ما من مسؤول وصل الى احدى دوائر التحقيق سواء النيابية او القضائية الا وكان بريئا حسب قوله تحت القسم , وما من جلسة عامة او دعوة يحضرها مسؤول سابق , الا ويعلن فيها محاربته للفساد ووقوفه ضد هذه الافة , بل ويسهب في وصف دوره في ايقاف هذه الافة , التي اجتاحت البلد بعد خروجه من المنصب , وللطرافة فإن أحد الاصدقاء ممن قضى طوال حياته في القطاع الخاص ولم يتعامل مع الحكومة الا من خلال تجديد رخصة المهن , اعلن انه هو المسؤول عن الفساد والترهل والروتين واي مرض مالي او اجتماعي سنكتشفه لاحقا , بعد ان استمع الى معظم المسؤولين في جلسات خاصة وهم ينفون اي دور لهم .
كثير من مسؤولينا رأيناهم وهو يقسمون على كتاب الله من اجل الحفاظ على الدستور وخدمة الامة والقيام بالواجبات الموكولة اليهم بأمانة وقبله الاخلاص للملك , وكل دوائر الدولة ومؤسساتها ووزاراتها يطالها الاتهام بنسب متفاوتة , وحتى دوائر الخدمات المهنية او النقابية او التقاعدية طالها الفساد وبعض قيادتها جرى توقيفه والاخر ينتظر , ويعاني المواطن من الروتين والترهل منذ سنوات بإستثناء مؤسسات قليلة تنجز معاملة المواطن في ذات اليوم , فكيف سنتيقن من صدق قسمهم الثاني وقد رأينا ان الاول جرى التفريط فيه رغم ان كتاب الله واحد وسيبقى واحدا حتى يرث الله الارض ومن عليها؟
قضايا كثيرة لا تحتاج الى كثير عناء كي نعرف ان القسم تم الحنث به , وهي ماثلة امام اعيننا , فالشوارع بعد اول شتوة تقول ان صيانتها كانت سيئة , والمناهل تعلن ذلك بل وتتمرد احيانا معلنة خلع نفسها وترك المياه تفيض دون رادع , ومشاريع كثيرة نراها متعطلة او منقلبة على اصل فكرتها , ناهيك عن المشاريع البلهاء الجالسة على صدورنا في شارع الجامعة وغيره من الشوارع .
منذ تسعينيات القرن الماضي ونحن موعودون بأكل السمن والعسل , ومن وعدنا وأخلف عاد لينتقد المرحلة الحالية ويجترح لها الحلول شريطة عودته الى موقعه , ومن وعدنا بلبس الدشاديش ثراءً ونفطا تركنا ليعمل في الخليج ولم ينتظر الاعلان عن اكتشاف اول بئر , ومن بشرّنا بالتخاصية وحسناتها بات مقبلا على القطاع العام , ومن ازاح الستار عن اسرائيل وجيرتها يعود ليعلن انه مستهدف منها وتحاول اسقاطه او إفشاله .
كلهم مظلومون من هذا الشعب النكد , الناكر لجميلهم وافضالهم , الشعب الذي اصمّ اذنيه ولم يسمع ملاحظاتهم ولم يستمع لاقوالهم منذ الزمن البعيد , جميعهم حاولوا لكن محاولاتهم باءت بالفشل جرّاء طمع الشعب ومحاولاته الدائمة من اجل كسر أذرعهم لا ليّها فقط , اهل الشمال هم من منحوا رخصة امنية وهم من اغلقوا الباب امام العروض الاخرى واظن ان الخرزات السبع في اربد وقفوا خلف ذلك .
اما اهل الجنوب فهم المسؤولون عن ضياع اراضينا في العبدلي وهم من اوصل موارد الى هذه الخسائر المتتالية رغم ان نفس الشركاء العرب والاجانب في المشروع حققوا ربحا وها هم عائدون لإكمال المشروع في الصيف , وهناك حيرة حول قضية الكازينو فهناك من يقول ان اهل المفرق هم من منحوا الرخصة وهناك من يقول ان اهل الزرقاء هم من ارتكبوا الفعلة .
نسينا الاتهام الموجه الى اهل عمان الشرقية بوصفهم باعة البوتاس والاسمنت والفوسفات بتعاون خفي مع اهالي البلقاء , لذلك نتمنى على جهات التحقق والتحقيق استدعاء الشعب الاردني للمثول امامها , وللتسهيل اقترح تحقيقا جماعيا يجري في مدينة الحسين للشباب ومدينة الحسن ومدينة الامير محمد , كي يتم بعدها توقيف الشعب الاردني وإطلاق سراح المسؤولين الذين أبرّوا بقسمهم ولم يحنثوا به ابدا , نعم نحن شعب متهم ما دامت الحكومات ورؤساؤها ووزراؤها بريئين
الدستور