة على هوى النفس والحيلولة دون تمكنه منا صرنا من أصحاب القلوب شيئا فشيئا وعند ذلك تكون إدارة قلوبنا بأيدينا لا بيد غيرنا.
أما عن مقدار ازدياد حب زوجين شابين بعد مدة من زواجهما عما كان عليه في أوائل تشكيل حياتهما الزوجية، فهذا موكول إليهما. ففي بداية حياتهما المشتركة يحب بعضهما الآخر إلى حد الغرام، فينبغي عليهما الاهتمام أن لا يصاب هذا الحب بأي ضرر. لكن نجد أكثر الناس -وما يدعو للأسف- يكتفون بالحياة الحيوانية. وهذا يعني أنهم وفي بداية حياتهم المشتركة وعلى أساس -أن في كل جديد لذة- يشعرون بالحيوية والانتعاش، لكنهم بعد ذلك يحرمون وبسبب التثاقل والتكاسل من طعم المحبة العميقة والمستحكمة.

يتبع إن شاء الله...

[1].بحار الأنوار، ج75، ص240، الباب23، مواعظ الصادق جعفر بن محمد(ع)
[2].مستدرك وسائل الشيعة، ج11، ص139- مجموعة ورام، ج22، ص10
[3].الروم، 21


look/images/icons/i1.gif المثلث الذهبي للمحبة، للأستاذ بناهيان
  25-09-2013 07:48 صباحاً   [4]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 13-02-2013
رقم العضوية : 51,908
المشاركات : 70
الجنس :
قوة السمعة : 50
بركات وجود المحبة بين الزوجين

يوجد عندنا في الروايات قريب من هذا المضمون: إن الله يدر على البيت الذي يحظى بمزيد من الحب والائتلاف والتفاهم بين الزوجين مزيد من بركاته ويرفع عنه الفقر.
فالله سبحانه يعتني كثيرا بالعاطفة التي تحصل بين الزوجين. يُنقل عن أحد العرفاء الذي كان في حال الاحتضار في إحدى المستشفيات، وقد قطع الأطباء أملهم في شفائه. إن حالت احتضاره قد طالت ولم يرحل عن الدنيا، ثم وبعد مدة عاد إلى الوعي وطلب من ابنه أن يذهب به إلى المنزل بعد الترخيص من الطبيب. ففعل ابنه ما طلبه منه وجاء به إلى المنزل. فتوجه الرجل إلى زوجته قائلا: "لقد أخر الله وفاتي بسبب عدم رغبتك في ذلك. وافقي على موتي لأرحل واستريح". وبدأ بالتدلل والتغنج إلى زوجته لترضى عن رحيله ثم بعد ذلك رحل عن الدنيا.
تنقل زوجة الشهيد جمران أيضا أن زوجها طلب منها الإذن عند استشهاده حيث تقول: "إن الشهيد توجه إلى في الليلة التي استشهد في صبيحتها قائلا: أريد الرحيل هل تأذنين لي بذلك؟ تقول فسكتت ولم أصر جوابا وكان قد طلب مني قبلها عدة مرات ولم أرض، لكني سكتت هذه المرة. وفي اليوم الثاني نال الشهيد جمران ما كان يصبو إليه ويتمناه الا وهو الشهادة في سبيل الله سبحانه".
فكما قلنا إن الله تعالى يعتني كثيرا بالمحبة الحاصلة بين الزوجين والتي يبتدأ من حين شروع حياتهما المشتركة، ولابد من السعي للحصول على أعلى درجاتها في طول حياتهما. إذ إن أحلى شيئ والذه في الحياة المشتركة هي هذه المحبة. فلابد من السعي للحصول عليها واستحكامها واستدامتها عن طريق بذل مزيد من المحبات.

تخطيط الزوجين للاستزادة من المحبة

لقد أجاز لنا الله سبحانه ومدنا بالامكانات اللازمة لتوسعة المحبة فيما بيننا. وهذه من المسائل المهمة جدا والمغفول عنها أيضا بطبيعة الحال. فلا فنّانونا ولا مخرجي الأفلام السينمائية استطاعوا وضع وصنع فيلم يشير إلى هذا الموضوع لنرى من خلاله آثار ازدياد المحبة بين الزوجين. وحتى لو أرادوا صنع فيلم بهذا الموضوع، فلا يصورون إلا صيت هذه المحبة وشدتها في الأيام الأولى من زواجهما، مع أن المفروض أن يصوروا عمق وحلاوة هذه المحبة بعد 30 سنة أو أكثر.
فكلما قلنا سابقا، بأن المحبة مما يمكن الاستزادة منها وتوجيهها والسيطرة عليها. والحياة المشتركة هي منذ الأساس لهذا الغرض، فلابد من السعي لذلك وعدم الاكتفاء بالقليل منها.
لذا يتحتم على الزوجين التخطيط والبرمجة للاستزادة منها، كما و عليهما عدم التكاسل والتثاقل عنها والقول بأنها تأتي لوحدها. كلا، هي لا تأتي لوحدها، فلابد من ايجادها من قبل أنفسنا والعيش في ظلها سكينة وهناء.
وهذه الحقيقة قابلة للدرك حتى من قبل أولادنا. لأنهم عندما يكبرون، ويواجهون أي مشكلة أو نقص عاطفي في حياتهم يعزونه للنقصان العاطفي في بيت أبويهم وعدم سعي والديهم لجبرانه ويقولون بأننا وبسبب هذا النقصان آل بنا الأمر إلى هذا المآل. فلابد من الاهتمام لهذا الأمر -على الأقل- لكي لا نتخاجل أمام أولادنا.


اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 09:09 PM