مُشكلة فلوس
زينب علي البحراني
بصراحة؛ ودون محاولات للف أو الدوران أو ليّ ذراع الكلمات، مشكلة هذا العالم الراكض نحو الفوضى بهستيريا الجريمة والانتحار والهياج الشعبي على ما يستحق وما لا يستحق تكمن وراء حاجته لنقود لا يمتلك ما يكفيه منها،
ولو بحثنا وراء معظم حالات الجنون، والطلاق، وقتل الآباء والأمهات على أيدي أبنائهم بطريقة وحشية وغيرها من الحالات الشاذة في المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة لما كان منا إلا أن نعتذر من القائد الفرنسي الراحل
نابليون بونابرت قائلين بمنتهى الثقة: "فتش عن الفلوس". رغم أن الفقر ما كان ولن يكون حدثا جديدًا، ورحمة الله على عبقري الرواية العربية عبد الرحمن منيف حين قال: "في هذه الدنيا كل شيء يتغيّر إلا الفقر والفقراء،
الفقر يبقى فقرًا والفقراء يزدادون!"، وقضية التضخم الاقتصادي في الوطن العربي والإسلامي ليست بدعة من بدع الزمان في عصرنا الحاضر؛ والدليل على ذلك حكاية الرجل الإعرابي الذي قيل له يومًا: "لقد أصبح رغيف الخبز
بدينار"، فأجاب واثقا: "والله ما همني ذلك ولو أصبحت حبة القمح بدينار أنا أعبد الله كما أمرني وهو يرزقني كما وعدني". وكل مطلع على تاريخ المملكة وحكايات المخضرمين من الآباء والأجداد يدرك كم كانت أحوال الناس
شديدة البساطة قبل طفرة النفط وما تبعها من رخاء؛ وعلى هذا يؤكد د.محمد عبده يماني في مذكراته قائلا: "ولم يكن الوضع المادي، بما نراه اليوم، بطبيعة الحال، واختلاف مصادر المال، بل كان المال شحيحًا، إلى إلى حد أن من
يجمع ألف ريال ويمتلكها، يسمّى بيت "الألفي"!! انظر إلى أي مدى، لم يكُن للغة الأرقام ذلك الأثر في حياتنا، ولم يكن لها دور في تركيبة المُجتمع". مع فارق حاسم بين الأمس واليوم هو "الإنسان".
للتواصُل مع الكاتبة عبر تويتر:
https://twitter.com/#!/zainabahrani