تباينت أراء المحللين حول الأسباب تدنى النسبة التي حصلت عليها حكومة رئيس الوزراء فايز الطراونة ، والمتعلقة بقدرتها على تحمل المسؤولية في الدراسة التي اعلن عنها مركز الدراسات الاستراتيجية الاثنين، والتي اعتبرت الأدنى في تاريخ الدراسات.
الاستطلاع أظهر أن 52% من العينة الوطنية يعتقدون بقدرة حكومة الطراونة على تحمل مسؤوليات المرحلة المقبلة، النسبة الأدنى في تاريخ الحكومات.
المحلل السياسي محمد بني سلامة ارجع تدني النسبة إلى سببين؛ الأول يتعلق بشخص رئيس الوزراء الطراونة، حيث لا يدل سجله السابق على انه رجل المرحلة وقادر على تحمل المسؤولية والاستمرار في مسيرة الإصلاح لا سيما انه محسوب على تيار المحافظين .
أما السبب الثاني بحسب بني سلامة فيتعلق بطبيعة المرحلة؛ حيث أن معظم الحكومات التي تعاقبت على إدارة شؤون البلاد كان ادائها ضعيف ومنفذة لرغبات صناع القرار وليست معنية بالمصلحة العامة والهم الوطني.
واعتبر بني سلامة أن حكومة الطراونة هي فاقدة للمصداقية وغير قادرة على مواجهة الاستحقاقات؛ لا سيما قرار الحكومة رفع الدعم عن السلع وهو ما اعتبره ترحيل لمشكلة مزمنة.
في الشق الآخر؛ اعتبر الكاتب سلطان حطاب أن من الظلم والمبكر الحكم على حكومة الطراونة بانها لن تكون قادرة على تحمل مهام المرحلة المقبلة مبيناً أن سبب تدني النسبة يعود إلى تعقيد الظروف الاقتصادية والاجتماعية وحالة الإحباط التي يشعر بها الشعب الأردني.
ورغم الظروف الاقتصادية والسياسية التي تخيم على الساحة المحلية كانت عامل مشترك لدى المحللين في تدني النسبة إلا انه ليس العامل الرئيسي لدى بني سلامة؛ حيث اعتبر أنه لو جيء بشخصية وطنية من العيار الثقيل وقبلت بتحمل المسؤولية في هذه المرحلة فان الشعب الأردني سيعلق أماله على هذه الشخصية.
واستهجن بني سلامة رفع شعار الإصلاح، ثم المجيء بحكومة باهتة كحكومة الطراونة وهو أمر اعتبره بانه مثير للقلق والشك.
بدوره اعتبر حطاب أنه لو جيء بأي رئيس وزراء آخر فانه سيحصد ذات النسبة، لأن المواطنين لا ينظرون إلى الحكومات بانها تقوم على حل مشاكلهم.
وأضاف حطاب أن رئيس الوزراء بحاجة إلى دعم كبير من الأطراف المختلفة للنهوض بمهمته، خاصة وانه جاء في ظروف غاية في التعقيد.
وحول مؤشرات تدني ثقة الرأي العام بالحكومات فقد أجمع محللون على أن هذا مؤشر على تفاقم الأزمة؛ حيث اعتبر بني سلامة أن هذا يدل على أن الأردن سيشهد ربيعا ساخنا وان الأيام القادمة ستشهد ازدياد لمستوى الحراك وستواجه الحكومة مزيدا من المشاكل والملفات العالقة.
بدوره اعتبر حطاب أن مؤشرات تدني النسبة الرأي العام تدلل على أن الوضع سيزداد سوءاً وأن هنالك أوضاع في غاية التعقيد والصعوبة وهذا ما وصفه رئيس الوزراء فايز الطراونة.
الحكم على نتائج الاستطلاع ينتظر الثقة التي ستحصل عليها حكومة الطراونة، بعد البيان الوزاري الذي سيلقيه الرئيس أمام مجلس النواب الأسبوع المقبل.
