ماهي قاعدة المثلث الذهبي؟
قلنا بأننا لو أردنا أن تكون المحبة فيما بيننا مستحكمة ومستدامة، لا سبيل سوى أن لا تكون قائمة على أساس الأنانية وقد أشرنا إلى صعوبة تحقق هذه المحبة وقد يظهر الكلام لأول وهلة أنه شعار فقط. بيد أنه هناك سبيل يمكن عن طريقه تجربة محبة لا تقوم على أساس الأنانية ألا وهو، استعمال هذه القاعدة الذهبية.
فلو افترضنا وجود شخصين، يحبان موجودا عظيما يمكنه أن يُسخّر قلبيهما ويزيل عنه الأنانية، عندئذ ستُعقد فيما بينهما رابطة مستحكمة ومستدامة وغير قابلة للوصف، ولا يمكن أن نجد لها أي نظير ومماثل في الدنيا.
الولاية، هي هذا الموجود العظيم. اسمحوا لي أن أدخل في المصاديق. فتخيلوا وجود شخصين يهيمان بالإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه) فهذان الإثنان لو حصلت بينهما رابطة زواج ستحصل بينهما علاقة حب وغرام قوية، لم تحصل بين أي اثنين في الدنيا. لماذا؟ لأن الإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه) قد نزع الأنانية فيما بينهما، فأي حب عندئذ سيكون بينهما؟!!
هل تساءلتم يوما عن سبب كثرة الروايات الواردة في شدة العلاقة بين محبي أهل البيت(عليهم السلام)؟ فعندما تعشق أنت الإمام الرضا(عليه السلام) سيسلب منك أنانيتك. وعندما تصبح محبا للإمام الرضا(عليه السلام) لا تعد أنانيا، وتصبح كورقة الوردة اللطيفة، التي يداعب عطرها روح البشر، ثم تصبح أكثر لطافة. ويصبح وجودك ملؤه المحبة. لا بل يكون وجودك كله حب، لا مليئا بالحب. عندئذ لو أحببت أي شخص في الدنيا، ستتصف محبتك بعدم الأنانية. لماذا؟ لأن محبي أهل البيت(عليهم السلام) لاتكون محبتهم إلا مستحكمة ومستدامة.
"فهذه القاعدة الذهبية تقول لنا: لو اتصلت محبة شخصين بالسماء، لاتكون عميقة جدا فحسب بل تكون مستحكمة أيضا ومستدامة."فلو جفا الرجل أو المرأة الآخر، تيقنوا بأن أحد إشكال هذا الشخص أنه لا يحب الإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه). فلو أحب شخص الإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه) أو الإمام الحسين(عليه السلام)؛ أو أن قلبه تعلق بأحد أولياء الله بشدة، سيحب هذا الشخص زوجته حبا لا يمكن أن يتطرق إليه الجفاء.
وبالطبع لا إشكال في أن يأخذ غير ولي الله سبحانه بمجامع قلبيهما. فليتقدم كل من له القابلية على التغنج والتحبب وجذب القلوب، لكن السبب في ذكر أولياء الله سبحانه هو لا أحد غيرهم يمكنه التصرف بالقلوب مثل تصرفهم.
فلو فتشنا اليوم الدنيا بأكمبها لانجد شخصا له محبين وعشاق، كالإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه)، مع أنهم لم يروه لحد الآن؛ ولم يسمعوا صوته ولم يشموا ريحه؛ بيد أن جمكران لانتسابها له، تستقطب سنويا الملايين من الزوار المحبين الذي يأتون إليه من كل بقاع العالم.
أي فنان، أي مغنٍ، أي ممثل في العالم استطاع أن يجلب القلوب نحوه هكذا؟ فليستخدم الغرب أوج فنّهم في هوليود، هل يمكنهم أن يصنعوا محبوبا مثل قمر بني هاشم(عليه السلام)؛ حتى لو استخدموا كل الأساطير وكل الأكاذيب الممكنة؛ لا يمكنهم أن يصنعوا شخصية يحبّها الناس بهذا القدر. لا يمكنهم أن يصنعوا شخصية تهتزّ القلوب بعد 1400 سنة لسماع الظلم الذي جرى عليه. فهذا العشق وهذه الجاذبية، لا يمكن لأحد أن يدركها، نحن لم نقدم شيئا من الفن الكبير لأولياء الله فهم يأخذون بمجامع القلوب من دون حاجة لشغلنا، فهؤلاء العظام لهم القدرة العالية على جذب القلوب.
فلو أحب شخصان أولياء الله، ستسلب منهما ابتداء الأنانية على أثر هذا الحب. عندها تتولد بينهما محبة عميقة ومستحكمة. لذلك فلو كنتم تسعون خلف محبة مستحكمة ما عليكم إلا تطبيق "قاعدة المثلث الذهبي" في حياتكم.
صحيح، أننا جعلنا في رأس هذا المثلث، محبة أولياء الله، بيد أنه من الواضح أن محبة الله تعالى تكون في الدرجة الأعلى منها. لكن بما أن الوصول إلى محبة الله من طبيعتها لا تتم إلا بمحبة أولياء الله، وتصرف ولي الله في قلب الإنسان أكثر بساطة نوعا ما من تصرف الله، كان الوصول بالتبع إلى محبة أولياء الله أسهل علينا من إدراك محبة الله سبحانه.
ومن جهة ثانية، نحن من الممكن أن نكتشف بسهولة زيف محبة الله بامتحاننا بمحبة وليه. ولهذا السبب نحن نجعل محبة ولي الله على رأس هذا المثلث وإلا فلا شك في أن محبة الله سبحانه هي في الدرجة الأولى. على كل حال، فهذه المحبة هي المحبة التي تبقى ولا تزول، وهذه المحبة هي من الممكن أن تستمر مدة لذتها 30 عاما أو أكثر. ففي ظل محبة الله تكون المحبة بين الإثنين، محبة ممتعة ومستحكمة ومن غير زوال.
وبالطبع، وكما ترون نحن لا نريد القول بأن تعيشوا حياة دينية. فلا نريد منكم إلا أن تعيشوا عيش حب وغرام، منتهى، أن السبيل الوحيد لهذا العيش هو أن تجذب محبة أرقى من هذه المحبة قلب الإثنين نحوها.
من المؤسف، لم تعرض ولم تصور مثل هذه المحبة للناس لحد الآن. ومن المؤسف لم نرَ ولم نقرأ لحد الآن قصة تصور هكذا محبة. نتمنى لو يحصل كاتب يكتب قصصا غرامية عن هذه المحبة. نتمنى لو يتولد مخرج سينمائي يصور لنا مثل هذه القصص؛ وبالطبع بشكل فني بعيدا عن الأنماط والشعارات. مع إذعاننا بأن هذا العمل شاق جدا.
يتبع إن شاء الله...
قلنا بأننا لو أردنا أن تكون المحبة فيما بيننا مستحكمة ومستدامة، لا سبيل سوى أن لا تكون قائمة على أساس الأنانية وقد أشرنا إلى صعوبة تحقق هذه المحبة وقد يظهر الكلام لأول وهلة أنه شعار فقط. بيد أنه هناك سبيل يمكن عن طريقه تجربة محبة لا تقوم على أساس الأنانية ألا وهو، استعمال هذه القاعدة الذهبية.
فلو افترضنا وجود شخصين، يحبان موجودا عظيما يمكنه أن يُسخّر قلبيهما ويزيل عنه الأنانية، عندئذ ستُعقد فيما بينهما رابطة مستحكمة ومستدامة وغير قابلة للوصف، ولا يمكن أن نجد لها أي نظير ومماثل في الدنيا.
الولاية، هي هذا الموجود العظيم. اسمحوا لي أن أدخل في المصاديق. فتخيلوا وجود شخصين يهيمان بالإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه) فهذان الإثنان لو حصلت بينهما رابطة زواج ستحصل بينهما علاقة حب وغرام قوية، لم تحصل بين أي اثنين في الدنيا. لماذا؟ لأن الإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه) قد نزع الأنانية فيما بينهما، فأي حب عندئذ سيكون بينهما؟!!
هل تساءلتم يوما عن سبب كثرة الروايات الواردة في شدة العلاقة بين محبي أهل البيت(عليهم السلام)؟ فعندما تعشق أنت الإمام الرضا(عليه السلام) سيسلب منك أنانيتك. وعندما تصبح محبا للإمام الرضا(عليه السلام) لا تعد أنانيا، وتصبح كورقة الوردة اللطيفة، التي يداعب عطرها روح البشر، ثم تصبح أكثر لطافة. ويصبح وجودك ملؤه المحبة. لا بل يكون وجودك كله حب، لا مليئا بالحب. عندئذ لو أحببت أي شخص في الدنيا، ستتصف محبتك بعدم الأنانية. لماذا؟ لأن محبي أهل البيت(عليهم السلام) لاتكون محبتهم إلا مستحكمة ومستدامة.
"فهذه القاعدة الذهبية تقول لنا: لو اتصلت محبة شخصين بالسماء، لاتكون عميقة جدا فحسب بل تكون مستحكمة أيضا ومستدامة."فلو جفا الرجل أو المرأة الآخر، تيقنوا بأن أحد إشكال هذا الشخص أنه لا يحب الإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه). فلو أحب شخص الإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه) أو الإمام الحسين(عليه السلام)؛ أو أن قلبه تعلق بأحد أولياء الله بشدة، سيحب هذا الشخص زوجته حبا لا يمكن أن يتطرق إليه الجفاء.
وبالطبع لا إشكال في أن يأخذ غير ولي الله سبحانه بمجامع قلبيهما. فليتقدم كل من له القابلية على التغنج والتحبب وجذب القلوب، لكن السبب في ذكر أولياء الله سبحانه هو لا أحد غيرهم يمكنه التصرف بالقلوب مثل تصرفهم.
فلو فتشنا اليوم الدنيا بأكمبها لانجد شخصا له محبين وعشاق، كالإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه)، مع أنهم لم يروه لحد الآن؛ ولم يسمعوا صوته ولم يشموا ريحه؛ بيد أن جمكران لانتسابها له، تستقطب سنويا الملايين من الزوار المحبين الذي يأتون إليه من كل بقاع العالم.
أي فنان، أي مغنٍ، أي ممثل في العالم استطاع أن يجلب القلوب نحوه هكذا؟ فليستخدم الغرب أوج فنّهم في هوليود، هل يمكنهم أن يصنعوا محبوبا مثل قمر بني هاشم(عليه السلام)؛ حتى لو استخدموا كل الأساطير وكل الأكاذيب الممكنة؛ لا يمكنهم أن يصنعوا شخصية يحبّها الناس بهذا القدر. لا يمكنهم أن يصنعوا شخصية تهتزّ القلوب بعد 1400 سنة لسماع الظلم الذي جرى عليه. فهذا العشق وهذه الجاذبية، لا يمكن لأحد أن يدركها، نحن لم نقدم شيئا من الفن الكبير لأولياء الله فهم يأخذون بمجامع القلوب من دون حاجة لشغلنا، فهؤلاء العظام لهم القدرة العالية على جذب القلوب.
فلو أحب شخصان أولياء الله، ستسلب منهما ابتداء الأنانية على أثر هذا الحب. عندها تتولد بينهما محبة عميقة ومستحكمة. لذلك فلو كنتم تسعون خلف محبة مستحكمة ما عليكم إلا تطبيق "قاعدة المثلث الذهبي" في حياتكم.
صحيح، أننا جعلنا في رأس هذا المثلث، محبة أولياء الله، بيد أنه من الواضح أن محبة الله تعالى تكون في الدرجة الأعلى منها. لكن بما أن الوصول إلى محبة الله من طبيعتها لا تتم إلا بمحبة أولياء الله، وتصرف ولي الله في قلب الإنسان أكثر بساطة نوعا ما من تصرف الله، كان الوصول بالتبع إلى محبة أولياء الله أسهل علينا من إدراك محبة الله سبحانه.
ومن جهة ثانية، نحن من الممكن أن نكتشف بسهولة زيف محبة الله بامتحاننا بمحبة وليه. ولهذا السبب نحن نجعل محبة ولي الله على رأس هذا المثلث وإلا فلا شك في أن محبة الله سبحانه هي في الدرجة الأولى. على كل حال، فهذه المحبة هي المحبة التي تبقى ولا تزول، وهذه المحبة هي من الممكن أن تستمر مدة لذتها 30 عاما أو أكثر. ففي ظل محبة الله تكون المحبة بين الإثنين، محبة ممتعة ومستحكمة ومن غير زوال.
وبالطبع، وكما ترون نحن لا نريد القول بأن تعيشوا حياة دينية. فلا نريد منكم إلا أن تعيشوا عيش حب وغرام، منتهى، أن السبيل الوحيد لهذا العيش هو أن تجذب محبة أرقى من هذه المحبة قلب الإثنين نحوها.
من المؤسف، لم تعرض ولم تصور مثل هذه المحبة للناس لحد الآن. ومن المؤسف لم نرَ ولم نقرأ لحد الآن قصة تصور هكذا محبة. نتمنى لو يحصل كاتب يكتب قصصا غرامية عن هذه المحبة. نتمنى لو يتولد مخرج سينمائي يصور لنا مثل هذه القصص؛ وبالطبع بشكل فني بعيدا عن الأنماط والشعارات. مع إذعاننا بأن هذا العمل شاق جدا.
يتبع إن شاء الله...