في أية سلة يتوجب على الواحد منا أن يضع بيضاته سياسياً? هذا السؤال مطروح بقوة في الشارع الأردني هذه الأيام. وفي الواقع, لاحظنا أنه حصلت في السنة الأخيرة حركة تبديل سلال واسعة عند كثيرين في البلد على المستوى الفردي والجماعي.
غير أن التغيير الأبرز في الفترة الماضية, تمثل في انتقال أوساط جديدة من أصحاب البيض التقليديين من الباحثين عادة عن سلة يضيعونه فيها, الى حاملي سلال مستعدين لاستقبال بيض الآخرين. ومن جهة أخرى, بدا واضحاً أن بعض السلال لم تعد صالحة لاستقبال أي بيض, وأن كثيرين ممن اعتادوا على وضع بيضهم في سلة معينة, عمدوا الى سحبه منها, وبحثوا عن سلال جديدة, أو تحولوا هم أنفسهم الى حاملي سلال.
الحكومات أولى المتأثرين بصراع البيض هذا, لقد سحب كثيرون بيضاتهم من سلالها, وربما شكّلت جلسة الثقة الشهيرة بحكومة سمير الرفاعي (وهي الأولى لمجلس النواب الحالي) أفضل وضعية لسلة الحكومة, حينها شهدت تلك السلة ازدحاماً في البيض, ولكنه وضع لم يدم طويلاً.
المجلس النيابي نفسه سرعان ما أتقن التحول الى حامل سلة وأعلن استعداده لاستقبال بيض الحكومات, غير أن هذا التحول تميز بدرجة عالية في التعقيد, فسلة المجلس ككل لا تساوي مجموع سلال النواب الفردية, بل إن قسماً لا يستهان به من النواب, لم يقتنع بهذا التحول وما زال ينظر لنفسه بصفته حامل بيض لا حامل سلال.
الموضوع متشعب ولا يقتصر على سلال وبيض السلطتين, وقد تكون هناك عودة في مقالة أخرى, حرصاً مني على عدم وضع بيضي في مقالة واحدة.