في علم النفس يقولون، إن أعمال العنف ليست دليلاً على أن من قاموا بها أعنف من غيرهم، ولكنها دليل قاطع على أن هناك خطأ حدث في طريقة تعاملنا مع هذه المجموعة من البشر، لذلك كانت هناك العديد من أعمال الشغب الدامية التي شهدتها بعض الدول إما بسبب العنصرية، أو الدين، أو الغضب.
1) بريكستون، إنكلترا
كانت أعمال الشغب التي اندلعت في بريكستون، لندن، هي الأسوأ في تاريخ المملكة
المتحدة على الإطلاق. في مساء يوم 10 أبريل 1981، تم التعدي على شاب أسود،
وعندما وصلت الشرطة إلى مكان الحادث، حاول بعض المدنين مهاجمتهم ومنعهم
من نقل الشاب المصاب إلى المستشفى، بناء على ما حدث قامت الشرطة بزيادة
الدوريات في الشوارع، وفي اليوم التالي للحادثة بدأ المواطنون الغاضبون في
رشق سيارات الشرطة بالطوب، مما أدى إلى إصابة ما يقرب من 280 وسقوط
45 جريحاً، وبالإضافة إلى ذلك، تم حرق أكثر من مائة مركبة، من ضمنهم 56 سيارة
شرطة، وأيضاً حرق وتدمير أكثر من 150 مبنى، مما جعل البريطانيين يطلقون
على هذا اليوم "السبت الدامي".
2) نيروبي، كينيا
في ديسمبر عام 2007 شهدت كينينا أكبر أعمال عنف في تاريخها بسبب الانتخابات
الرئاسية التي زورت لصالح إعادة انتخاب "مواي كيباكي"، وأعقب ذلك بعض
أعمال الشغب الأكثر عنفاً في تاريخ نيروبي، فقتل المئات وأحرقت المباني من
قبل مثيري الشغب الذين يحملون أسلحة يدوية، حاولت الشرطة استعادت النظام
بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي على الحشود الهائلة ولكن
هذا لم ينجح وانتقلت هذه الحشود عبر القرى، وأشعلوا النيران في المباني وقاموا
بالعديد من حوادث القتل والاغتصاب، ووصل عدد القتلى في النهاية إلى 800
وتشريد أكثر من 600 ألف.
3) غوغارات، الهند
في فبراير 2002، قامت بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة في الهند بمهاجمة
قطار يوجد بداخله 58 شخصاً من هندوسيا، وقاموا بقتل معظم الأطفال والنساء
داخل القطار، وبناء على ذلك قامت العديد من المذابح الانتقامية ضد المسلمين،
وانتشرت أعمال الشغب الطائفية على نطاق واسع، والتي قتل فيها 790
من المسلمين و254 من الهندوس، وتم الإبلاغ عن 223 شخصاً مفقودين.
وبالإضافة إلى ذلك، تضررت 523 دار عبادة، تتنوع ما بين مساجد وكنائس
ومعابد وأديرة.
4) تولسا، الولايات المتحدة الأميركية
في عام 1921، شهدت أميركا أسوأ مثال على أعمال الشغب العرقية في التاريخ،
عندما اندلعت أعمال عنف بيضاء ضد عامل مصعد الإناث الأسود بسبب أن فتاة
ادعت أن الرجل اعتدى عليها جنسياً، هرب الرجل من مكان الحادث وبدأ المواطنون
حملة مطاردة ضخمة لإلقاء القبض عليه، وهو ما ترتب عليه أعمال شغب راح
ضحيتها المئات، وتطور الأمر بطريقة سيئة لدرجة أن الجانبين المتضادين من
السود والبيض، كثير منهم كانوا من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الأولى،
لذلك بدأوا بحفر الخنادق وبناء الجسور كما لو أن الأمر تحول إلى غزو، مما تسبب
في تشريد 10000 مواطن، وتدمير 35 مبنى وبلغ حجم الخسائر المادية 1.8 مليون
دولار (ما يعادل 21 مليون دولار اليوم(.
5) بومباي، الهند
في عام 1992، وقعت حادثة شغب تعتبر الأسوأ من نوعها في تاريخ مدينة بومباي،
الهند، بدأت أعمال الشغب نتيجة التوتر الطائفي السائد في المدينة بعد هدم مسجد
"بابري" في 6 ديسمبر، ويعتقد عموماً أن أعمال الشغب وقعت على مرحلتين،
الأولى قام المسلمون بضرب الهندوس نتيجة لهدم المسجد، والثانية كانت رد
فعل الهندوس ضد المسلمين، وفي النهاية قتل نحو 900 شخص في هذه الاضطرابات،
وتم حرق وسرقة العديد من المباني.