لم يعرف حسين ذو السنوات الأربعة عشر طعم حنان الأمومة فقد اشتد عوده بعيدا عن حضن أم لم تعرف ابنها او تسمع صوته طوال سنوات طلاقها منذ ولادته وتركه ليعيش في كنف زوجة والده.
وسط جهل الأب بما كان يحدث لابنه على يد زوجته التي أوقفت مؤخرا في مركز إصلاح وتأهيل جويدة نساء، أمضى حسين سنواته ضحية لتنكيل والتعذيب والحرمان من الطعام.
التفاصيل الذي كشف عنها مصدر فضل عدم ذكر اسمه أن احد المواطنين في شرق عمان ابلغ إدارة حماية الأسرة بوجود طفل يعاني من حروق على القربة وخلف العنق ليتم استحضاره من وعرضه على الطبيب الشرعي الدكتور همام القطاونة الذي تبين بعد فحصه من انه يعاني من حروق حديثة وندب قديمة جراء سكب الماء المغلي عليه.
وكشف ذات المصدر تفاصيل حياة حسين وقال عنها ” والدته حصلت على الطلاق من والده بعد ولادته بسنة حتى انه لا يعرف امه ولم يسمع صوتها الا مرة واحدة طوال حياته فهو يعيش في منزل والده الذي تزوج من اخرى فور الطلاق,فحسين اكبر إخوانه من الأب”
واضاف “حسين اخرج من المدرسة عندما كان في الصف الخامس حتى انه لا يجيد القراءة او الكتابة ولدى وصوله إلى إدارة حماية الاسرة كان في وضع سئ جدا من حيث النظافة والرعاية الجسدية والجسمية حتى ان نموه لا يتوافق مع عمره فقد كان هناك علامات واضحة لتاخر النمو لديه حي ثجرى عرضه على طبيب لتقييم وضعه الصحي “”
ووفق تقرير الطبيب الشرعي فان حسين وجد على جسده اثار حروق وندب قديمة جراء سكب الماء المغلي على يديه وتحديدا الكف الايمن مع انكماش بالجلد وأثأر حروق قديمة شكلت ندبة واسعة تشمل ظاهر وباطن الكف وانثناء بالأصابع”
ووفق ذات المصدر فان الطفل حسين كان يحصل على طعامه بعد ان كان يحصل على مبلغ مالي جراء عمله بناء على طلب زوجة ابيه ودون علم والده
فحسين في اليوم الذي لا يحصل فيه على المال لا يتم أطعامه بل يبقى جائعا
كما بين تقرير الطب الشرعي ندبة واسعة من الدرجة الأولى والثانية على الساق من الجهة الأمامية حديثة عمرها اقل من 72 ساعة إضافة إلى حروق على منطقة الصيوان الأيسر للاذن ومنتصف الرقبة من الخلف حيث كانت تقوم زوجة الاب بتربيط حسين بالجنازير وتسكب عليه الماء المغلي وعمر هذه الحروق لا يتجاوز الأسبوعين إضافة الى وجود كدمات واسعة على العضدين ناتجة عن ارتطامه بجسم صلب راض لا يتعارض مع العصاة وكدمات واسعة لا تتعارض مع قبضة اليد والحذاء
وقال المصدر ان الطفل عندما شاهده احد المواطنين أمام محل أنترنت في شرق عمان لفت انتباهه الكم من الحروق على جسده ليعترف بمجرد سؤاله بحقيقة ما كان يحدث له من زوجة ابيه.
مدعي عام شرق عمان الذي أحيلت له القضية الخميس الماضي قرر توقيف زوجة الاب 15 يوما على ذمة القضية في مركز اصلاح وتأهيل جودية بعد توجيه تهمة الإيذاء للموقوفة.
وبين المصدر ان الطفل حسين تم إيداعه لأحدى مؤسسات رعاية الأطفال بناء على تنسيب من الطبيب الشرعي الذي ذكر في تقريره ان وجوده في منزل والده يشكل خطورة على حياته.