تنشط وزارة التخطيط في الاعلان عن تحقيق قروض جديدة, وتعمد الى نشر الصور التذكارية لجلسات توقيع تلك القروض سواء جرى ذلك في الاردن او في الخارج, وعموماً يتم تقديم الامر بصورة احتفالية.
في هذه الاثناء يتم التغاضي عن ان مؤسسات الاقراض, بما فيها البنك الدولي, انشئت لاجل الاقراض, بل ان البنك الدولي بالذات لم يكن ينظر للعالم الثالث الا عندما توفرت لديه فوائض مالية وصار يبحث عن اسواق جديدة لتصريفها عبر القروض, كما ان كثيراً من مؤسسات الاقراض توظف لديها سماسرة هدفهم البحث عن دول مقترضة, وهناك قضية فساد منظورة في المحاكم الاردنية تخص احد هؤلاء السماسرة الذي قبض عمولة وساطة لاحد القروض الاردنية التي سبق ان قدمت كإنجاز وطني.
الصورة التي تقدمها وزارة التخطيط عن نجاحاتها في مجال القروض شديدة الشبه بحالة الثقافة المالية الشعبية, حيث يتعامل المقترض الصغير مع البنك على انه “صاحب افضال”, ويتوجه بالشكر الجزيل للموظف الذي ساعده في انجاز القرض, ولا يدري ان هذا الموظف سوف يسجل القرض في سجل انجازاته عند ادارة البنك. وفي السنوات الاخيرة تم تأسيس عدد من شركات الوساطة مع البنوك التي تفتح فروعاً في الاحياء الشعبية بهدف اقتناص المقترضين.
أما عبارة “وفق شروط ميسرة” التي تحرص وزارة التخطيط على ذكرها الى جانب اخبار القروض, فهي عادة ليست اكثر من انعكاس مباشر لحالة العرض والطلب في سوق القروض.
من حق الوزارة ان تمارس عملها كما تريد, ولكن حبذا لو تقوم بذلك مع قدر من احترام عقول الناس.
ahmadabukhalil@hotmail.com