كتب : هاشم برجاق
يصاب المواطن أحياناً بالغيبوبة المؤقتة باحثاً عن مركبة أجرة وخصوصاً يوم الخميس .
إذ يعد يوم الخميس يوم الاستغلال ويوم الأزمات الخانقة فالأجرة تصبح الضعف ويكون هناك مفاوضات مضنية لإقناع السائق بدخول المركبة مع ثلاثة ركّاب آخرين . ويبدأ فيلم الرعب.
أبو عفاش رجل عصامي بدأ حياته شريف وينام ويصحوا يحلم فقط بالرغيف ،،، موظف كحيان على باب الله مكان عمله قرب الجامعة الأردنية ،،، حلمه متواضع دراجة هوائية نارية غازية أربعة عجلات أي شيء فقط ينسيه معاناة البحث عن التاكسي يومياً ،،، وفي يوم خميس عذراً محمد عبده لا أقصدك سيدي ،،، غادر أبو عفاش عمله مبكرا بخمس دقائق ليتسنى له الحصول على تاكسي ليصل منزله باكراً حتى يتناول وجبة الغذاء مع أم عفاش والعفافيش الصغار.
وقفت مقابل الجامعة الأردنية كالأسد أزمجر وأزأر ،،، تاكـــــسي تاكــــسي ،،، لا أحد يجيب
وعندما أمعنت النظر للتاكسي الله وكيلكم كل تاكسي معه صبية غير واضحة الملامح تحمل بيدها الموبايل الله يقطع الموبايل واللي اخترعه ،،، لتبدأ معاناتي وانتفاخ رجلي ووجود رائحة كريهة من شدة الانتظار والاحتضار.
كنت أنظر لنفسي هل أنا صحيح مقرف أم أنني متسول ،،، لم أجد شيئاً من هذا القبيل سوى أنه بعض السائقين أقسم يمين أن لا يتوقف إلا للفتيات وخصوصاً الجميلات والفاتنات منهم ،،، وأنا يا حسرة علي رجل على أبواب الخمسين.
وفي هذه اللحظة الجنونية لحظة الغباء ولحظة الظلم والغدر ،،، تسللت لتاكسي كان ينوي أن يتوقف لصبية فقلت لها الله يخليك يا عمو أنا رجل مريض وبدي أروح على المستشفى أرجوك دعيني أركب بالتاكسي كرمال الله.
وعند تمسكي بيد الباب شعرت بأني لامست سقف السماء وبدأ السائق بإقناعي بأنه يأخذ صبية بشكل شهري(اشتراك) ولكني أقسمت يمين بأني سأبلغ الشرطي بذلك وكونه يوم الخميس والأزمة الخانقة ،،، غافلته وأحضرت بقايا أغراضي وصعدت بالمركبة غير مصدق كل هذا ،،، وبعد عدة أمتار أخذ يؤشر لبعض الركاب كالأسهم شمال أم مستقيم يعني أنه يود أن يصعد ركاب جدد معي وبالفعل أخذ راكبين لمنطقة مختلفة عن منطقتي وكل واحد حسابه شكل ،،، من وجعي وقرفي التزمت الصمت لا لشيء ولكن كونها مشكلة جميع الناس ببلادنا فالاستغلال قائم لا محالة.
أنزل الكرسي للأسفل وفتح موبايله مع صاحبة الحسن والدلال ،،، وبدأ آآآآآآه حبيبتي أنا معي طلب وبخلص وباجيك يا عمري بحبك وبموت فيك ،،، يا حبيبتي مش وقته بس أنزل هالخالصين اللي معي طبعا بصوت خافت ويقود المركبة بيد واحدة يضع من العطور التركيبية نكهة رائحة الملوخية وصوت المسجل يطغى على كل شيء والسرعة حدث ولا حرج والبريكات الله لا يردنا سالمين ،،، بصراحة انخضت معدتي قبل الغذا وبصراحة أكثر كنت ناوي ألعن أساسه وعديت للعشرة خمسين مرة وما في فايدة ،،، حاقد علي من عملتي ،،، وأشعل سيجارة ذات رائحة كريهة ،،، خوف الله سيجارة حشيش.
أوقف المركبة لشراء قهوة ،،، ولا زال يمسك بالموبايل وعلى آآآآآه حبيبتي آآآآآه يا عمري
لم أتمالك أعصابي لحظتها ،،، قلت له يا أخي أنا رجل مستعجل وجوعان ونفسي أتناول وجبة الغذاء مع زوجتي وأبنائي
فصمت واشتعل ثم قال ،،، مستعجل الله معك بألف سلامة وبدي أشوف الغبرة طالعة من ورا رجليك ،،÷، بالطبع كان المنزل قريب خمس دقائق مشي فقلت له على الفور الله لا يعطيك العافية ولا يسلمك على هالعملة.
وقمت بالبحث عن حبات البندورة والخيار اللي بوسط الصندوق وكأنه انفجار كل حبة بقرنة ،،،
معاناة التاكسيات بالبلد مضنية وخصوصا هناك بعض العابثين يتحكم بالمكان والمبلغ .
يفتقد بعض السائقين لأخلاقيات المهنة ولننظر حولنا لدول العالم ببريطانيا مثلا يتدرب سائق التاكسي مدة عامين للحصول على رخصة القيادة العمومية وفي حال لم ينجح يعاد من جديد وهناك طرق مختصرة ووسائل سلامة مع فتح الباب لكبار السن والسيدات والرجال ،،، فأين نحن من كل هذا .
أتمنى لبلدي الحبيب المزيد من التقدم والحضار ولنعطي صورة مضيئة عن بلدنا ولا نستغل الضيوف الأجانب ولا الخليجيين ولنحترم المواطن سواء صغير أو كبير سواء رجل أو امرأة
والله ولي التوفيق
من مكان الحدث