مع استمرار حالة عدم الاستقرار للوضع العربي فإننا في الأردن مطالبون بالالتزام بخارطة طريق وطنية تراعي ما يجري حولنا وتحسب بدقة المعادلة التي يجب السير وفقا للموازنة بين الإمكانات والمطالب . يجب أن لانتجاوز الصلف الصهيوني الرافض للسلام الذي طرحه العرب في بيروت وهو الطرح المتفق مع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، فما هم متمسكون به مجرد ادعاء الرغبة بالسلام ولكن على طريقتهم : اسم دولة دون سيادة على الأرض وما فيها من مياه وثروات ، وليس لها حرية الحركة الخارجية ، وليس لها جيش يحميها !!.في خارطة طريقنا الأردنية يجب الأصرار على قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة حتى يتم إغلاق ملف الوطن البديل إلى الأبد مما يدعيه الصهاينة المتطرفون . وحتى نكون سداً واحداً فلا بد تقنين علاقاتنا سواء كنا معارضين أو مؤيدين ، فالمعارض يعارض سياسة حكومة لا يعارض الوطن وأمنه واستقراره ، من حقه أن يعبر ويقول وفق القانون دون أن يعطل مصالح الناس ودون أن يسد أمامهم الطريق ، فالمسيرة في نظر العقلاء ليست عملاً روتينياً لازماً أسبوعياً بل وفق الحاجة ولموضوع محدد . والمعارض ليس شخصاً نكاراً بل يعترف بكل خير موجود ويشكر كل من يستجيب للحق والعدل بنفس الدرجة التي يعارض فيها كل عوج وظلم . والمشترك اليوم بين جميع الأردنيين هو الإجماع على مكافحة الفساد وضرورة مكافحة الفاسدين ومقاضاتهم ولن نسمح لهم أن يتستروا خلف منصب أو عائلة أو عشيرة لأن من قام بالفساد قد اعتدى على الجميع ولهذا فعلى الجميع أن يقف ضده ويطالب بمحاكمته .
خارطة طريقنا في الأردن واضحة ، ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء ، فنحن متطلعون لانتخابات هذا العام لإفراز مجلس نيابي جديد وتتشكل حكومة انعكاساً له فيصبح في الأردن حالة استقرار سياسي وبهذا نكون قد عبرنا القنطرة وتجاوزنا الخطر لنتفرغ لدعم الشعب الفلسطيني في نضاله نحو الدولة المنشودة ، ودعم الشعب السوري ليعود أمنه واستقراره فيلم جراحه ويداوي مريضه ويبني ما هدم ، ليستعد للمساهمة في رحلة العرب نحو صورة جديدة ووضع مختلف فيه العزة والرفعة والكرامة .
أيها الأ ردنيون بمختلف اتجاهاتكم وانتماءاتكم : كونوا مع بلدكم وأمتكم كما كان هذا الوطن أردنياً عربياً إسلامياً يحب أمته ويرجو لها كل الخير ويتمنى الفشل لكل المؤامرات ويعمل على إفشالها . وندعو لإصلاح الأوضاع في مختلف الجوانب فنحن كلنا مع ذلك ولا يزاود أحد على أحد في ذلك لأن مركبنا واحد وهمنا واحد وهدفنا واحد .