أيّتها المبرعمة
من رحمِ الغابات
أيّتها القدر المفهرس
على قميصِ الليل
أيّتها الوشم الباذخ
فوقَ روحِ آدم
أيّتها القمر الراعش
فوقَ حنينِ الخمائل!
* * *
تشبهين ومضةً هائجة
مندلعة من بوّاباتِ الجنّة
أيّتها الجنّة الدافئة
بوشاحِ التمرُّدِ
بوشاحِ الدفءِ والبهاء!
* * *
أيتها المسربلة بنكهةِ البخورِ
بخورُ الأساطيرِ القديمة
أيّتها الغافية بين سديمِ الصباحِ
بين نداواتِ العطورِ
* * *
أيّتها الثمرة اللذيذة
النقيّة
الشهيّة مثلَ عبقِ النسيمِ
* * *
رفرفي أيّتها الروح الوارفة
في ظلالِ الغابات
رفرفي فقد حانَ الأوان
أن تعبري ينابيعَ العشقِ
معارجَ القصيدةِ
أنتِ وردةٌ معشوشبة
في قلبِ الإنسان
تعالي أيّتها العطشى
إلى خصوبةِ موجي
تعالي يا صديقة البحارِ
غوصي في بئرِ غلاصمي
غوصي إلى أن تغفي
فوقَ أحلى المحارِ!
* * *
هل تطايرَتْ روحُكِ
من نداواتِ الليلِ
أم أنّكِ صديقةُ البرقِ
اِنبعثْتِ في ليلةٍ قمراء
من شراراتِ النيازِكِ؟
* * *
هل نِمْتِ يوماً
بين أحضانِ عشتار؟
ما هذه النضارة الفائرة
فوقَ رشاقةِ الانحناءِ؟
هل تحلَمين أن تغفينَ
بين أحضانِ عاشقٍ
من لونِ العناقِ؟
تحنّين إلى نفرتيتي
إلى ثمارٍ من أشهى المذاقِ
إلى أعماقِ الصحارى
إلى هدوءِ الليلِ
حيث رحيق السَّلام يتغلغل بعذوبةٍ
إلى رحابِ الآفاقِ!
كم مرّة عبرتِ عوالم سالومي
حيثُ بهجة الغيوم
تنثرُ عبقها بطراوةٍ لذيذة
فوقَ شفاهِ الكونِ!
* * *
كم مرة امتطيتِ حصانَ طروادة
وكم مرّة غمزتِ هيلانة غمزاتٍ ماكرة
أيَّتها المكحّلة
بحفيفِ الجنِّ!
* * *
تنمو في خمائِلكِ زرقةُ البحرِ
وبرُ وحوشِ البراري
هل تستحمّينَ برحيقِ الزهورِ
أم أنّكِ بتلات زهرة منبعثة
من رفرفاتِ الصواري؟
* * *
نهدانِ مدبّقان برحيقِ العشبِ
بعذوبةِ العسلِ البرّي
شَعرُكِ شلالُ عشقٍ
يتماوجُ فوقَ بسمةِ الآزالِ
هل كنتِ في الأعالي
منذُ الأزلِ
أمْ أنّكِ تلألأتِ
من أجنحةِ الآلهة
كي تعصفي بخشونةِ الأنسِ
إلى أن يستأنسوا
رعشةَ الشفقِ؟!
تعالي يا نغمةَ خافقي
تعالي فقد آنَ الأوان
أن أرسمَ فوق نهديكِ
بهجةَ وَشمي!
* * *
أيّتها الريح الجامحة
تعالي نسبحُ في أعماقِ السديمِ
في أعماقِ البحرِ
حيث نداوة الليل تعانقُ موجتي
هل زاركِ يوماً بلبلٌ
من براعمِ الجنّةِ
أم أنّكِ مَلَلْتِ
من خصوبةِ الجنّاتِ؟
* * *
أيُّ طينٍ هذا المبرعم
في طراوةِ محيَّاكِ؟
أنتِ موسيقى من إيقاعِ البحرِ
من نغمةِ المدِّ
من نقاوةِ الجزرِ!
* * *
أنتِ عشبةُ الخلاصِ
هل حلمتِ يوماً أن تعشقي
من جنسِ أكّاد
أم أنّكِ تهوينَ شموخَ بابل
بين حدائقِ العشقِ
جنائنٌ شهيّة
كأنّها منارات جنّةِ الخلدِ؟!
* * *
جسدٌ مفهرسٌ بشهقاتِ الطِّينِ
أبهى من ينابيعِ الحلمِ الآتي
أنتِ يا جنّيةَ العشقِ
مكحّلةٌ بإخضرارِ الموجِ
يا سفينةً مائجة بالإغراءِ
أيّتها الرغبة الهائمة
فوقَ هلالاتِ الروحِ
* * *
لماذا لا تزرعي ينابيعَ القلبِ
بأعشابٍ متوّجة بالهناءِ؟
هل أنتِ جنّية
مطرودة من الجنّة
ضياءُ وجهكِ لا يختلفُ
عن وهجِ الجنّة
يا أحلى من جنّةِ الجنّاتِ!
* * *
أيّها الأنثى المتناغمة
مع موشورِ البهجة
أيّتها الوردة المترقرقة
مع رغبةِ الرغباتِ!
* * *
يا شفيعة القلوب المنكسرة
نهداكِ موجتا فرحٍ
يرقصان مع خيوطِ الحنينِ
أنتِ لونُ البدايات
أنتِ لذّةٌ ولا كلَّ اللذّاتِ!
* * *
عشقٌ لا يكتملُ
إلا عندَ ضياءِ البدرِ
أنتِ باقةُ حنطة
باقةٌ ولا كلَّ الباقاتِ!
أنتِ أنشودةُ الروحِ
ترتيلةُ الزمنِ الآتي
نهايةُ النهاياتِ!
* * *
ما هذا العسل المتدفّق من وجنتيكِ
سحرُكِ يشبهُ زخّاتِ المطرِ
تهتُ بين هضابِكِ
قبلَ أن يغريكِ سطوعَ القمرِ
أنتِ قدري الغارق
في بهجةِ الإنتعاشِ
موجةُ فرحٍ يتراقصُ فوقها
زبدُ البحرِ
دهشةٌ معطَّرة بعذوبةِِ الحنينِ
قصيدةٌ هائمة
فوقَ اِنكساراتِ السنينِ!
* * *
أنتِ أوّلُ جنّة عشقتها
منذُ فجرِ التكوينِ
أنتِ أرقى ما صيغَ
منذُ بدءِ التكوينِ
يا أيّتها العناق الأزليّ
تعالي أفرشُكِ نسيماً راعشاً
فوقَ جموحِ الليلِ!
* * *
أيّتها الطّاعة المستعصية عن الانصياعِ
أيّتها الخارجة من أسوارِ الجنّةِ
ألا تعجبكِ بيادرَ الخلودِ
يا بهجةَ الجنّاتِ!
أيّتها العتمة المضيئة
أيّتها الضوء المتعرّش
معَ شهوةِ الخصوبةِ
معَ طيفِ الآهاتِ!
* * *
كم من الوحوشِ الضارية
تآلفوا مع عذوبةِ خدّيكِ؟!
كم من الفراشاتِ تاهَتْ
حولَ وميضِ عينيكِ؟!
* * *
عندما تسبحينَ
في ينابيعِ العشقِ
تتراقصُ خصلات شعركِ
فوقَ كتفيكِ
ترتعشُ مفاصلُ الروح شوقاً
إلى بهاءِ مقلتيكِ!
* * *
عطشٌ مفتوح يقودني إلى دنياكِ
لا أشبعُ أبداً من بهجةِ محيّاكِ
أيّتها المتشرّدة
في أدغالِ العشقِ
في بيادرِ الدفءِ
أيّتها اللاهية بين رعشةِ الليلِ
بين لجينِ البحرِ
لماذا أحنُّ إليكِ
هل أنتِ شهقتي الأولى ولا أدري؟
آهٍ لو تعلمي
كم أرتعشُ شوقاً
إلى وميضِ عينيكِ
إلى دفءِ العناقِ!
* * *
ألا تحنّينَ إلى جنّتي
أيّتها الطريدة
في أعماقِ البراري
كيفَ تتواءمينَ
مع أنيابِ الضواري؟
* * *
ثمَّةَ عشقٌ من لونِ العذوبة
يضاهي شموخَ الجبالِ
يندلعُ من ينابيعِ الروحِ
من تلكَ التلالِ
تلالُكِ يا عشقي السرمدي
أبهى من كلِّ التلالِ!
* * *
أحنُّ إليكِ
أكثرَ من حنيني إلى نفسي
هل كنتِ يوماً ما نفسي
وما كنتُ أدري؟!
* * *
أيّتها الزنبقة المتطايرة
من شهقةِ الشمسِ
من خيوطِ الليلِ والنهارِ
أيَّتها القصيدة العصيّة عن الإنصياعِ
عذبةٌ أنتِ مثل الندى!
* * *
مَنْ يستطيعُ أن يقودَكِ
إلى معابرِ الهدى
أم أنّكَ تحلمينَ
منذ أن عبرتِ الكونَ
بجموحٍ مفتوحٍ
على مساحاتِ المدى؟!
* * *
أحبُّكِ أكثرَ من فضاءاتِ المدى
أنتِ المدى وأنتِ أنقى ما تناثرَ
على بتلاتِ الوردِ من ندى!
* * *
يا إلهةَ الخصبِ والعشقِ والبهاءِ
يا إلهةَ الروضِ والزهرِ والبلاءِ
يا أبهى بلوةٍ صادفتها
تحتَ قبّةِ السماءِ
يا صديقةَ البحرِ وأمواجَ المساءِ!
* * *
أيّتها الذكرى الوارفة
بين أغصانِ الحياة
أيَّتها الغارقة
في ينابيعِ الحياة
* * *
أيّتها الحياة
يتلظّى المرءُ
بعيداً عن موجةِ دنياك!
* * *
أنتِ قصيدةُ القصائد
أنتِ الأنثى الأزل
الأنثى المستعصية عَنِ الفهمِ
لأنّكِ أعمق من مفاهيمِ هذا الزّمان
لأنّكِ أقدم من الزّمان
أقدم من تضاريسِ الكونِ
أقدم من رعشاتِ القصائد
أنتِ أولى الرعشات وآخر الرعشات
أنتِ شهيقُ الروحِ المتلألئة
في بيارقِ السماءِ
أنتِ وميضُ العشقِ المتناثرِ
من جموحِ الضياءِ
* * *
نجمةٌ هائمة بين تلالِ الليلِ
أنتِ زوبعة هائجة شوقاً
إلى إيقاعاتِ الهديلِ!
* * *
كم مرّة حلمتِ أن ترتمي
بين أحضانِ العشقِ
فوقَ أعشابِ الجنةِ؟
* * *
ضلّتِ معراج البوصلة
طالَ الإنتظارُ
هل اشتعلَتْ بين ألسنةِ النارِ
أم بلعَتْها منحدرات الجبالِ؟
* * *
صراعٌ مندلعٌ بينَ حيرةِ الأبِّ
ويقينِ العاشقِ
تخلخلُ رتابةَ الصوتِ
لا تكترثُ من كثافةِ
حشرجاتِ الموتِ
تمسحُ أنينَ البحرِ
برحيقِ بخورِ العمرِ
ترتدي قلنسوة من وبرٍ شفيف
يقيها من غضبِ الأرضِ
من لهيبِ الجمرِ!
* * *
تعالي يا نسغَ الحياة
نزرعُ بذورَ الشعرِ
فوق وجهِ الغمرِ
لا تقلقي يا صديقةَ الليل
فأنتِ سيّدةُ الغابات
أنتِ شهقةُ عمري!
* * *
خشوعٌ يطلُّ إليكِ
يحومُ حولكِ
كأنَّكِ ركنُ خلاصٍ
من أركانِ المعابد!
* * *
تنثرينَ حُبيباتِ الروحِ
حولَ حوشنا العتيق
فتنمو براعمُ الندى
في رحابِ القصائد!
حنينٌ عميق إلى لقياكِ
تعبرينَ شقوقَ الليلِ
تمنحينَ ألقَ الفؤادِ
حولَ صمتِ الموائد!
هل تقتنصينَ الحرفَ
من تفّاحةِ الروحِ
أم من تغاريدِ الهداهد؟!
* * *
لا تخضعينَ إلا لإندلاعِ الإشتعال
أيّتها المشتعلة بخمرةِ الانتشاءِ
أيّتها المخضّبة بيخضورِ الحياةِ
كيفَ يستطيعُ آدم أن يعيشَ
بعيداً عن دفئكِ
يا دفءَ الهناءِ؟!
وشمُ آزالِ العشق
موشومٌ على نضارةِ خدِّيكِ
على إيقاعِ البقاءِ؟!
كيفَ تُطرحُ الذكورة قوّةً
والذكورُ تخورُ حالما تسطعُ
رقّةَ النِّساءِ!
* * *
لا أؤمنُ إلا بقوّةِ العشقِ ..
قوّةُ الحبِّ
لا يضاهيها إلا الوفاء
قوّةٌ من وهجِ الجمرِ
من نسغِ الإشتهاءِ!
* * *
أيّتها الحقيقة السابحة
فوقَ سديمِ المدائن
أيّتها الأمُّ الملوّنة
بإخضرارِ الجنائن
أيّتها الغاوية المتعرّشة
بأجنحةِ الحمائم!
* * *
طيرٌ من أحلى طيورِ الجنّة
أسطورةُ الزمنِ الآتي
أسطورةُ الأساطيرِ
كيفَ سيصبحُ حنانُ الرجال
إلى أحضانِ الليل
لو غابت طراوةُ نهدَيكِ
عن وجْهِ الدنيا!
* * *
تطيرينَ شامخةً
مثلَ جبالِ هيمالايا
مثلَ ألوانِ معلولا
* * *
هل نبتَتْ أجنحتكِ
من غضارِ الريحِ
أم أنّكِ معجونة
من وميضِ الآلهة؟
هل تتقمّصُكِ أحياناً
تجلّيات نسّاك الهندوس
أم أنّكِ تتواصلينَ كلَّما يهبطُ الليل
مع راهباتِ المغائرِ المعبّقة
ببخورِ المحبّة؟!
* * *
هل زارتْكِ يوماً جنّية
مخضّبة بالنّار
أم أنّكِ محصّنة بضياءِ القمر
بحنينِ البشرِ؟
* * *
كيف تنسجينَ جموحكِ العشقيّ
يا عاشقةَ زرقة البحرِ
وموجاتِ النسيم؟
كيفَ تنمو ارتعاشات الحرفِ
بين أجنحتكِ الندية
أيَّتها المعفّرة في بهاءِ الأناقة
أيَّتها المنسابة كحبقِ السوسنِ
في رحابِ الرشاقة
رشاقةُ الحرفِ
رشاقةُ العشقِ
رشاقةٌ مفتوحة
على شهقةِ البحرِ!
* * *
كم من الأوجاعِ
حتّى إندلعَتِ النيران
فوقَ خاصراتِ التلال!
* * *
أيّتها التائهة بين براري الروح
هل تخضّبَتْ جوانِحُكِ
من تلألؤاتِ النجومِ
أم من جموحاتِ البحار؟
* * *
كم مرة غفيْتِ
تحتَ ظلالِ النجومِ؟
كم مرّة عانقتِ إهتياجاتِ البحار؟
تبدِّدينَ زمهريرَ الصحارى
بشهقةٍ راعشة
* * *
أيّتها الأنثى المبلسمة
بنكهةِ التفَّاحِ
لماذا يرتعشُ خافق الرجال
عندما يرتمي أشجعهم
بين تلالِكِ
المعشوشبة بالنعناعِ؟
* * *
[CENTER]* * *قرأتُ بشهيّة مفتوحة "عودة ليليت"*
عودة ولا كلّ العودات
جمانة حدّاد
فارسةُ حرفٍٍ دائمِ الإشتعالِ
يتراقصُ حرفُها
على إيقاعِ حوافرِ الليلِ
تكتبُ من وهجِ الحنينِ الغافي
بين تضاريسِ عشقِ الارتقاءِ ..
ارتقاءُ القلبِ إلى جبهةِ الشمسِ
إلى ينابيعِ رعشةِ الروحِ
[CENTER][B][FONT=Arabic Transparent]كيفَ تلقتطينَ جموحاتِ "ليليت"[/