أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

التنمية في الاردن /السعي نحو الفشل!!

،، محمد البدارين:- بصخب دعائي فتح شهية الارياف والبوادي والمدن لالتهام المستقبل, جرى الاعلان عن خطة التنمية الثلاثية في الاردن عام 1972 , التي ا



15-01-2012 08:28 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 22-12-2011
رقم العضوية : 48,213
المشاركات : 8,783
الجنس :
قوة السمعة : 429,526,866

،، محمد البدارين:-

[/B]



[B]188


بصخب دعائي فتح شهية الارياف والبوادي والمدن لالتهام المستقبل, جرى الاعلان عن خطة التنمية الثلاثية في الاردن عام 1972 , التي اسست لما تلاحق بعدها من خطط وبرامج تنموية ظلت مستمرة حتى الان, من دون اي توقف في اية محطة , لطرح الاسئلة الضرورية ،بقصد التأكد من وضوح الرؤية وقياس النتائج المرحلية واعادة تحديد الاهداف والتأكد من سلامة الاتجاه, فالصخب كان مدعوما بالارقام والمصطلحات الغامضة المخصصة لاحداث الصدمة والترويع في قلوبنا وشل قدرتنا على التفكير المنظم وغير المنظم.

من البداية تحصن المد الدعائي التنموي بقداسة التحديث والتقدم , فكيف يجرؤ متخلف ان يسأل عن اي شيء مما يجري , لذلك لم يكن ممكنا ان نعيد النظر او نتساءل عن احتمالات الفشل , او ان ندقق او نصحح او ان نستننج شيئا مفيدا سواء من تجارب الاخرين او من تجربتنا نفسها او من تراثنا الذي تحول كله الى عار, وفي هذا السياق طمس بسرعة احتجاج السكر عام 1974, ورغم براءة المحتجين وسلامة حواسهم وحرصهم الفطري على الصالح العام , لم يكلف احد نفسه بالتوقف قليلا لفهم الاشارة ،المبكرة التي كانت فرصة فعلا ربما كان من الممكن لو تم فهمها ان نتفادى ازمة نيسان 1989التي لم تكن قابلة للطمس , وبرغم ،نيسان يستمر العقل الرسمي في استعلائه على الحقائق , رافضا ان يعيد النظر بمحتوياته وادواته المقدسة , فلم يستجب للمنبهات ولم ينظر في الملاحظات حتى حين سقط 14 وزيرا سابقا ،من وزرائه في مساقط رؤوسهم في اول انتخابات برلمانية حرة ،خريف العام 1989.

قبل اربعين سنة بالضبط جرى حفل التدشين الاسطوري لبرامج التنمية الاردنية الحديثة , باعتبارها فتحا في قلب المستقبل الاتي , وبوحي من فكر التنمية نفسه تحول المجلس القومي للتخطيط في وقت لاحق الى وزارة للتخبط او التخطيط ظلت تسند حقيبتها لوزراء او وزيرات من نوع خاص لاضفاء مزيد من الجاذبية على الخطط , وعبر هذا الزمن التنموي الطويل اجتاح شباب الارياف، المدن كغزاة للمستقبل , حتى تريفت المدن دون ان يتمدين الريف او يبقى ريفا, فيما انقرضت البوادي تماما.

لا مدينة الان في الاردن ولا يوجد ريف ولا بادية , فهذا المجتمع الناتج عن عصر التنمية ليس مدنيا ولا ريفيا ولا بدويا , بل هوعلى شكله هذا الذي تنطبق عليه اوصاف الما قبل والما بعد, وهذه اوضاع تحولية في قوانين التغيير المخطط له , لكن خططنا نحن لم تكن تعرف ماذا تريدنا ان نكون , فعلقنا في هذا الوضع التحولي من دون قدرة على الرجوع الى الوضع السابق ومن دون قدرة على الوصول الى وضع جديد.

هزيمة تنموية اردنية لا يخفف من قسوتها الا كونها جزءا من هزيمة شبه عالمية او جزءا من عملية نصب دولية كبرى ظلت تعاني من ويلاتها الكثير من دول الجنوب او ما يسمى الدول النامية , فبعد عقود من الخطط التنموية ظهرت النتائج تباعا في كل مكان , ومثلنا مثل اقاربنا في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية ندفع ثمن التخبط على شكل مفردات تحفظها الاجيال جيلا بعد جيل , فمن مديونية متعددة الانواع , الى فقر بدرجتين , الى بطالة محجبة و سافرة او استيداع وتقاعد مبكركبطالة مبتكرة, وفوق كل ذلك كمية غير محدودة من الفساد الرسمي وغير الرسمي , مما استدعى لاحقا عقد مؤتمرات جديدة لجدولة الديون او للبحث في ابعاد الفقر وتصنيفاته او للشفافية ومكافحة الفساد او لتسويق علاج جديد موحد لكل هذه المشاكل يسمى (غوود غفرننس ) وحين عربنا المصطلح تبين لنا ان معناه هو الحكم الرشيد , فتولعنا به واضفناه بسرعة لادبياتنا التنموية رغم ان حكوماتنا كلها رشيدة منذ حكومة رشيد وحتى الان .!

قبل اربعين سنة كان الاردن بلادا واسعة مملوءة بالناس واليانبيع والحقول والمراعي والمواشي , والبلديات الحقيقية في مدن كانت تريد ان تتمدين لا ان تتريف , وكان في الاردن ريف قادر على مقاومة حصار دولي طويل المدى , وكان المجتمع كله من اصل موحد لا يسألك احد فيه من اين انت الا لتكريمك اكثر كلما كنت ابعد.

اما بعد اربعين سنة من الاندفاع واللهاث نحو هدف غير محدد بوضوح , فقد ارتطمنا وارتطمت معنا شعوب كثيرة بجدار الحقيقة الذي يسمى الربيع , فأي ربيع بعد استنزاف الانسان والطبيعة والبيئة والموارد والجبال والماء والشجر والحجر , والهجرات القسرية التي خلعت الناس من جذورها , استنزاف فوضوي وفظ لكل شيء وتلويثه , وتجريد للمجتمع من كل رأس ماله الاجتماعي الذي لا يقدر بثمن , حتى انحشر الناس في النفق , واشتبك الانسان مع حاجاته السفلية كوحش خائف يخوض حربا مع نفسه ومع مجتمعه ومع دولته , وينتشر في داخله اليأس , فلا افق امامه، ولا أمل .

تلك كانت ورطة التنمية الكبرى , وتلك كانت هي نتائجها البارزة كأورام على جلد المجتمع ،تكشف عن تجويفات مخيفة في داخله , وتلك هي نتائج الفلسفة التنموية الرسمية التي يعبر، عنها رئيس وزارء اردني سابق في اجتماع الملك بالرؤساء السابقين , حين يفصل بين السياسة والاقتصاد بقصد التقليل من حدة الازمة , وكأنه لا يعرف ان الدولة كلها نظام واحد لا فصل فيه بين ما هو سياسي وما هو اقتصادي وما هو اجتماعي وما هو فكري وثقافي , وبطبيعة النظام المركبة فان كل مجالاته واجزائه متداخلة ومتأثرة ومؤثرة , فاذا اردت اصلاح النظام فان عليك ان تصلح النظام كله دون فصل مجالاته ومكوناته عن بعضها بعضا فالنظام اي نظام هو ليس مكوناته ولا مجموع مكوناته , بل هو الشيء الناتج عن تفاعل وتأثير جميع مكوناته معا.

تلك هي حقيقة تنميتنا وازمتنا فقد اودى بنا اللهاث والبحث عن البريق الى اللاطريق , في ظل غياب كاسح للمعرفة وانعدام تام للحكمة , وانفلات همجي للشهوة البشرية البدائية للسلطة والنفوذ والمال والشهرة والسيطرة , فحين ينهار رأس المال الاجتماعي تغيب سلطة التضامن ويقع الناس تحت هيمنة السلطة ووهجها وفتنتها وبطشها وشذوذها , وتستفرد الغرائز بالافراد فيخضع الانسان لقوانين الغريزة او قوانين ما قبل الانسنة وما قبل الاعراف وما قبل الاديان .

فما فائدة الارقام والنسب والاعداد حتى لو كانت صحيحة في مواجهة واقع مأزوم , وماذا لو كان في الاردن مليون سيارة وشارع لكل مواطن وليس لدينا نظام فعال للنقل العام او تفاهم انساني عند التقاطعات , وماذا لو كان لدينا الاف الاطباء والاسرة ولا يجد المريض خدمة صحية فعالة , وماذا لو كان لدينا الاف المدارس والجامعات وليس لدينا وعي عام , فكل هذه الاعداد والارقام لا اهمية لها على الاطلاق اذا لم تتحول الى نظام عام له معطيات واقعية ملموسة وقابلة للتثبيت النهائي في حياة الناس وتفكيرهم وسلوكهم وعملهم وعلاقاتهم مع انفسهم ومع الاخرين , وشعورهم الداخلي بالامن والطمأنينة , وانتمائهم الحقيقي لوطنهم واستعدادهم للمحافظة عليه والدفاع عنه , فكل الارقام التي لا نجد لها شرحا مباشرا في لغة الواقع الحقيقي تظل مجرد معطيات دفترية قابلة للاستعمال لاثبات الشيء ونقيضه حسب اهواء المستعمل, وتصبح مثل ارقام اطول شيء في العالم واقصر شيء واسرع شيء, ومثل كتب الابراج ورؤيتي وحياتي التي لا تختلف عن اختبارات عشرة وعشرتين وقدهن مرتين وخمسة وثلاثة واثنين التي كانت تستهدف ارباك التلاميذ ايام الكتاتيب.

وبعد عقود من الكفاح التنموي المرير تطلب منا اجهزة الامم المتحدة وبرامجها الانمائية ان نعيد الرحلة من جديد فقد اكتشف فلاسفة الجهاز الدولي ان قصة التنمية الاولى فشلت لانها لم تكن مستدامة وادارتها ،لم تكن رشيدة , ويريدون الان ان يضحكوا علينا من جديد بمفاهيم مستحدثة تؤكد امكانية تحويل التحديات الى فرص ونحن نعرف ان التحديات هو الاسم الحركي للازمات , وبهدف المواساة والتشجيع يقال لنا ان الازمات تحمل في احشائها فرصا مذهلة للنمو.

كمغفلين يتعاملون معنا.. هؤلاء الذين يقررون المناهج في هذا العالم المنهوب والمنكوب والمكبوب في بلدان الجنوب , وفيما تشتد الازمة في كل مكان , فان العالم المغبون كله الان امام اسئلته الكبرى, وعند الاسئلة الكبرى تشعر المدن بالخوف والصقيع , وتشتد الحاجة للانبياء والفلاسفة والحكماء والعقلاء والقلاع !

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
اغنية حروف الاردن - من اوبريت فرسان التغيير A-H-M-A-D
94 5031 سويتو
حصريا اضخم مهرجانات الاردن والفنان رائد كشكوش 2011 في افراح ال حمدان ( الفالوجة ) مهند حمدان
29 2563 انيس محمد
حصريا اضخم مهرجانات الاردن والفنان رائد كشكوش 2011 في افراح ال حمدان ( الفالوجة ) مهند حمدان
11 893 انيس محمد
كلام جميل عن اهل الاردن الرومنسي المنسي
17 18267 mrooh
من افضل مجاويز احمد الوهيبي 2010 فقط ... علي منتديات شباب وصبايا الاردن لحق حالك..! الايطالي
95 2617 صلفورة

الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 12:49 AM