يحاول نبيل العربي هذه الأيام تغطية بعض مواقفه المخزية تجاه سورية بإطلاق تصريحات هنا أو هناك يعتقد أنها ستنطلي بما تحمله من أكاذيب وتناقضات على عقل المواطن العربي وتخدعه.
فالرجل الذي كان له موقف منحاز بالمجمل لنظامي قطر والسعودية ومشاريعهما العدائية ضد سورية لا بل وتحول إلى أداة تنفيذية بيد هذين النظامين، أكد مؤخراً أنه ليس هناك دولة في العالم تفكر بالتدخل العسكري في سورية، وأنه من يفكر بذلك من العرب فسيكون خارج الجامعة العربية.. والأنكى من ذلك نفيه سعي قطر ودول أخرى لتسليح المعارضة!!.
لا نعرف على من يضحك العربي بهذه التصريحات؟!.
على المواطن العربي الذي تابع على مدى الأشهر الماضية مواقف وتصريحات عربية وغربية داعمة بالمطلق للحل العسكري في سورية وتعمل عليه ليل نهار، أم على نفسه وهو الذي حمل الملف السوري إلى مجلس الأمن متمنياً إصدار قرار يحمل في طياته ما يسوغ فتح باب التدخل الأجنبي على مصراعيه، وهو كذلك الذي طالب في قمة بغداد بوضع سورية تحت الفصل السابع..!.
وإذا كان الأمين العام للجامعة العربية صادقاً فيما يقول فليتفضل ويعلن موقفاً حازماً وواضحاً من تصريحات أمير قطر المؤيدة للتدخل العسكري ودعوة وزير خارجية السعودية لتسليح المعارضة السورية، وليطالب الجامعة العربية باتخاذ إجراءات ضد الدولتين بسبب ما تمارسانه من تصعيد للأحداث في سورية ودعمهما للمجموعات الإرهابية المسلحة، التي أثبت تقرير بعثة المراقبين العرب وجودها ومسؤوليتها عن أعمال إرهابية وارتكابها جرائم بحق المواطنين السوريين الأبرياء..
لكن وتبعاً لتطورات تعاطي الجامعة العربية مع الأزمة السورية وارتهانها لسياسات مشيخات الخليج الساعية لتصعيد الأوضاع في سورية من جهة ومنع الجامعة من التدخل في أحداث البحرين من جهة ثانية، فإن العربي لا يمتلك أدنى مقومات الجرأة السياسية والأخلاقية التي تخوله اتخاذ إجراءات تنال من سياسات الدوحة والرياض حيال ما تشهده سورية من أحداث أو على الأقل أن تحفزه لاتخاذ موقف موضوعي مستقل، الأمر الذي يؤكد مرة أخرى أن الجامعة العربية فقدت تماماً مصداقيتها في التعامل مع الملف السوري ولم يعد السوريون يعولون عليها في أي دور…كيف لا، وهي التي سارعت منذ البداية إلى فرض عقوبات اقتصادية تؤثر في لقمة عيشهم، اقتداءً وتيمناً بما فعلته الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
ليس المهم أن يحتد العربي إعلامياً في رفضه لطروحات الحل العسكري ويرفع من سقف تداعيات وعواقب من يؤيده, وإنما المهم أن يقنع نفسه أولاً وملايين العرب ثانياً بصدق نياته حيال هذا الطرح.. والطريق لذلك يعرفه تماماً.