في دراسة وردتني منذ ايام عن دور ما يعرف بالوقف الامريكي لدعم الديمقراطية (نيد) او NED وعلاقتها بالمخابرات الامريكية, وردت الاسماء التالية كنشطاء يساريين ثوريين (تروتسكيين) (لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب)..
وهم: الين وينشتاين – جون ريتشاردسون – كارل جيرشمان- جون سويني وايرفنغ براون, فما الذي يجمع هؤلاء?
اولا: انهم جميعا من اليهود (المتشددين) وثانيا: دورهم في تأسيس ودعم مراكز ثورية عالمية (يوجد عرب ثوريون معهم) وتتراوح هذه المراكز بين (جبهات عالمية ضد العولمة) وبين مراكز ثورية عمالية وشبابية وطلابية ونسائية…
ونعرف ان من هؤلاء اليساريين الثوريين خرج العديد من رموز اليمين العالمي مثل ساركوزي اليهودي الفرنسي الذي شارك في الثورة الطلابية قبل تحولاته او دوره, وعدد من صقور المجتمع الصناعي العسكري الامريكي الذين تربوا على فكرة (الفوضى الخلاقة) عند اليسار المتطرف قبل ان يضعوها في خدمة الامبريالية الامريكية..
وقد ذكرتني هذه الدراسة التي اعدها الباحث الفرنسي تيري ميسان عن (نيد) وغيرها من المصادر المخابراتية لما يعرف (بالمنظمات غير الحكومية) او جماعات التمويل الاجنبي (مراكز دراسات خاصة ومنظمات للدفاع عن حرية الصحافة والنساء..الخ) ذكرتني بظواهر ثورية يسارية اخرى تبين انها من صناعة المخابرات الامريكية, تماما مثل الظواهر (الليبرالية الجديدة) التي تقف خلفها هذه المخابرات مثل جماعة 6 ابريل في مصر وتوكل كرمان في اليمن وغيرهم في بقية البلدان العربية.
ومن هذه الظواهر, وفق ما جاء في كتاب الباحثة البريطانية فرنسيس سوندرز (من يدفع للزمار):
- مساعد هوركهايمر في مدرسة فرانكفورت (مدرسة يسارية ثورية كل نشطائها من اليهود).
-العديد من قادة الثورة الطلابية في فرنسا التي اطاحت بالديغولية الوطنية 1968 التي تدعو للاستقلال عن الامريكان.
- العديد من اليساريين والكتاب والادباء العرب الذين زاودوا على الحداثة آنذاك بفوق او ما بعد الحداثة سواء في الشعر او النثر…الخ.
وهذا لا يعني ان كل (ما بعد الحداثيين عملاء او غير مبدعين), بل اتحدث عن اسماء محددة وردت عند سوندرز.
وسبق ان اشرت اكثر من مرة لاعمال ادبية عربية وعالمية تفضح (نماذج) بعض الكتاب الذين تحولوا من اليسار الى الليبرالية ودخلوا نادي الاثرياء بدعم جماعات التمويل الاجنبي او جهات معادية لليسار, ومن هذه الاعمال رواية فوينتس (موت ارتيميو كروز) وقصة الروائي الاردني, تيسير السبول (صياح الديك)…