اجمع حزبيون ونقابيون وشخصيات وطنية على الرفض المطلق لأي نوع من التدخل الأجنبي في شؤون الوطن والأمة محذرين من دعاة التدخل الخارجي العسكري أو المعنوي في الشؤون العربية.
ودعوا في المهرجان الجماهيري الذي اقامه ائتلاف الاحزاب القومية واليسارية في الذكرى التاسعة للاحتلال الأمريكي للعراق تحت شعار “التمسك بخيار المقاومة ورفض كل أشكال التدخل الأجنبي في الشؤون العربية” نهاية الاسبوع الماضي في مجمع النقابات المهنية الى ضرورة التمسك بخيار المقاومة للدفاع عن الأرض والحقوق والمقدسات.
وفيما اكدوا ان المطلوب هو إصلاح الحكم دون تحطيم الدولة نوهوا الى ان ذلك لا يمكن أن يتحقق بتدخل العدو الأجنبي.
وشدد عضو المكتب السياسي في حزب الوحدة الشعبية عبد المجيد دنديس على رفض ائتلاف الاحزاب القومية واليسارية لكل أشكال التدخل الأجنبي في الشؤون العربية.
وقال “أن هذا اليوم الذي يصادف الذكرى التاسعة للاحتلال الأمريكي للعراق يشكل ذكرى أليمة في تاريخ الأمة الحديث بل هي مأساة القرن الحادي والعشرين المتمثلة بالعدوان الامريكي الغربي بتواطؤ رسمي عربي على عراق البطولة والصمود”.
وفيما اشاد رئيس مجلس النقباء المحامي مازن ارشيدات بالمقاومة العراقية حذر من تطورات الأوضاع فيما يتعلق بسورية التي تتعرض لمؤامرة تواطأ فيها بعض الحكام العرب انسياقاً لما باتت تمثله دولة قطر.
ودعا ارشيدات إلى وحدة الأمة في مواجهة أي تدخل خارجي يستهدف الوطن العربي محذراً من دعاة التدخل الخارجي العسكري أو المعنوي في الشؤون العربية.
واكد بدوره الناطق باسم لجنة التنسيق العليا لاحزاب المعارضة امين سر القيادة العليا لحزب البعث العربي الاشتراكي اكرم الحمصي تمسك ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية بخيار المقاومة للدفاع عن الأرض والحقوق والمقدسات مشدداً رفض الائتلاف المطلق لأي نوع من التدخل الأجنبي في شؤون الوطن والأمة.
ونوه الى أن هذا الموقف يأتي في الوقت ذاته الذي يعلن فيه الائتلاف انحيازه لمطالب أبناء الأمة في الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية من أجل مستقبل عربي مشرق.
ودعا إلى توفير كل أشكال الدعم للمقاومة العراقية مؤكدا أن الوحدة الوطنية الفلسطينية الحاضنة للمقاومة تمثل مطلباً قومياً لدحر الاحتلال وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر وإلحاق الهزيمة بكافة المشاريع الاستعمارية التي تستهدف الامة.
وعلى الصعيد المحلي طالب الحمصي بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين مؤكداً أن هذه الحكومة لا تختلف عن غيرها من الحكومات السابقة حيث لا تمتلك أية رؤية واضحة لتنفيذ عناوين الإصلاح بل تواصل تأزيم الأوضاع من خلال إصرارها على استخدام القوة المفرطة في مواجهة الاحتجاجات السلمية.
وأكدت بدورها د. حياة الحويك عطية أن المطلوب هو إصلاح الحكم دون تحطيم الدولة منوهة في الوقت ذاته إلى أن هذا لا يمكن أن يتحقق بتدخل العدو الأجنبي.
فيما قالت أن العراق مثل جدار الأمة الاستنادي الذي استهدفه العدو في محاولة لإعادة العراق إلى تشكيلة ما قبل المجتمع وما قبل الدولة وهذا ما يخطط له العدو الآن في كل دولة عربية وتحديداً في سورية.
ويرى من جهته محمد البشير في كلمتة باسم الشخصيات الوطنية أن رحيل القوات الأمريكية عن العراق لا يعني إلا تكريس الاحتلال بأدوات جديدة مشيراً إلى أن ما يسمى بالحكومة الوطنية ما هو إلا كذبة أخرى.
وأكد البشير أن المقاومة هي الوسيلة الوحيدة للرد على العدوان الأجنبي مشيرا إلى أن المفاوضات الفلسطينية لم تحقق شيئاً للشعب العربي الفلسطيني فيما تمكنت المقاومة اللبنانية من إعادة الاعتبار للامة العربية.
وحذر المفكر العراقي فاضل الربيعي من المحاولات الرامية لإشاعة ثقافة الاحتلال والترويج للاستعمار الجديد باعتباره الوسيلة التي من شأنها تحقيق الديمقراطية في البلدان العربية عبر تدخل قوات الناتو.
وقال: “مطالب الشعب السوري محقة ولا نقاش فيها لكن هنالك من يروج لاحتلال سورية التي مثلت على الدوام الأم الحقيقية لمقاومة الأمة العربية”.
وزاد” إن ما يجري هو مجابهة حقيقية لمشروع تحطيم الدولة السورية مؤكداً ضرورة التلازم بين الحفاظ على الدولة الوطنية وتحقيق الإصلاح والديمقراطية”.