تنفيس :
يصادف اليوم الاثنين 22 جويليّة، الذكرى 26 لاغتيال الرسام الكاريكاتير الفلسطيني العربي "ناجي العلي"، الذي اغتيل في لندن سنة 1987، بعد أن أطلق مجهول الرصاص عليه وأصابه تحت عينه اليمنى، وظل راقدا في غيبوبته حتى رحل في 19 أوت 1987، وترك لنا حنظلة أيقونة الجهاد الفلسطيني وتجسيد حلم العودة.وتميزت رسوماته (1937 -1987)، بالنقد اللاّذع في رسومه، وهو من أهمّ الفنانين الفلسطينيين، له أربعون ألف رسم كاريكاتوري، اغتاله شخص مجهول في لندن عام 1987.
سيرته الذاتية
لا يعرف تاريخ ميلاد رسام الكاريكاتير الكبير "ناجي سليم حسين العلي" على وجه التحديد ولكن يرجح أنه ولد عام 1937، في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، وبعد قيام الكيان الصهيوني هاجر مع أهله عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة، ومن ثم اعتقلته القوات الصهيونية وهو صبي لنشاطاته "المعادية" للاحتلال، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها.
وكذلك أقدم الجيش اللبناني على اعتقاله أكثر من مرة وكان هناك أيضاً يرسم على جدران السجن، وبعدها سافر العلي إلى طرابلس ونال منها على شهادة ميكانيكا السيارات، وتزوج من وداد صالح نصر من بلدة صفورية الفلسطينية وأنجب منها أربعة أولاد هم خالد وأسامة وليال وجودي، ورغم سفره الى طرابلس ظل يحن ويشتاق الى مخيم عين الحلوة الذي يقطن فيه الكثير من اللاجئين الفلسطينيين.
أعماله
كان الصحفي والأديب الفلسطيني غسان كنفاني قد شاهد ثلاثة أعمال من رسوم ناجي في زيارة له في مخيم عين الحلوة فنشر له أولى لوحاته وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوّح، ونشرت ايضا في مجلة "الحرية" العدد 88 في 25 سبتمبر 1961.
وفي سنة 1963 سافر العلي إلى الكويت ليعمل محررا ورساما ومخرجا صحفيا فعمل في الطليعة الكويتية، والسياسة الكويتية، والسفير اللبنانية، والقبس الكويتية، والقبس الدولية.
شخصية حنظلة
وابتدع ناجي العلي شخصية حنظلة التي تمثل صبياً في العاشرة من عمره يضع يديه خلف ظهره، ويقول ناجي عن حنظلة إنه ولد في العاشرة من عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء.
وأما عن سبب تكتيف يديه يقول ناجي العلي "كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع.
وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب "عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته"، اذن حنظلة أصبح بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته، ولقي هذا الرسم وصاحبه حب الجماهير العربية كلها.