قبل يومين زار الجنرال حسين هزاع المجالي مدير الأمن العام المسجد الاقصى، والصحافة الإسرائيلية، عالجت الزيارة، بطرق مختلفة، لكنها مثلنا تتكهن ولاتعرف سر الزيارة، ولا ما سبقها من زيارات.
انهمار الزيارات باتجاه القدس والاقصى، ليس دون سبب، وليس معقولا ان تكون الزيارات «نخوة» لرأي وزير الاوقاف الفلسطيني الذي يشجع على الزيارات، أو من باب المكاسرة مع السلطة الوطنية الفلسطينية، التي لا تتحسس من هذه الزيارات.
ما تفسير كل هذه الزيارات المتتالية، رئيس مجلس النواب وبرفقته وفد نيابي، ثم الأمير هاشم بن الحسين وبرفقته داعية يمني معروف، ثم وزير الداخلية، وبعده الأمير غازي بن محمد، وبرفقته داعية مصري معروف، ثم زيارة مدير الأمن العام، بما للرجل من دلالات شخصية ووظيفية وعشائرية وتاريخية.
«الديني» يُندد بأي زيارات الى القدس، ومقابله يأتي رأي ديني آخر يعتبر الزيارات دعما للقدس، وحتى الشيخ يوسف القرضاوي استثنى الفلسطينيين من حرمة الحصول على تأشيرة إسرائيلية،لانها بلادهم
سياسياً ومن منطلق ديني معين يرى آخرون ان الاردنيين تحديداً ينطبق عليهم الحكم الديني المنطبق على الفلسطينيين،لانهم جيران وأهل، والدم يتداخل ولايمكن اعتبار الأردني هنا كالموريتاني الذي يزور فلسطين بتأشيرة اسرائيلية
الافتاء بحاجة الى مختصين ومراجع،ولايمكن ترسيم رأي ديني بناء على هوى سياسي أو اعلامي،أو أي طرف آخر،ويبقى الامر خاضعا لمعايير يعرفها أهل الاختصاص،على مابينهم من تناقض في الفتاوى
ماهو مهم هنا،السؤال الذي يأتي بشكل صريح وواضح، طارقاً الابواب لمعرفة سر انهمار الزيارات،وهل تمهد لمشروع سياسي بين الضفتين، اما انها اعادة انعاش لعلاقات الضفتين تمهيدا لشيء ما غير معلن حتى الآن؟!.
ثم سؤال آخر لماذا لاتحاول اسرائيل عرقلة هذه الزيارات، إذ ليس من المعقول ان تقبلها من باب التطبيع،وهي تعرف ان الأردن كان يحكم القدس، وبالتالي زيارات المسؤولين إلى المدينة لايمكن حصرها بمنافع التطبيع مع اسرائيل؟!.
الملك الراحل الحسين بن طلال تلقى دعوة سرية ذات مرة من رئيس بلدية القدس السابق تيدي كوليك،ونقل الدعوة اعلامي مقدسي مقيم في فلسطين،عبر رسالة مطبوعة إلى الملك، على أساس هبوط طائرة الملك في ساحة الاقصى،والدخول للصلاة ثم المغادرة.
استقبل الملك الراحل يومها الاعلامي، وقرأ الرسالة ولم ُيعلق، ولم يرد عليها أيضا،ولم يستجب للدعوة آنذاك لاعتبارات كثيرة.
«ركعتان في العشق،لايصح وضوؤهما إلا بالدم» هكذا قال الحلاج ذات مرة!.
الدستور