وحذر جلالته ، في مقابلة مع برنامج "ذي ديلي شو" الواسع الانتشار ، الذي يقدمه الإعلامي الأميركي جون ستيوارت ، وبُث صباح امس ، من أن إضاعة الفرصة المتاحة لحل الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي) من خلال المفاوضات ستؤدي إلى تقوية المتطرفين ، الذين يستغلون الإحباط المشروع جراء الفشل في حل الصراع لخدمة أهدافهم غير المشروعة ، ولإضعاف قوى الاعتدال في المنطقة.
وأضاف جلالته أن صوت الاعتدال بدأ يضعف بشكل فعلي لأن الناس يقولون انهم منحوا المفاوضات الفرصة لسنوات ولكن ذلك لم يحقق نتائج ، وبالتالي فإن العنف هو السبيل الوحيد.
وزاد "نحن على مفترق ، إما أن تسقط المنطقة في الهاوية ، وإما أن يتحقق السلام".
وقال جلالته "هنالك فرصة لإحداث التغيير في المنطقة ، وإذا أضعنا هذه الفرصة ، فإننا سنحكم على شعوبنا في العيش في ظل صراعات لعقد أو عقدين آخرين".
وأوضح جلالته في المقابلة أن طريق حل الصراع واضح ، والمطلوب هو وجود الإرادة ، والالتزام للوصول إلى الهدف النهائي في حل الصراع على أساس حل الدولتين ، وفي سياق إقليمي يحقق السلام الشامل ، ما سيؤدي إلى قيام علاقات طبيعية بين (إسرائيل) و 57 دولة عربية ومسلمة تدعم مبادرة السلام العربية.
وأشار جلالته إلى أن الفشل في حل موضوع المستوطنات ، في الثلاثين من الشهر الحالي ، وهو موعد انتهاء قرار (إسرائيل) تجميد الاستيطان في الضفة الغربية ، سيؤدي إلى وقف المفاوضات ، وفقدان الأمل بالسلام وبالتالي جر المنطقة إلى المزيد من الحروب والعنف.
وشدد جلالته ، في رد على سؤال ، على أن جميع الدول العربية ، بما فيها سوريا ولبنان ، ملتزمة بتحقيق السلام وفق مبادرة السلام العربية.
واعتبر جلالته حل الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي) على أساس حل الدولتين مدخلا لتحقيق السلام الشامل ، وأفضل وسيلة لتحييد قوى التطرف ، لأن ذلك سيحرمها من قدرتها على توظيف الصراع لخدمة أجنداتها.
ولفت جلالته إلى أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لجميع العرب والمسلمين ، وأن حلها في السياق الإقليمي الشامل سيمكن المنطقة من التركيز على التحديات التنموية والاقتصادية ، وعلى رأسها توفير فرص العمل وبناء المستقبل لجيل الشباب ، الذي يشكل عدده الأكبر في تاريخ المنطقة.
وأشار جلالته إلى الحاجة في السنوات القادمة لتوفير حوالي 200 مليون فرصة عمل لهؤلاء الشباب ، الذين سيتحولون إلى قنبلة موقوتة إذا لم يتحقق ذلك.
وفي رد على سؤال حول دور إيران في المنطقة ، أشار جلالته إلى تداخل القضايا في المنطقة ، مؤكدا أن حل الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي) سينزع فتيل الكثير من الأزمات الإقليمية.
وشدد جلالته على أن الأردن يعمل من أجل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط ، والمساعدة لبناء المستقبل الأفضل لجميع شعوبها.
وأضاف جلالته ، في رده على سؤال ، ان أهمية القدس لأتباع الديانات السماوية الثلاث سبب لأن تكون القدس مدينة للسلام وليس للصراع ، لافتا إلى ضرورة معالجة جميع قضايا الوضع النهائي ، والتي تشمل القدس واللاجئين ، في المفاوضات وفق المرجعيات المعتمدة.
ولفت جلالته في المقابلة إلى أن ما يجمع أتباع الديانات السماوية هو أكثر بكثير مما يفرقها ، وأن جهود جميع الأطراف يجب أن تصب نحو إعادة الأمل وتحقيق التوافق.
وكان جلالته حذر من مغبة الفشل في حل الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي) وتحقيق السلام في المنطقة في كلمة الأردن في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، التي ألقاها جلالته أمس الاول.