الكاتب : جهاد الزغول :
و الاخوة والاخوات والنشامى والنشميات في كل الميادين الانسانية والاجتماعية والسياسية ومن خلال هذا المنبرالحر الشريف اقول يا دعاة الفرقة والتفريق ((لا والف لا يا صناع الفتنة ))أنه يندر حد الإستحالة، انعقاد مجلس اردني، أو مناسبة اردنية، يخلو، أو تخلو من مختلف مكونات النسيج الوطني الأردني.. أفراح.. أتراح، وجاهات..إلخ.: الصداقات الحميمة التي تجمع اردنيين من شتى الأصول والمنابت، بما في ذلك بين دعاة فرقة وتفريق، واردنيين من أصول فلسطينية. حالات النسب والمصاهرة التي تربط عرى الغالبية الساحقة من مواطني الأردن.
تقول احصائية معتبرة أن هناك أكثر من نصف مليون زيجة مختلطة تجمع شرق اردنيين واردنيات بغرب اردنيين واردنيات. وإذا فرضنا أن معدل خلفة الأسرة الواحدة هو خمسة أطفال، يكون عدد المواطنين الناتجين عن هذه الزيجات المباركة مليونان ونصف المليون مولود، يضافوا إلى المليون زوج وزوجة الذين شكلوا نويات هذه الأسر.. ثلاثة ملايين ونصف المليون اردني يشكلون الغالبية العددية من أصل ما يزيد على الخمسة ملايين اردني..! هذه النتيجة تنعكس على أرض الواقع من خلال:
أولا: الشعارات الإنتخابية التي ترفع شعارات الوحدة الوطنية، وخاصة المرشحون من أصول شرق اردنية.
ثانيا: تجانس العادات والتقاليد، ووحدة اللهجة بين جميع الأردنيين، باستثناء فروقات بسيطة، يوجد أكثر منها بين لهجات أهالي هذه المحافظة أو تلك في مختلف دول العالم.
ثالثا: وجود مجتمع اردني واحد موحد، وشديد التجانس أيضا. لماذ نركز على وحدة المجتمع الأردني..؟ نفعل ذلك لأن المجتمع هو نواة الدولة.. هذه هي الحقيقة التي أنتجت جميع دول العالم.. مجتمعات تشكلت ونمت وتطورت واتسعت الرقعة الجغرافية التي تعيش فيها، فاستدعى الأمر تنظيم العلاقات بين مختلف مكونات المجتمع، وذلك من خلال سلطة حكم أولا، ثم تشريع قوانين.
يحدثنا التاريخ عن جملة حقائق ثابتة، فيما يخص موضوع الوحدة الوطنية في الأردن، وذلك في معرض محاورة الإخوة الذين يقولون برفض الوحدة الوطنية بين الشرق اردنيين، والغرب اردنيين، والمناداة بقصر مفهوم الوحدة الوطنية على بقية مكونات النسيج الوطني الأخرى.. شوام، عراقيون، لبنانيون، شركس شيشان، حجازيون، نجديون، يمنيون..إلخ. بل لقد بلغ الأمر بأحد هؤلاء حد رفض استئناف الحوار، ما لم يقر محاوره بفلسطينيته، وقد فعل لعدم وجود في ذلك ما يناقض حقيقة أن كل الفلسطينيين اردنيون دفاعا عن الأردن، وكل الأردنيين فلسطينيون دفاعا عن فلسطين..!
من بين الحقائق التي تفرض نفسها في هذا المقام أن جنوب الأردن بخار طته الحالية إنما يشكل نصف سنجق فلسطين التاريخي، وأن شمال الأردن يمثل نصف سنجق الأردن التاريخي. وتلك على كل حال كانت سناجق، لا دولا.. ذلك أن الدولة الأردنية تأسست لأول مرة سنة 1921، وقد بنيت على قاعدة المجتمعات المحلية الأساسية في الشمال (عجلون)، والوسط (البلقاء) والجنوب (الكرك)، وكذلك على قاعدة الوافدين المحررين لشرق نهر الأردن من وعد بلفور، والعصابات الصهيونية، وقد كان من بينهم حجازيون، وعراقيون، وشوام (بما في ذلك لبنانيون، أحدهم رشيد طليع، أول رئيس وزراء للأردن تحت مظلة واحدة من الامن والامان ووسط مناخ المودة والتسامح والعلاقة الابدية بينهم ظلت وستظل متينة وقوية وسوية وبالتالي لابد من صيانة تلك النعمة الرغداء من المؤامرات الخارجية ومن الأيادي العابثة والنوايا السيئة وهذا دور الجميع بلا استثناء ولن يتحقق هذا بالشعارات والكلمات المعسولة وانما بالتماسك والتكاتف والتآزر وبروح الاسرة الواحدة لكي تظل الوحدة الوطنية حقيقة مجسدة وابعد ما تكون عن انياب الحاقدين والمتربصين والمتاجرين بسم الدين اصحاب النفوس المريضة والرخيصة أهل الشقاق والنفاق الذين يصتادون بالماء العكر واشعال نار الفتنة الملعونة الهلاك للحاقدين والنار للمتربصين وسأل الله أن يجنبكم نار الفتن وان تكون مصلحة البلد فوق كل اعتبار وفوق كل الحسابات الضيقة فوق كل اعتبار وفوق كل الحسابات الضيقة .