الإصلاح نيوز- كتب: حسين بني هاني/
بورك الدمع يا عمّان، فرحاً بالقاء القبض على الجنرال، أول الركب في قافلة الفاسدين، كنت ومازلت بوابة الفرح، وقِبلة المؤمنين، وكنت تفردين ذراعيكِ، كل ليلة للعابدين والركّع السجود، ويسند ظهرك سواعد الصابرين، الذين يحرسون ليلك، أنْ تمتد له يد العابثين، حتى جاء بعضهم يوماً، في غفلة من الزمن، ومد يده الى جبينك النّدي، ظناً منّا أنه يريد أن يمسح بلطف، ما علق به من غبار الايام، وتعب السنين، واذا به يحمل سكيناً، يعمق الجرح الذي التأم ذات زمن، وبيده الأخرى كيساً ثقب نسيجه بذات السكين، كي لا يئن من حِملٍ ثقيل.
بورك الدمع يا عمّان، فرحاً بالقاء القبض على الجنرال، أول الركب في قافلة الفاسدين، كنت ومازلت بوابة الفرح، وقِبلة المؤمنين، وكنت تفردين ذراعيكِ، كل ليلة للعابدين والركّع السجود، ويسند ظهرك سواعد الصابرين، الذين يحرسون ليلك، أنْ تمتد له يد العابثين، حتى جاء بعضهم يوماً، في غفلة من الزمن، ومد يده الى جبينك النّدي، ظناً منّا أنه يريد أن يمسح بلطف، ما علق به من غبار الايام، وتعب السنين، واذا به يحمل سكيناً، يعمق الجرح الذي التأم ذات زمن، وبيده الأخرى كيساً ثقب نسيجه بذات السكين، كي لا يئن من حِملٍ ثقيل.
كنتِ يا عمّان، واحة الأمان والاستقرار، ورمزاً لسكينة الشرق وعافية المكان، يصلي الناس فيك خمستهم، كلما لاح لهم موعد مع الايمان، يرفع أهلك أكف الضراعة كل يوم، بأن لا يصيبك كريهة وجفيلاً، وكانت استقامة أهلك صلاة مودع في محراب الوفاء لكِ ولقائدك، حتى حل بها يوم، بعض الفاسدين، وشاء أن ضاق بهم، أن الوطن كان بخير، وأخذ بعضهم يكلم الناس من وراء حجاب، بل ساقهم عنوةً على غير هدى، وكان كالمنبّت، لا أرضاً قطع، ولا ظهراً أبقى، وجعل أعزة أهلها أذلة، وجعل من نفسه، واحداً من سدنة المعبد، رغم أنه هدم بيديه الخفيفتين بعض جدرانه على رؤوس الساجدين، وأخفى في نفسه ماء الله، عندما ألحق الألم بأجساد غضة طرية، للتو قد بدأت مشوارها مع الحياة، ظناً منها أن السعي بين صفاء النية، ومروى الوطن، هو بحد ذاته نوبة تهجد وعبادة.
قبض أهلك يا عمان، في زمنه على صبر المصطفى، حين ضنّ عليه أهله، وقبض هو على رقاب الناس، حتى شَخَصتْ منهم الابصار، وقبض على ظهورهم، ،مالاً حراماً، ،كوى به ظهر الوطن، وتركنا نهباً للاثم والظنون، مع اننا كنا دوماً، مع قائدنا على المحجة البيضاء، ليلنا كنهارنا، لا يزيغ أحد فينا عن الوطن الا هالك، وكنا حيثما نولي وجوهنا، فثمة وجه الوطن وقائده، وكانت الجهات الأربعة لدينا، كلها عمّان، حتى جاء زمن ألقى فيه الفاسدون، على محيّاها الفائض والرديء من الألوان.
وامعاناً في الأذى، فقد أشعل فيها ناراً وأوقع بين الناس خلافات، وحروباً، ليست من شيم أهلها، ولا يحبها الناس أصلاً، وذهبوا اليها مرغمين، بل وأفرد لها فرقاً موسيقيةً، عزفت لها ألحالناً حماسيةً مثيرةً، وحين سقط بعض الشهداء فيها، بقي الصداحون، يوصلون العزف وقرع الطبول.
لقد اخطأ الفاسدون في القبض، واخطأوا أيضاً في الصرف، وها هي سفينتهم تبحر نحو المجهول، وأخذ من وقع عليهم الظلم، ينادون عليهم، من الأفق البعيد، يقولون لهم… لــن ننسى، ولــن نسامح، ،فقد سفـّهتم احلامنا، حين لم نتبع ملتكم، وكنتم من المطففين، الذين الي اكتالوا على الناس يخسرون، واذا كالوهم أو وزنوهم يقسطون، الان جاء دورنا كي نعدل كفة الميزان، التي مالت يوماً لصالحكم، وكي تتنفس عمّان اكسجيناً، لم تشهده الحناجر ذات زمن، ،وكي نكتب نحن معشر الاردنيين آخر فصول الحكاية، التي تحدثت يوماً، عن فارس مقدام، تبين الان أنه بطل في رواية للصم والبكم.