تعبيرية
الاصلاح نيوز- كُشف النقاب الجمعة في تل أبيب عن أن كبار صناع القرار في الدولة العبرية من المستويين السياسي والعسكري يأخذون على محمل الجد التهديدات التي أطلقها رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني للغرب من مغبة أي تدخل عسكري في سورية لأن النيران التي ستشتعل في سورية ستحرق أيضاً الكيان الصهيوني، على حد تعبيره.
وقال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ إنه وفقًا لتقارير عديدة فإن النظام الحاكم في سورية قام في الآونة الأخيرة بإمداد حزب الله اللبناني بصواريخ من طراز سكاد دي، لافتًا إلى أن مدى هذه الصواريخ يصل إلى 700 كم، وأنها قادرة على إصابة أي مكان داخل العمق الإسرائيلي، ولكنه استدرك قائلاً إن المعلومات لا تؤكد ولا تنفي إمكانية وصول الصواريخ إلى لبنان، أمْ أنها ما زالت في مخازن حزب الله في سورية، محذرا من أن هذه الصواريخ قادرة على حمل رؤوس كيماوية، لافتًا إلى أن قضية اشتعال المنطقة في حال سقوط نظام الرئيس الأسد تمت مناقشتها ليس في إسرائيل فقط، بل في دول غربية كثيرة، على حد قول المصادر اعتمد عليها، والتي وصفها بالعليمة جدًا، لافتًا إلى أن إسرائيل والعديد من الدول الغربية وضعت سيناريو خطيرا للغاية، بموجبه في حال توصل قادة حزب الحاكم في دمشق إلى نتيجة بأن النظام إلى زوال، فإنهم سيقومون بما أشبه بعملية انتحارية، على حد وصفه، وإطلاق الصواريخ الكيماوية الموجود بكثرة في الترسانة العسكرية السورية، علاوة على ذلك، يخشى صناع القرار في تل أبيب، كما قال فيشمان، من قيام جنرال سوري، مؤيد للأسد، بمبادرة شخصية وإطلاق الصواريخ الكيماوية باتجاه الدولة العبرية ودول أخرى بهدف صرف أنظار العالم عن سقوط بشار الأسد، ومن المحتمل جدًا، بحسب المصادر الإسرائيلية، أن تُطلق الصواريخ الكيماوية السورية باتجاه المملكة الأردنية وتركيا، كما كشف النقاب عن أن جل اهتمام أجهزة المخابرات الإسرائيلية والغربية ينصب في مراقبة مكثفة لعملية نقل الصواريخ السورية من مكان إلى أخر، أوْ نقلها إلى حزب الله في لبنان، على حد قول المصادر عينها.
على صلة بما سلف، حذر قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يائير غولان، من تحول سورية إلى دولة فاشلة، مع كل ما يترتب على ذلك من ازدهار الإرهاب فيها، ومن انتقال ترسانة الأسلحة الضخمة الخاصة بها، وخصوصاً النوعية، إلى أيدي حزب الله.
ورأى غولان أنه عندما نريد التحدث عن لبنان الآن، يجب البدء من سورية، التي زعم أنها تعيش حربا أهلية، ستؤدي إلى تحويلها، بحسب تقديري، إلى دولة فاشلة، وفي كل الدول الفاشلة يزدهر الإرهاب. وأعرب الجنرال الإسرائيلي عن اعتقاده بأن ثمة تهديداً إرهابياً بدأ يتشكل في سورية، لافتًا إلى أنه على تل أبيب أنْ تستعد للمواجهة، موضحًا أنه ليس من الصعب تخيل واقع تبدأ فيه القاعدة، الموجودة اليوم في سورية وتعمل بشكل حثيث ضد نظام الأسد، بالعمل ضد إسرائيل. وليس من المستبعد التفكير بأن الساحة السورية تحولت إلى خط عمل إضافي لحزب الله. وهذا لا يتطلب خيالاً خصباً.
والأمور التي تبدو لنا غير معقولة يمكن أن تعترضنا خلال الأشهر المقبلة، على حد قوله، وتطرق قائد المنطقة الشمالية إلى عامل القلق الثاني الذي يعتري تل أبيب من الوضع السوري، قائلاً إن التفكير بالترسانة الكبيرة للأسلحة السورية في اليوم الذي يلي سقوط النظام السوري يثير قلق إسرائيل، مشيرا إلى أن سورية تمتلك أسلحة دمار شامل، ولديها ترسانة كبيرة من الأسلحة المتطورة جداً، بما في ذلك صواريخ أرض جو وأرض بحر وأسلحة كيماوية، وتساءل: ما هو مستقبل هذا السلاح بعد رحيل النظام الحالي؟ هذا غير واضح. إن التفكير بسورية بوصفها مخزناً للأسلحة القتالية سيغذي الجهات الإرهابية في المحيط يقلقنا جداً، والتحدي الذي يعترضها بهذا الخصوص كبير.
وإذ شدد على الخشية من انتقال أسلحة كيميائية سورية إلى حزب الله، كشف غولان عن المعضلة التي تواجهها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بهذا الشأن والمتمثلة بكيفية التعامل مع هذا الأمر فيما لو حصل. من ناحيتها ذكرت صحيفة ‘معاريف’، بأن إسرائيل كانت هددت في الماضي بالعمل على إحباط أي عملية نقل صواريخ بعيدة المدى من طراز M600 من سورية إلى حزب الله حتى لو كان الثمن فتح الجبهة الشمالية، إلا أنها في النهاية قررت عدم الفعل. وبحسب الصحيفة، فقد وصلت خلال الأعوام الأخيرة بطاريات صواريخ متطورة إلى حزب الله، وباتت تهدد اليوم وسط إسرائيل، والآن تقول مصادر رفيعة في تل أبيب إن هذا الخطأ لن يتكرر، وإن نقل مواد كيميائية سيشكل ذريعة للهجوم.
وتطرق غولان أيضاً إلى احتمال حصول مواجهة مع حزب الله، مشيراً إلى أن الحزب يبني قوته بشكل لا سابق له، وهو يستثمر اليوم معظم جهوده في بناء منظومة صاروخية قوسية ضخمة، في حين أن معظم الترسانة الصاروخية التي بحوزته هي قصيرة المدى.
وتابع قائلاً إن حزب الله يمتلك قدرات لا توجد لدى دول كثيرة، ويوجد لدى حزب الله آلاف الصواريخ الكبيرة التي يمكنها أن تصل إلى مديات بعيدة، وهناك ما يمكن أن يصل إلى تل أبيب، وهذا هو مصدر القلق.
لكنه أضاف مستدركاً إن نوعاً كهذا من التهديدات لا يمثل عاملاً حاسماً في مقابل إسرائيل، فهو غير قادر على تدمير البنية التحتية لدولة إسرائيل، وغير قادر على التسبب بدمار كبير.
وأضاف لقد حاربت حزب الله طيلة فترة خدمتي العسكرية، وأنا أعرف طرقه القتالية. بإمكان حزب الله أن يربك الجيش الإسرائيلي، لكنه غير قادر على وقفه، وبرأيه فإن الجيش الإسرائيلي قادر على تقليص التهديد الصاروخي بشكل ملحوظ من خلال السيطرة على مناطق إطلاق الصواريخ خلال وقت قصير.
وتوعد غولان حزب الله بهزيمة مطلقة وسوف ننزل به ضربة قاسية جداً تفقده الرغبة في مواجهتنا مرة أخرى، على حد تعبيره.
إلى ذلك كشفت الصحيفة العبرية النقاب عن أن الاستخباراتِ العسكريةَ الإسرائيلية وأجهزة أمنية أخرى تبنت موقفَ قسمِ الاستخبارات في وزارةِ الخارجية الإسرائيلية الذي يقول إن الرئيسَ بشار الأسد سيصمِد لسنواتٍ عديدةٍ واِنَ سقوطَهُ لن يكونَ سريعا، لافتةً إلى أن تقديرات الاستخبارات السابقة التي تنبأت بقربِ سقوطِ النظام كانت سابقةً لأوانِها، على حد قول الصحيفة. (القدس العربي)