إعداد وترجمة قاسم طلاع
يكتب بيتر هينش الرواية، القصة، النص المسرحي إضافة إلى كتابته للشعر.
كان واحد من الذين شاركوا في ثورة الطلبة التي عمت أوربا عام 1968 وهو واحد من الذين لازالوا يكافحون ضد أي شكل من أشكال التميز العنصري ومواقفه الواضحة ضد اليمين المتطرف وخصوصا بعد فوز هذا اليمين في الانتخابات البرلمانية في نهاية التسعينيات من القرن الماضي ومشاركته السلطة ( أي اليمين المتمثل بحزب الأحرار ) مع حزب المحافظين ( حزب الشعب ).
ولد بيتر هينش في مدينة فيننا العاصمة النمساوية في اليوم الثامن والعشرون من شهر آب عام 1942. هناك في هذه المدينة، وبعد أن حصل على الشهادة الثانوية، درس في جامعتها علوم اللغة الألمانية، الفلسفة، التاريخ وعلم النفس، إلا انه تركها متوجها إلى الكتابة. بدأ بنشر كل كان يكتبه في صحيفة العمال، التي كانت تصدر عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي وكان واحدا من الذين شاركوا بتأسيس مجموعة ” Wespennest ” التي أصدرت مجلة أدبية فصلية تحمل نفس الاسم ولا زالت هذه المجلة تصدر لحد الآن وهو يشارك في تحريرها وتهتم بالأدب الحديث ( المعاصر ).
في عام 1970 تفرغ للعمل الأدبي والصحافة ومنح عضوية نادي القلم النمساوي ( P.E.N ) وفي هذه السنة أيضا حصل على منحة الدولة ( النمساوية ) الدراسية ثم تبعتها في عام 1971 منحة أخرى من مقاطعة فيننا وفي عام 1976 جائزة أدبية من مقاطعة سالسبورغ.
بدأت شهرة بيتر هينش، محليا، عندما كان يكتب نصوصا شعرية يقوم بتلحينها وغنائها أيضا، حيث جمع حوله بعض من الموسيقيين ليؤسس فرقة غنائية عرفت في مدينة فيننا ب ” Wiener Fleisch & Blut “. أما شهرته على المستوى الأوربي فقد بدأت بوادرها عندما صدرت له رواية ” جسم والدي الصغير ( Kleine Figur meines Vater ) ” عن دار فيشر الألمانية والتي كشف فيها دور والده اليهودي، كمصور صحفي ( مراسل ) على جبهات القتال أثناء الحرب العالمية الثانية، أيام الحكم النازي وعلاقته مع هذا النظام ( وقد أعيد طبعها أكثر من مرة ) ثم رواية ” مخبأ موريسون ” التي صدرت عام 1991 والتي تدور حول الموسيقار والشاعر الأمريكي جيم موريسون ( 1943 ـ 1971 )، الذي وجد ميتا في شقته الباريسية، والتي قيل في حينها، بأنه قد مات بالسكتة القلبية، دون أن يقوم الطب العدلي بتشريح جثته. في عام 2007 يبحث بيتر هينش في تاريخ العائلة من جديد فيكتب رواية عن جدته القصيرة، اليهودية ( امرأة صغيرة جدا )، التي عاشت أيام الحرب العالمية الأولى والنتائج المؤلمة التي تمخضت عنها وكذلك الحرب العالمية الثانية وزواجها من رجل منتميا إلى الحزب النازي.
عموما كتابات هينش مواضيعها مستلة من التاريخ ( الحرب العالمية الثانية وما بعدها ) ، هذا التاريخ الذي لازال يفرش ظله على حياة الفرد الأوربي عموما.
من أهم مؤلفاته:
هاملت باقيا ( نصوص نثرية قصيرة ) صدر عام 1971 عن دار فيشر الألمانية.
جسم والدي الصغير ( رواية ) صدرت عام 1975 عن دار فيشر الألمانية.
هاملت، أيوب، هاينه ( ديوان شعر ) صدر عام 1989.
امرأة صغيره جدا ( رواية ) صدرت عام 2007.
النصوص التالية هي من ديوان هاملت، أيوب، هاينه.
حينما اضطجع في الفراش
أفكر بك
وأسمع الريح
أحيانا
لا أخاف.
لا تلتفت
لعبة طفل تدور
وتعتقد أخاف أنا من الظلمة
أنا لست غبيا،
هنا أضئ أنا المكان
أخاف أنا
حينما ينطفئ الضوء
ويصبح العالم لي مثل ضاحية صغيرة
غارقة في الظلام.
العودة إلى الوطن مع هاينه
بعد العودة من مناطق أكثر دفئا
وجدت هذه البلاد
أكثر الأحيان باردة
لا أعرف
لماذا أحس أنا
بضربات قوية
في صدري.
وما أن عبرت الحدود
حتى بدا الناس لي
وكأنهم صاروا عجائز
كرهوا بعضهم البعض
ونبذوا في هذه اللغة ـ لغتهم ـ
الحديث مع الآخر
هذه اللغة التي هي، أيضا، لغتي
ولا يريد أي واحد منهم
رؤية الآخر.
ولم يبق أمامي
غير الحديث في البيت
سرا.
This is a beautiful country
You’ve built
قال هنري
الذي أتيت معه من الجنوب
على الرغم ما قام به حرس الحدود
حينما فتشوا حتى جلده.
نعم قلت أنا
هذه ارض جميلة
انك على حق.
لكن…
هل الذي فعلناه كان يستحق الفخر
أم الخجل
من أنفسنا من الذي حدث،
وريما سيحدث، أيضا.
( على امتداد الشارع
أشجار مسمومة
تنموا عليها حروف سامة
What do they mean by that?)
هذا..؟
لا أريد أن أعرفه،
على أية حال
ليس الآن
لقد وصلنا
نحن الآن هنا
رفعت صوت المذياع عاليا:
موسيقى موتسارت
البيت
في البيت
أين هذا
هذه الحيطان الأربعة
الباب
النافذة
المائدة
الفراش
هذه طاولة المذاكرة
على آله الطابعة هذه
تعودت أنا.
كل هذه الأشياء
أحس بها في قلبي…
… بل كل كياني
الذي هو روحي
أفكر أنا
ويدي
تكتب
خلف
زجاج ـ
النافذة
شمس فاقعة اللون
أو ريما
قمر.
هنا في هذه البلاد
ظل السور
يقع، بالضبط،
في وسط الطريق
ناقوس الكنيسة يدق
الكلاب تنبح
اثنان من الرجال يمرون
يتحدثون
بلغة غريبة ( أجنبية )
اثنان من نساء البلد
يتطلعن بنظرات حادة
عويل صفارة إنذار
أسراب من الدجاج الأسود
صارخا
يتطاير
من الحقل.
ولادة
ولدت في نصف بيت
هنا تعصف الرياح
الرياح تخترق الجدران
( دخولا وخروجا )
أنا طفل يهودي
أنا طفل نازي
أنا طفل
وهذا ليس ذنبي.
في أحلامي
باب يقود إلى الخارج
أن أكون طليقا
أنا نائم
أنا نمت
أنا كنت نائما
لكني الآن صحوت
من ثقوب السقف قطرات مطر
تمطر كل يوم
وتمطر، بعض الأحيان، برد أيضا
الباب الذي يقود إلى الخارج
سمره أبي.
هاملت
يحلم هاملت مرة ثانية
عليه أن يقوم بدور هاملت
ثانية يحلم هاملت
يقف على خشبة المسرح
واقفا برأس محنيا نحو اليسار
وكان قد نسى النص
أوفيليا
ليست هنا
والده ميت
أمه راقدة بدون زينة في الفراش
أين هوراتيو؟
أين كلاوديوس؟
يولونيوس مختفيا خلف الستارة
لاريست
في فرنسا
ملك انكلترا
ينتظر
روزنغرانز وغولدنشتيرن
في انكلترا
الجمهور ينتظر أيضا
فيما إذا كان الموضوع
تراجيديا
أم الكوميديا؟
موجة من الاضطراب ( الشغب )
تحركت من الصفوف الخلفية
قريبا ستكون في المقدمة
مكان الملقن المسرحي
خاليا
فورفيناس لم يحضر لحد الآن
( لازال غائبا ).
1. أوفيليا ولاريست أبناء وزير البلاط بولونيوس.
هوراتيو صديق هاملت.
روزن غرانز وغولدن شتيرن هم من رجال الحاشية
2. هذا بلد جميلا، انتم الذين بنيتوه 3. ما ذا تعني أو ماالمقصود من هذا.
المراجع
•Franz Schuh ( Hg ): Figurenwerfen. Der Peter-Henisch-Reader. Residenz Verlag, 2003.
•Thomas Kraft ( Hg ): Lexikon der Deutschsprachigen Gegenwartsliteratur seit 1945 B1. Nymphenburger Verlag.de 2003.
•Peter Henisch: Hamlet, Hiob, Heine. Gedichte. Residenz Verlag 1989.
•Peter Henisch: Ausgewählte Gedichte. Podium Verlag 2003
يكتب بيتر هينش الرواية، القصة، النص المسرحي إضافة إلى كتابته للشعر.
كان واحد من الذين شاركوا في ثورة الطلبة التي عمت أوربا عام 1968 وهو واحد من الذين لازالوا يكافحون ضد أي شكل من أشكال التميز العنصري ومواقفه الواضحة ضد اليمين المتطرف وخصوصا بعد فوز هذا اليمين في الانتخابات البرلمانية في نهاية التسعينيات من القرن الماضي ومشاركته السلطة ( أي اليمين المتمثل بحزب الأحرار ) مع حزب المحافظين ( حزب الشعب ).
ولد بيتر هينش في مدينة فيننا العاصمة النمساوية في اليوم الثامن والعشرون من شهر آب عام 1942. هناك في هذه المدينة، وبعد أن حصل على الشهادة الثانوية، درس في جامعتها علوم اللغة الألمانية، الفلسفة، التاريخ وعلم النفس، إلا انه تركها متوجها إلى الكتابة. بدأ بنشر كل كان يكتبه في صحيفة العمال، التي كانت تصدر عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي وكان واحدا من الذين شاركوا بتأسيس مجموعة ” Wespennest ” التي أصدرت مجلة أدبية فصلية تحمل نفس الاسم ولا زالت هذه المجلة تصدر لحد الآن وهو يشارك في تحريرها وتهتم بالأدب الحديث ( المعاصر ).
في عام 1970 تفرغ للعمل الأدبي والصحافة ومنح عضوية نادي القلم النمساوي ( P.E.N ) وفي هذه السنة أيضا حصل على منحة الدولة ( النمساوية ) الدراسية ثم تبعتها في عام 1971 منحة أخرى من مقاطعة فيننا وفي عام 1976 جائزة أدبية من مقاطعة سالسبورغ.
بدأت شهرة بيتر هينش، محليا، عندما كان يكتب نصوصا شعرية يقوم بتلحينها وغنائها أيضا، حيث جمع حوله بعض من الموسيقيين ليؤسس فرقة غنائية عرفت في مدينة فيننا ب ” Wiener Fleisch & Blut “. أما شهرته على المستوى الأوربي فقد بدأت بوادرها عندما صدرت له رواية ” جسم والدي الصغير ( Kleine Figur meines Vater ) ” عن دار فيشر الألمانية والتي كشف فيها دور والده اليهودي، كمصور صحفي ( مراسل ) على جبهات القتال أثناء الحرب العالمية الثانية، أيام الحكم النازي وعلاقته مع هذا النظام ( وقد أعيد طبعها أكثر من مرة ) ثم رواية ” مخبأ موريسون ” التي صدرت عام 1991 والتي تدور حول الموسيقار والشاعر الأمريكي جيم موريسون ( 1943 ـ 1971 )، الذي وجد ميتا في شقته الباريسية، والتي قيل في حينها، بأنه قد مات بالسكتة القلبية، دون أن يقوم الطب العدلي بتشريح جثته. في عام 2007 يبحث بيتر هينش في تاريخ العائلة من جديد فيكتب رواية عن جدته القصيرة، اليهودية ( امرأة صغيرة جدا )، التي عاشت أيام الحرب العالمية الأولى والنتائج المؤلمة التي تمخضت عنها وكذلك الحرب العالمية الثانية وزواجها من رجل منتميا إلى الحزب النازي.
عموما كتابات هينش مواضيعها مستلة من التاريخ ( الحرب العالمية الثانية وما بعدها ) ، هذا التاريخ الذي لازال يفرش ظله على حياة الفرد الأوربي عموما.
من أهم مؤلفاته:
هاملت باقيا ( نصوص نثرية قصيرة ) صدر عام 1971 عن دار فيشر الألمانية.
جسم والدي الصغير ( رواية ) صدرت عام 1975 عن دار فيشر الألمانية.
هاملت، أيوب، هاينه ( ديوان شعر ) صدر عام 1989.
امرأة صغيره جدا ( رواية ) صدرت عام 2007.
النصوص التالية هي من ديوان هاملت، أيوب، هاينه.
حينما اضطجع في الفراش
أفكر بك
وأسمع الريح
أحيانا
لا أخاف.
لا تلتفت
لعبة طفل تدور
وتعتقد أخاف أنا من الظلمة
أنا لست غبيا،
هنا أضئ أنا المكان
أخاف أنا
حينما ينطفئ الضوء
ويصبح العالم لي مثل ضاحية صغيرة
غارقة في الظلام.
العودة إلى الوطن مع هاينه
بعد العودة من مناطق أكثر دفئا
وجدت هذه البلاد
أكثر الأحيان باردة
لا أعرف
لماذا أحس أنا
بضربات قوية
في صدري.
وما أن عبرت الحدود
حتى بدا الناس لي
وكأنهم صاروا عجائز
كرهوا بعضهم البعض
ونبذوا في هذه اللغة ـ لغتهم ـ
الحديث مع الآخر
هذه اللغة التي هي، أيضا، لغتي
ولا يريد أي واحد منهم
رؤية الآخر.
ولم يبق أمامي
غير الحديث في البيت
سرا.
This is a beautiful country
You’ve built
قال هنري
الذي أتيت معه من الجنوب
على الرغم ما قام به حرس الحدود
حينما فتشوا حتى جلده.
نعم قلت أنا
هذه ارض جميلة
انك على حق.
لكن…
هل الذي فعلناه كان يستحق الفخر
أم الخجل
من أنفسنا من الذي حدث،
وريما سيحدث، أيضا.
( على امتداد الشارع
أشجار مسمومة
تنموا عليها حروف سامة
What do they mean by that?)
هذا..؟
لا أريد أن أعرفه،
على أية حال
ليس الآن
لقد وصلنا
نحن الآن هنا
رفعت صوت المذياع عاليا:
موسيقى موتسارت
البيت
في البيت
أين هذا
هذه الحيطان الأربعة
الباب
النافذة
المائدة
الفراش
هذه طاولة المذاكرة
على آله الطابعة هذه
تعودت أنا.
كل هذه الأشياء
أحس بها في قلبي…
… بل كل كياني
الذي هو روحي
أفكر أنا
ويدي
تكتب
خلف
زجاج ـ
النافذة
شمس فاقعة اللون
أو ريما
قمر.
هنا في هذه البلاد
ظل السور
يقع، بالضبط،
في وسط الطريق
ناقوس الكنيسة يدق
الكلاب تنبح
اثنان من الرجال يمرون
يتحدثون
بلغة غريبة ( أجنبية )
اثنان من نساء البلد
يتطلعن بنظرات حادة
عويل صفارة إنذار
أسراب من الدجاج الأسود
صارخا
يتطاير
من الحقل.
ولادة
ولدت في نصف بيت
هنا تعصف الرياح
الرياح تخترق الجدران
( دخولا وخروجا )
أنا طفل يهودي
أنا طفل نازي
أنا طفل
وهذا ليس ذنبي.
في أحلامي
باب يقود إلى الخارج
أن أكون طليقا
أنا نائم
أنا نمت
أنا كنت نائما
لكني الآن صحوت
من ثقوب السقف قطرات مطر
تمطر كل يوم
وتمطر، بعض الأحيان، برد أيضا
الباب الذي يقود إلى الخارج
سمره أبي.
هاملت
يحلم هاملت مرة ثانية
عليه أن يقوم بدور هاملت
ثانية يحلم هاملت
يقف على خشبة المسرح
واقفا برأس محنيا نحو اليسار
وكان قد نسى النص
أوفيليا
ليست هنا
والده ميت
أمه راقدة بدون زينة في الفراش
أين هوراتيو؟
أين كلاوديوس؟
يولونيوس مختفيا خلف الستارة
لاريست
في فرنسا
ملك انكلترا
ينتظر
روزنغرانز وغولدنشتيرن
في انكلترا
الجمهور ينتظر أيضا
فيما إذا كان الموضوع
تراجيديا
أم الكوميديا؟
موجة من الاضطراب ( الشغب )
تحركت من الصفوف الخلفية
قريبا ستكون في المقدمة
مكان الملقن المسرحي
خاليا
فورفيناس لم يحضر لحد الآن
( لازال غائبا ).
1. أوفيليا ولاريست أبناء وزير البلاط بولونيوس.
هوراتيو صديق هاملت.
روزن غرانز وغولدن شتيرن هم من رجال الحاشية
2. هذا بلد جميلا، انتم الذين بنيتوه 3. ما ذا تعني أو ماالمقصود من هذا.
المراجع
•Franz Schuh ( Hg ): Figurenwerfen. Der Peter-Henisch-Reader. Residenz Verlag, 2003.
•Thomas Kraft ( Hg ): Lexikon der Deutschsprachigen Gegenwartsliteratur seit 1945 B1. Nymphenburger Verlag.de 2003.
•Peter Henisch: Hamlet, Hiob, Heine. Gedichte. Residenz Verlag 1989.
•Peter Henisch: Ausgewählte Gedichte. Podium Verlag 2003