تشير بداية اندحار القوى الخارجية والداخلية التابعة التي كانت مهيمنة على الأمة ومتحكمة بمصيرها الى أن الجماهير العربية هي اليوم أمام فرصة تاريخية لتحقيق أهدافها الوطنية والقومية، إن هي قامت من خلال مكوناتها وقواها الحية ببذل ما يقتضيه ذلك من جهد مطلوب وتضحيات لازمة.
فمن الواضح اليوم وبعد سقوط بعض من أعتى رموز التبعية العربية لأمريكا وإسرائيل، وصمود سورية العروبة والمقاومة في وجه الحرب الشرسة غير المسبوقة عليها، وصعود منظومة دولية إقليمية جديدة مناهضة للهيمنة الغربية كان لذلك الصمود دور أساسي في تبلورها، من الواضح أن المدّ القومي العربي آخذٌ في التنامي من جديد، وأن وصول الحركات الإسلامية الى السلطة لم يؤد الى تعطيل ذلك المدّ، كما خُطط له، بل أدى، على العكس، الى تصاعده، ولاسيما بعد انكشاف تخاذل تلك الحركات في التعامل مع القضية الفلسطينية، وتورطها في المخطط الرامي لإسقاط الدولة الوطنية في سورية. وتقدم تونس مثالاً نموذجياً عن حيوية المدّ القومي العربي كما عبّر عنه الشعار الشهير: “الشعب يريد تحرير فلسطين”، والتي وصلت الى حدّ المطالبة الشعبية بتضمين الدستور الجديد نصاً يجرّم التطبيع مع العدو الصهيوني.
لقد كانت سورية طوال العقود الأخيرة، ولاسيما بعد تكبيل مصر باتفاقية كامب ديفيد، حاملة الفكر القومي وحاضنة المقاومة العربية، وهي اليوم، ومن خلال صمودها شعباً وجيشاً وقيادة في وجه الاستهداف الكوني المنظّم، ومثابرتها على تنفيذ برنامج الإصلاح الوطني الشامل، واستعدادها لإجراء الحوار الوطني وتحقيق المشاركة السياسية الواسعة، لا تعزز موقعها القومي ودورها المقاوم فقط، بل تؤسس لحقبة عربية جديدة ستشهد إحياء الثوابت الوحدوية والتحررية، وإعادة بناء النظام العربي وتجديد مؤسساته على أساسها.
ومن المنتظر أن يكون لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي يحتفل السبت بعيد ميلاده الخامس والستين دور مهم في صياغة ملامح هذه الحقبة على الصعيدين الوطني والقومي، فالحزب الذي أفقدته التبعية للسلطة الكثير من مؤهلاته النضالية، ينكب الآن بجدية فائقة على العمل من أجل استعادة تلك المؤهلات، وتجديد شرعيته من خلال عودته الى الجماهير وتفاعله معها، وتطوير فكره وتنظيمه وأساليب عمله، وتشبيب قيادته، كي يرتقي الى مستوى المهمة المزدوجة، مهمة المساهمة الفاعلة في حمل المشروعين الوطني الإصلاحي والقومي النهضوي.
إنه المستقبل العربي الواعد الذي بدأت إرهاصاته بالظهور، فمن رحم حركة الجماهير العربية التي امتلكت زمام المبادرة التاريخية، وأكدت تصميمها على استكمال إنجازها الثوري بدحر الهيمنة الامبريالية والاحتلال الصهيوني، ومن رحم انتصار سورية على أعدائها أعداء الأمة، ونجاحها في تحقيق معادلة الجمع بين حمل راية العروبة والمقاومة وحمل راية الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، سيولد ربيع حقيقي يعود فيه لهدفي التحرر والوحدة المتلازمين اعتبارهما وألقهما.
وتعود فيه فلسطين قضية مركزية حقيقية تصحح اتجاه البوصلة وتنهي سنين الضياع العربي الذي أوصل الأمة الى حافة الهلاك.
،
فمن الواضح اليوم وبعد سقوط بعض من أعتى رموز التبعية العربية لأمريكا وإسرائيل، وصمود سورية العروبة والمقاومة في وجه الحرب الشرسة غير المسبوقة عليها، وصعود منظومة دولية إقليمية جديدة مناهضة للهيمنة الغربية كان لذلك الصمود دور أساسي في تبلورها، من الواضح أن المدّ القومي العربي آخذٌ في التنامي من جديد، وأن وصول الحركات الإسلامية الى السلطة لم يؤد الى تعطيل ذلك المدّ، كما خُطط له، بل أدى، على العكس، الى تصاعده، ولاسيما بعد انكشاف تخاذل تلك الحركات في التعامل مع القضية الفلسطينية، وتورطها في المخطط الرامي لإسقاط الدولة الوطنية في سورية. وتقدم تونس مثالاً نموذجياً عن حيوية المدّ القومي العربي كما عبّر عنه الشعار الشهير: “الشعب يريد تحرير فلسطين”، والتي وصلت الى حدّ المطالبة الشعبية بتضمين الدستور الجديد نصاً يجرّم التطبيع مع العدو الصهيوني.
لقد كانت سورية طوال العقود الأخيرة، ولاسيما بعد تكبيل مصر باتفاقية كامب ديفيد، حاملة الفكر القومي وحاضنة المقاومة العربية، وهي اليوم، ومن خلال صمودها شعباً وجيشاً وقيادة في وجه الاستهداف الكوني المنظّم، ومثابرتها على تنفيذ برنامج الإصلاح الوطني الشامل، واستعدادها لإجراء الحوار الوطني وتحقيق المشاركة السياسية الواسعة، لا تعزز موقعها القومي ودورها المقاوم فقط، بل تؤسس لحقبة عربية جديدة ستشهد إحياء الثوابت الوحدوية والتحررية، وإعادة بناء النظام العربي وتجديد مؤسساته على أساسها.
ومن المنتظر أن يكون لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي يحتفل السبت بعيد ميلاده الخامس والستين دور مهم في صياغة ملامح هذه الحقبة على الصعيدين الوطني والقومي، فالحزب الذي أفقدته التبعية للسلطة الكثير من مؤهلاته النضالية، ينكب الآن بجدية فائقة على العمل من أجل استعادة تلك المؤهلات، وتجديد شرعيته من خلال عودته الى الجماهير وتفاعله معها، وتطوير فكره وتنظيمه وأساليب عمله، وتشبيب قيادته، كي يرتقي الى مستوى المهمة المزدوجة، مهمة المساهمة الفاعلة في حمل المشروعين الوطني الإصلاحي والقومي النهضوي.
إنه المستقبل العربي الواعد الذي بدأت إرهاصاته بالظهور، فمن رحم حركة الجماهير العربية التي امتلكت زمام المبادرة التاريخية، وأكدت تصميمها على استكمال إنجازها الثوري بدحر الهيمنة الامبريالية والاحتلال الصهيوني، ومن رحم انتصار سورية على أعدائها أعداء الأمة، ونجاحها في تحقيق معادلة الجمع بين حمل راية العروبة والمقاومة وحمل راية الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، سيولد ربيع حقيقي يعود فيه لهدفي التحرر والوحدة المتلازمين اعتبارهما وألقهما.
وتعود فيه فلسطين قضية مركزية حقيقية تصحح اتجاه البوصلة وتنهي سنين الضياع العربي الذي أوصل الأمة الى حافة الهلاك.
،