زهير عبد القادر
ما هي الا لحظات مرت على استقالة حكومة دولة القاضي عون الخصاونة وبعد ان ثبت قبول الاستقالة وتكليف الدكتور فايز الطروانة بتشكيل حكومة جديدة…حتى استنفر عدد كبير من ابناء هذا الوطن المستوزرين وشحنوا هواتفهم وتوقفوا عن استعمالها ولم يجيبوا على مكالمات اصدقائهم واقاربهم وحتى زوجاتهم حفاظا على مستوى شحن هواتفهم الجوالة …ووقفوا باعصاب مشدودة بانتظار مكالمة من دولة الدكتور فايز الطراونة يطلب منهم الأنضمام الى فريقه الحكومي…كما قلت الأعصاب مشدودة…وستبقى حتى اللحظة الاخيرة هكذا …حتى يوم الاثنين القادم…وستبقى اصوات اجهزة التلفزيون والراديو في بيوتهم منخفضة حتى يتسنى لهم سماع رنين هواتفهم وسماع صوت الدكتور فايز الطراونة وكلمة ( مساء الخير معاليك…انا فايز الطراونة…كيف احوالكم…..)….اتخيلهم وقد بدأوا يفكرون بالبدلة السوداء…وربطة العنق المناسبة…ويرددون بصوت خافت اليمين الدستورية…اقسم بالله العظيم…ان اكون….وهنا قد يقرع جرس الهاتف…ولكن للاسف رقم احد الاصدقاء وليس رقم الدكتور فايز الطراونة …فيطنشونه حتى لو كان من اعز الاصدقاء داعين الله ان يتوقف الهاتف عن الرنين حتى لاينشغل الخط طويلا…فقد يتصل بهم رئيس الوزراء المكلف…
،،،،،، ومن بين هؤلاء المستوزرين من لاتتحمل اعصابهم الانتظار فيذهبون فورا الى منزل دولة الرئيس بحجة المباركة بالثقة الملكية الغالية…ويشدون على يد دولته قائلين بصوت منخفض (ابو زيد…نحن رجالك وفريقك لخدمة الوطن وجلالة سيدنا…لاتنسانا سيدي )…واثناء عودتهم الى منازلهم قد تطرا عليهم فكرة التذكير بأنفسهم على صفحات الصحف والمواقع الأخبارية ،(لعل وعسى) فيبدأون الاتصال مع الصحفيين في المواقع….طالبين منهم وضع اسماءهم على قائمة المرشحين لدخول الوزارة الجديدة…فنرى اسماء لم نسمع بها من قبل في هذه القوائم…واكاد اجزم ان دولة الرئيس المكلف لايراها…ويوزع ناشر الموقع الاخباري الوزارات على هؤلاء كما يسعفه خياله…فالمهندس وزير خارجية والطبيب وزير زراعة وهكذا …المهم الاسم ينشر في القائمة…ويستمر الانتظار…ويستمر…حتى تصدرالارادة الملكية السامية على تشكيل الحكومة الجديدة…واذا بأخواننا المستوزرين خارج التشكيلة…وعندها لايهمهم شحن الهاتف فيبدأون هم اتصالاتهم بأصدقائهم…ويبدأون بحملة (الطخ) على الحكومة ونقد اعضاءها…رغم اننا سنراهم طبعا من اوائل المهنئين وستتعب السنتهم من جملة، ( والله معاليك …الان …بنقول بحق …الرجل المناسب في المكان المناسب ) …
،،،،،، هذا المشهد يتكرر مع تشكيل كل حكومة جديدة في الأردن…انتظار بجانب الهاتف…قوائم وهمية باسماء تنشر في المواقع الاخبارية ،فقط للتذكير…احباطات نفسية …وانتقادات للحكومة الجديدة من منطلق شخصي وانانية مرضية…
،،،،،، اتمنى من كل قلبي ان نحقق رغبات جلالة القائد الهاشمي الملك عبد الله الثاني بتشكيل احزاب وطنية صادقة مخلصة هدفها فعلا خدمة الوطن والمواطن…وتضع برامج انتخابية لها تقنع المواطن بمصداقيتها وسياستها وتخوض هذه الاحزاب معركة انتخابية شريفة…وتشكل الاحزاب الفائزة الحكومة وتبقى الاحزاب الاخرى في موقع المعارضة كما هو متبع في الدول المتحضرة…حيث تعمل الحكومة والمعارضة في نهاية المطاف لمصلحة الوطن العليا والمواطن الذي منحهم ثقته…حتى لو اختلفت الحكومة والمعارضة على شيء فهو لمصلحة الوطن والمواطن…واذا تحققت لنا هذه الامنية…فلن نحتاج بعدها الى الانتظار وشحن هواتفنا الجوالة…حمى الله الاردن وشعبه ومليكه….صباح الخير…
zuhairjordan@yahoo.com