زهير ماجد/،
كان التوقع ارباكا ” اتفاقيا” بين مصر وإسرائيل، فإذا به خوف إسرائيلي من واقع أمني في صحراء سيناء.. كأنما دماء المصريين التي سالت في تلك الصحراء تستعيد ثأرها الذي لا يموت ولا يخبو .. أولئك الجنود المصريون الذين تاهوا فيها وفوقهم طائرات إسرائيلية تصطادهم واحدا واحدا جاء أحفادهم لقولة حق عبر تسخين جبهة تكمن فيها كل مخاوف إسرائيل. فبعد الشمال الإسرائيلي الذي يحركه حزب الله، جاءت الضربة من الجنوب الإسرائيلي حيث الهدوء المتوقع ديمومة. واذا كان الإسرائيلي يرى مشكلته الكبرى في شمال كيانه، فأنه بات يتطلع الى جنوبه وكأن ثمة معركة جديدة فتحت عليه وقد لاتقف عند حدود، فالصواريخ لم تعد تعترف بحدود ولا بجبهات، انها طيران جاهز للانقضاض، ومن سيناء سيضيف جبهة أكبر وأعمق.
امام الإسرائيلي مشكلة اسمها التهدئة على الجبهة المصرية اساسها اتفاقية كامب ديفيد، تخاف حق الرد ليأتي الرد الآخر مضاعفا.. وتخاف اعادة احتلال الصحراء المستباحة لها بموجب تلك الاتفاقية، فتعيد النهوض المصري العسكري والأمني ضدها، تحتاج العلاقة بين مصر وإسرائيل الى ” نكزة ” صغيرة كي تشتعل ويأكل لهيبها كل اتفاق بين الطرفين. فالوضع المصري لن يهدأ في الداخل الا اذا تحرك نحو الخارج.. عدم الحلول في أي داخل معناه الذهاب الى الخارج ، وهنا مكمن الرعب الإسرائيلي.
ان تصاب ايلات بصواريخ مصرية ومن الاراضي المصرية أم يقرأه بعناية قادة إسرائيل الذين يأملون تذوق العسل الدائم مع الجبهة المصرية. كانوا يحسسون رؤوسهم من الشمال فاذا بهم امام معضلة في الجنوب، والذين رموا صواريخهم على تلك المدينة الإسرائيلية هم تقريبا من يقومون بتدمير خط الغاز الذي يعني الكثير في الحياة الإسرائيلية . هي جبهة باتت مفتوحة لكل الاحتمالات، واذا كان حراكها متواضعا حتى الآن ، فهي تنتظر رد الفعل الإسرائيلي كي تصعد .. عصر الصواريخ يتسع مداه على إسرائيل التي لن يبقى امامها سوى البحر ملجأ، والتفكير الذي ساد ذات يوم من حكم حسني مبارك باستقطاب ملايين الإسرائيليين في حصراء سيناء هربا من شمالها اذا مااندلعت الحرب مع حزب الله وسوريا وايران لم يعد واردا.
صدمة لإسرائيل قد تكون فرحا لحزب الله ولسوريا ولاهالي غزة، طالما ان العداوة المصرية الإسرائيلية لم تمت بعد كل تلك السنين من التمسك باتفاق سيظل هشا مهما حاولوا تقويته بكل الطرق الصناعية التي لن يقبلها المصري لأمد طويل. الجبهة المصرية تعلن خيارها الاصلي والاساسي في وقت إسرائيلي دقيق قائم على الخيارات المريحة التي ولدتها حالة الحراك العربي الذي مازال مصطدما بجبهة الممانعة السورية.
الوطن العمانية