اقر وزير الصحة الدكتور عبد اللطيف الوريكات بوجود إهمال طبي وخلل في الواجب الوظيفي من قبل الكادر الطبي الذي تعامل في القضية التي أدت الى وفاة إحدى السيدات في مستشفى معاذ بن جبل في الأغوار الشمالية بعد أن أنجبت طفلا بشكل طبيعي ثاني أيام عيد الأضحى المبارك .
وبين وزير الصحة في حديث خاص لـ«الدستور» على هامش لقائه ذوي المتوفية أمس بأن لجنة التحقيق التي شكلت لهذه الغاية خلصت الى وجود إهمال طبي ووظيفي يدين كامل الكادر الطبي الذي تعامل مع الحالة ،بحيث أدين طبيب التخدير بتغيبه عن مركز عمله وأدين طبيب النسائية بتقصيره بتحويل المريضة الى مستشفى آخر بعدما تعذر إجراء عملية جراحية لها كما أدين مساعد التخدير لنفس الأسباب .
وأضاف الوريكات بأنه سيتم تحويل جميع المتهمين الى النائب العام مؤكدا بأنه اوعز الى المستشار القانوني في الوزارة بتسجيل الدعوى عليهم صباح اليوم وتسليم ملف القضية الى النائب العام .
وأكد الوريكات أمام ذوي المتوفاة بأن حقهم محفوظ وانه ( جاء دفاع حق ) وبالطريقة التي يرونها مناسبة كما انه لن يتهاون مع من قصر في عمله من مختلف الكوادر الطبية بنفس الدرجة التي يقف بها أمام من يعتدي على الكوادر الطبية .
وقدم وزير الصحة باسم جلالة الملك عبد الله الثاني هدية الى مستشفى معاذ بن جبل عن روح المرحومة وهو جهاز تصوير طبقي ويسمى باسمها ويكون صدقة جارية عن روحها.
وقدر النائب مجحم القصور شفافية وشجاعة وزير الصحة واعترافه بخطأ الكادر الطبي التابع للوزارة ، مؤكدا بأن اعتراف الوزير قد خفف من مصاب ذوي المتوفية الذين تحلوا بضبط النفس وحسن التصرف خلال الحادثة ، كما شكر الوزير على تبرعه السخي الذي حظي به اللواء وأهمية الجهاز الذي قدمه الوزير عن روح المرحومة باسم جلالة الملك عبد الله الثاني .
من جانبهم أكد ذوو المتوفاة بأن وزير الصحة بإقراره بخطأ الكادر الطبي كان له الأثر الطيب في تخفيف مصابهم ، مؤكدين التفافهم حول الراية الهاشمية ومحتسبين ابنتهم شهيدة عند الله تعالى وان ثقتهم عالية في نزاهة القضاء الاردني الذي سينصفهم ويعاقب المخطئ .
وكانت السيدة المتوفاة قد دخلت المستشفى لغاية الولادة ثاني أيام عيد الأضحى ولم تكن تشكو من اية أعراض وقد أنجبت طفلا بحالة جيدة إلا أنها تعرضت لنزيف داخلي ولم تنزل المشيمة والتي من المفترض نزولها خلال نصف ساعة على ابعد تقدير من الولادة ، حيث تبين بأنها من النوع المغروس بالرحم ويصعب إنزالها بدون عملية جراحية مما استوجب إجراء العملية لها حيث توفيت إثناء التخدير بعد غياب طبيب التخدير والاستعانة بفني تخدير لم يحسن التعامل مع الحالة الطبية للسيدة.