يعتبر م. راجي سليم مزاهرة أول مهندس عربي ينجح في تصنيع طائرة بجهده الفردي وقد كان يعمل على تصنيع طائرته في اوقات فراغه تتويجا لرغبته وانطلاقا من حبه الشديد لعمله,، وتنمية لهوايته التي كبرت معه منذ ان كان صغيرا. ولتحقيق حلمه وتطلعاته المستقبلية التحق لمدة اربع سنوات في سلاح الجو الملكي الاردني. بعدها درس هندسة الطيران في بريطانيا.
“العرب اليوم” التقت المزاهرة الذي اخترع أول طائرة بأدوات محلية ومواصفات عالمية كونه قريبا من الطائرات والطيارين ورؤيتهم وهم يطيرون في الجو. لقد كان الشوق في داخلة كبيرا فكلما حلق طيار في احدى طائرات سلاح الجو انذاك كان قلبه يشده الى حب الطيران اكثر فاكثر. ويسرد ذكرياته مع الطيران قائلا : انه كانت لديه هذه الهواية, “ولظروف قاهرة خارجة على ارادتي غادرت سلاح الجو الملكي. وبقيت اسعى الى تحقيق حلمي, فواصلت ذلك من خلال انتهاج طريق الهندسة حيث درست هندسة الطيران بالمراسلة في احدى الجامعات البريطانية وتخرجت عام 1968م. وقد كنت اذهب الى بريطانيا في فترة الامتحانات, حيث تخصصت في طائرات الجانبو ايرباص.”
ويضيف “بعد تقاعدي من إحدى شركات الطيران الخليجية, جاءت فكرة تصميم الطائرة نتيجة اصراري على فعل شيء. ومن هنا بدأت بترجمة مشروعي على ارض الواقع وبدأت في تجميع الادوات اللازمة لهذا العمل. اذ توجهت الى قطع السكراب, اذ استثمرت وقت فراغي في صنع اول طائرة خفيفة تتسع لشخصين واستغرق انتاجها سنتين ونصف السنة, وتمت تجربتها في قاعدة الازرق”.
وبين انه بعد الانتهاء من التجارب المطلوبة جرى الاستغناء عن الطائرة الاولى وبدأت اصمم طائرة اخرى بمواصفات عالمية وصناعة محترفة حسب المواصفات العالمية لصناعة الطيران.
ويضيف في اواخر عام ,2010 انتهيت من صناعة الطائرة الثانية, واجريت عليها تجربة الطيران في 1/4/2011 , في منطقة وادي رم. لمدة شهر ونصف الشهر طارت خلالها 30 ساعة. وبعد انتهاء التجارب قمت بفك اجزاء الطائرة ووضعتها في المخزن.
وقال المزاهره ” الماتور الخاص بالطائرة تم استيراده من أمريكا، وباقي المعدات من مصادر محلية واستغرق الامر جهدا ووقتا كبيرين للحصول على تلك المواد الضرورية. والعمل في الطائرة وتجميعها تم في كراج السيارة الخاص في منزلي”.
لافتا ان “الطائرة طارت على ارتفاع 7 الاف قدم ويمكن ان يصل ارتفاعها 15 الف قدم. وبسرعة 130 كيلو في الساعة ويمكن استمرارية طيرانها في الجو من 6-8 ساعات حسب سعة خزان الوقود. علما ان كلفة الطائرة الثانية 17 الف دولار”.
واشار انه “لم يساعده احد ماديا. ويمكن بيع الطائرة ب¯ 35 الف دولار, إذا توفر خط انتاج. ومنذ عامين وأكثر قليلاً بدأت بتصميم الطائرة الصغيرة وتتسع لشخصين كما تتميز بأن محركها يوضع بجوار الأجنحة ولا أمام الطيارين وذلك لخلق زاوية رؤية واضحة للطيارين”.
واضاف أن “الطائرة صنعت طبقا للمواصفات العالمية ويمكن استخدامها في كثير من أغراض الطيران مثل التدريب والتصوير الجوي ومراقبة الحدود وللاغراض الزراعية وغيرها. مبينا انها تستطيع الاقلاع على طريق طوله 200 م والهبوط على طريق طوله 300 م”.
واوضح انه” طوال 13 عاما كنت مشغولا في صناعة هذة الطائرة. ولم اتلق من اية جهة حكومية او خاصة اي اتصال للسؤال عن انجازي الاول من نوعه. سواء للاستفسار عنه او تقديم الدعم له وتبنيه. لا بل ان بعض المسؤولين عندما عرضت عليهم هذا الانجاز قالوا “ليش غلبت نفسك”.
وقال المزاهرة انه “بهذا الانجاز حققت حلمي وهدفي في الحياة. فأنا أول شخص يصنع طائرة بمفرده ومن دون مساعدة أحد. لم انظر الى مقدار التعب الفكري والجسدي والعملي والمصنعي عندما رأيت الطائرة وهي تحلق في الجو حيث احسست بفرحة غامرة عندما اقلعت الطائرة وحلقت على ارتفاع عال, رافق ذلك شعور بالخوف وهي تطير وعندما هبطت بسلام فرحت كثيرا لأنها اول رحلة للطائرة”.
واشار الى ان “تقرير الطيار عنها بين انه لم يجد اي خطأ في الطائرة اثناء الطيران والاقلاع والهبوط, مع العلم ان الطائرات الحديثة التي تنتجها شركات الطائرات وتطير لأول مرة قد يحصل فيها بعض الاخطاء”.
كما اشار الى انه بالتصميم والإرادة وقوة العزيمة يستطيع المرء ادراك ما يرغب ويحب.
وأعرب المخترع الاردني م. راجي مزاهرة عن أمله في أن يرى اختراعه للطائرة النور وأن تتبناه الجهات الرسمية في سياق توفير فرص عمل للشباب.
ويضيف المزاهرة وأخيرا تحقق حلمي الذي طالما راودني خلال عملي في إحدى شركات الطيران الخليجية, والمتمثل في تصميم طائرة خفيفة, مبينا الى ان الانسان يجب أن يكون صبورا امام الصعوبات النفسانية والجسدية التي قد تواجهه. وإن غالبية القطع التي تم استخدامها في بناء الطائرة تم إحضارها من »السكراب«. وان صنع الطائرة تم في كراج سيارته, وهو اختراع تمثل بالاحترافية والابداع خاصة انه لا حدود امام المستحيل.
ويؤكد المزاهرة انه يرحب بأي جهة او مؤسسة محليا او عربيا ودوليا تتبنى استثمار انتاج هذه الطائرة. التي اشار الى امكانية استخدامها للأغراض العسكرية ومبينا ان الطيار احمد فخري حميدة هو الذي قام بتجربة طيران الطائرتين اللتين قمت بصناعتهما والقيام بتجربتهما والتحليق بهما. والإقلاع بهما على ارتفاعات متفاوتة بدأت من متر واحد ووصلت إلى 10 أمتار فيما بعد; وذلك للتأكد من سلامتها للطيران. والطائرة الثانية حلقت في سماء وادي رم, وتصميمها وتصنيعها وتركيبها قد استغرق سنتين من العمل.
وتبقى آمال مزاهرة كبيرة من خلال إنشاء أول مصنع لتصنيع الطائرات المحلية. رغم الاحباط الذي يعيشة جراء عدم تبني انتاج طائرته للآن من قبل الحكومة او شركات محلية اوعربية ودولية الا انه شعر بالسعادة والفرحة حين رأى طيارته تحلق في سماء الأردن وعلى ارتفاعات عالية.