يوميات مغرور..أبي عار علي
في يوم من الأيام كان مغرورجالسا مع أصدقائه في كافتيريا الجامعة
وإذا بأحد زملائه يأتي مسرعا ويجلس على الكرسي وهو تعب جدا ..فسأله مغرور :
ما بك يا رجل تبدو متعبا أو هاربا من شيء ما ؟
قال الشاب : لا..لو تدرون ما الذي قررته إدارة الجامعة لهذه السنة ؟
قال مغرور : قل بسرعة ..ماذا هناك ؟
قال الشاب : قررت الإدارة عمل يوم اجتماعي يجتمع فيه الطلاب وآبائهم والطاقم التعليمي والإداري معا في هذا اليوم
ليتعرف آباؤنا على طبيعة حياتنا الجامعية .
فرح أصدقاء مغرور بهذا الخبر وكل منهم بدأ بالتفاخر بأبيه
فأحدهم يقول : سآتي مع أبي بسيارة البسات وأفاخر به كل المدرسين ليعرفوا من أنا .
وقال آخر: يااااااه ..أنا سآتي مع أبي الذي يحمل شهادة الدكتوراة في هندسة الحاسوب
.
وأكملوا حديثهم بهذه الطريقة ..يتفاخرون بآبائهم كل حسب مرتبه وغناه ودرجته في المجتمع ..
وحل الصمت فجأة في المكان ..لينظر أصدقاء مغرور إليه ويسألوه عن مكانة والده !!
فجلس مغرور خجلا وقال في نفسه :
أبي عار علي ..لا يملك سوى شهادة الدبلوم في السكرتارية
وليس سوى موظف بسيط ..حتى أنه لا يملك سيارة حديثة ولا مالا كثيرا ..فكيف لي أن أصاحبه إلى هذا الإجتماع المهم..
ليتني كنت ابنا لأب آخر ..أو أن أمي تزوجت أحد الأغنياء ..
نعم أيها الأخوة الكرام...هذا هو حال الكثير من شبابنا اليوم ..يهتمون بالمال والجاه والمناصب والسيارات ..فمن كان والده
ثريا كان متفاخرا ..ومن كان والده إنسانا بسيطا خجل من والده ..!
برأيك هل يقاس المرء بماله وجاهه ومنصبه !!
هل الفقير عالة على المجتمع ولا يصلح له العيش فيه ؟
لماذا ينبذ كثير من الناس الفقراء وينظر إليهم نظرة احتقار ؟
لماذا يخجل كثير من أبنائنا بأن يقولوا أبي عامل أو يملك بسطة في السوق أو حتى مزارع ؟
هل أصبح العمل البسيط عيبا أو حراما ؟
أليس الرزق على الله وحده ؟