استذكرت جماعة الإخوان المسلمين مرور 45 سنة على هزيمة الخامس من حزيران 1967، مؤكدة بأن لا طريق لتحرير الأرض المباركة إلا بالجهاد والمقاومة.
وأدانت النظام الرسمي العربي “الذي أضاع فلسطين”، وقالت في بيان أصدرته الأربعاء “إن الشعب الأردني هو أقرب إلى فلسطين”، مؤكدة بأن الأمة بمجموعها لن تفرط بقبلتها الأولى وقدسها الشريف وأكنافها الطاهرة .
وأشارت إلى فشل التسوية مع الكيان الصهيوني وأن الفشل هو “مصير أية حلول تصفوية أخرى”، داعية إلى وحدة الأمة تجاه قضاياها الكبرى وفي الرأس منها فلسطين.
كما أدانت الجماعة محاولات تنظيم زيارات وصفتها بـ”مشبوهة” إلى المسجد الأقصى في الوقت الذي يمنع أهل فلسطين أنفسهم من الصلاة فيه، مستغربة ما وصفته بـ”التواطؤ” و”الصمت” إزاء ما يجري “تحت وحول أساسات المسجد الأقصى المبارك وضد الإنسان والعمران والأرض والهوية العربية المسلمة”.
وتاليا نص البيان:
بيــان صحفي بمناسبة الخامس من حزيران 1967
يوافق اليوم الذكرى السنوية الخامسة والأربعين لتسليم الأقصى وبيت المقدس والضفة وغزة وسيناء والجولان للعدو اليهودي، غنيمة باردة تتويجاً لفشل مجموع الأنظمة العربية المفروضة والتي زعمت أن مبرر وجودها هو تحرير فلسطين والحفاظ عليها أرضاً وشعباً وهوية، فذهبت فلسطين بمجموعها وبقيت هذه الأنظمة وبقيت سياساتها في التنازل والتفريط.
ومع مرور الأيام وتعاقب الأعوام يستفحل الاستهداف ويتعمق مسار التهويد حيث تبتلع “أورشليم” القدس وينقض الهيكل المزعوم على المشهد القدسي الشريف، وتمتد يد الغدر إلى عنق المسجد الأقصى وتتعدد صور الاقتلاع والاستئصال وتغيير المعالم وفق الهندسة التوراتية الفاجرة التي تبغي الخلاص من الحضور العربي نهائياً لتتحول القدس إلى عاصمة يهودية خالصة لدولة يهودية صرفة، وأمام تكالب أطراف الاحتلال وتبادل الأدوار من فتاوى توراتية و “فبركات” قانونية وقرارات سياسية وهجمات استيطانية بتزامن هذا مع زيادة المليارات المرصودة لمسار التهويد.
إن الذي أغرى هؤلاء بالتمادي في مسارهم الآثم هو ضحالة الرد العربي الخالي من البواعث الدينية، الأمر الذي شجعهم على رفع العلم الصهيوني داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك وسط فرحة وصرخات الجنود الصهاينة لا يشاركهم إلا مفتي الديار المصرية وغيره من علماء السلاطين الذين لا يفرقون بين سلطان وسلطان وبتسهيلات وتغطية رسمية من بلادنا مع شديد الأسف.
خمسة وأربعون عاماً ولم تتقدم قضية بيت المقدس خطوةً واحدةً إلى الأمام في ظل الهوان الرسمي العربي إلى أن بزغ فجر الربيع العربي وتذوقت الأمة طعم الحرية وتطلعت الشعوب إلى السيادة على قرارها وانعطفت إلى قضاياها الكبيرة التي تحتل القدس فيها الأولوية بعد طول انتظار لمخرجات معاهدات الذل والعار التي ما أنجزت الأنظمة العربية غيرها في الحقب الماضية.
إن جماعة الإخوان المسلمين التي أولت فلسطين جل اهتمامها ووضعت بيت المقدس في رأس أولوياتها وحركت لأجلها كتائب المجاهدين من كل دول الطوق عام 1948 ونالها بسببها ما نالها عبر العقود وتدحرج في سبيلها رأس مؤسسها ومرشدها الأول ولا زالت على العهد لم تبدل ولم تغير لا بل وتؤكد على أن:
1. شعوبنا العربية وعلى وجه الخصوص شعبنا الأردني هي أقرب ما تكون إلى فلسطين بفضل إرادتها الحرة ودأبها على مسيرة الإصلاح الشامل.
2. الأمة بمجموعها لن تفرط بقبلتها الأولى وقدسها الشريف وأكنافها الطاهرة وهي إنما تتعاطى معها باعتبارها عقيدة وتتضامن بالكامل مع أهلها باعتبارهم طليعة الطائفة المنصورة بإذن الله تعالى، تحيي شهداءهم وتنتصر لأسراهم.
3. لا طريق لتحرير الأرض المباركة إلا بالجهاد والمقاومة، ونؤكـد أن الفشل هو مصير أية حلول تصفوية أخرى، ونؤكـد على وجوب وحدة الأمة تجاه قضاياها الكبرى وفي الرأس منها فلسطين.
4. ندين وبأعلى صوت المحاولات لتنظيم زيارات مشبوهة إلى المسجد الأقصى في الوقت الذي يمنع أهل فلسطين أنفسهم من الصلاة فيه ونستغرب هذا التواطؤ وهذا الصمت إزاء ما يجري تحت وحول أساسات المسجد الأقصى المبارك وضد الإنسان والعمران والأرض والهوية العربية المسلمة.
5. ندين وبشدة استمرار وأد كل بيئة تؤدي إلى بعث روح المقاومة من جديد وندين الارتهان لإملاءات الآخر مقابل ضمان استمرار المكاسب المالية فلا بارك الله في مال تضيع لأجله فلسطين المباركة
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين