تجددت أمس أعمال الشغب التي شهدتها الثلاثاء الماضي مناطق غربي الزرقاء بين مجموعتين تسكنان جبلي الأمير حسن والأميرة رحمة وحي الفلاح المجاورة لمنطقة الجبل الأبيض بالاعتداء على منازل وممتلكات ورشق بالحجارة وفقا لمصدر أمني.
وأوضح المصدر لـ “الغد” أن قوة أمنية من الشرطة والدرك طوقت ظهر الثلاثاء منطقة الجبل الأبيض لمنع تجدد اشتباكات بينهما، إثر مشاجرة نشبت بين المجموعتين على خلفية خلافات سابقة، مشيرا إلى أن قوة أمنية تدخلت لفض الشجار الذي أدى إلى وقوع إصابات عدة.
وأكد المصدر انه تم إحراق ثلاثة منازل خلال أعمال الشغب، لافتا إلى أنه لم يتم التبليغ عن وقوع إصابات.
بيد أن مصدرا في الدفاع المدني فضل عدم ذكر اسمه، أكد لـ “الغد” عدم تلقي العمليات بلاغات بحرائق منزلية او ممتلكات عامة، مشيرا إلى وجود دخان يلف المنطقة ناجم عن إشعال المتشاجرين إطارات وحاويات قمامة وتراشقهم بألعاب نارية، لم يتسن إخمادها لأن المنطقة “مغلقة أمنيا”.
وقال شهود عيان وسكان، إن محيط مناطق الشجار تشهد تواجدا أمنيا كثيفا في حين تتزايد حشود من جانب المتشاجرين، كما بدأ بعض الشباب بالتفحيط في مناطق حي الزواهرة بالقرب من أسواق “الجي كيه” في غياب الأمن العام، محذرين من توسع الشجار ليشمل حي الزواهرة الذي شهد الأسبوع الماضي مشاجرة جماعية أصيب فيها 12 مواطنا بجروح مختلفة وأحرقت خلالها 4 مركبات.
واكتظت شوارع المنطقة بمئات الشبان الغاضبين يحملون العصي والحجارة، ما تسبب بأزمة مرور خانقة على الطريق الذي يعد الشريان الرئيس الذي يربط العديد من أحياء الزرقاء ببعضها ونافذة للعديد من الأحياء والمناطق السكنية إلى لواء الرصيفة وعمان.
وحذر خبراء قانونيون من مخاطر ازدياد حالات العنف في المجتمع، داعين الجهات المختصة لاتخاذ التدابير المناسبة للحد منها.
وبهذا السياق، قال الخبير القانوني عبدالحميد التميمي، إن تزايد حالات العنف ناتجة عن “غياب القناعة لدى المواطن بجدوى الأجهزة المعنية في الدفاع عنه فإن النتيجة المنطقية الوحيدة هي شيوع شريعة الغاب”، مطالبا بالعمل على إشاعة ثقافة الأمن الاجتماعي عبر برامج قابلة للتطبيق تهتم بإبراز الشخصيات النزيهة والمواقف التي تنم عن الكرم والشهامة واحترام القانون.
ورأى الخبير التربوي قاسم محمد أن تنامي ظاهرة العنف المجتمعي تشير إلى تطور خطير للواقع الاجتماعي الأردني، مؤكدا أن حالات العنف التي يتم الإعلان عنها لا تعكس واقع الحال، واصفا إياها بـ”بقمة جبل الجليد وما خفي كان أعظم”.