كتب: حسين بني هاني/
يبدو ان الطريق الى الحكم، لدى الحركات الاسلامية، اصبح مثل الطريق الى جهنم، مفروش بالنوايا الحسنة، فقد اتضحت في ضوء نتائج انتخابات نقابة المعلمين، الصورة بشكل كامل لديهم، ولدى الدولة ايضا، وفاز توجه المغالبة لدى الحركة الاسلامية، على مبدأ المشاركة، الذي طوقوا به اعناق السياسيين، ورموز الدولة ايضا، ردحا طويلا من الزمن، واللبيب هنا من الاشارة يفهم.
بالفطرة، يذهب المواطن البسيط الى الخياط لتفصيل ملابسه، والى المزين لحلاقة ذقنه، وليس العكس، ووجه الشبه هنا، يتمثل مع السياسي، حين يغلب مصالحه وعواطفه، على فطرة استخدام العقل، خاصة في المفاصل الوطنية، وحين يكشف السياسي، عن وجهه الحقيقي لتصبح الغرائب لصيقة بالواقع، واقرب الى التصديق.
لا هم اليوم للحركة الاسلامية، غير الوصول الى مقاعد الحكم بمستوياته المختلفة، ودون النظر لانعكاسات ذلك على قواعد السياسة، ومكونات البلد وثوابته الوطنية، التي اعتاد عليها الناس، ويكاد الربيع، ان يصبح بالنسبة لهم، فرصة ومن بعده الطوفان، وبات من حق المشرعين، ومعهم اركان الدولة، في ضوء هذه المقدمات، ان يحتسبوا في صياغة ما هم مقدمون عليه، من تشريعات، تنظم حياة الوطن السياسة، فالذي تمتع طوال عقود مضت، بحرية الحركة والتنظيم، وأعد لهذا اليوم، ما استطاع من قوة ورباط خيل، ها هو اليوم يستقوي على الدولة والوطن، في ظرف غير منصف، ويريد ان يستحوذ على الكعكة، قبل ان يبرد لهيب الحراك، وقبل ان تستقر التشريعات وحتى قبل ان يستقر عنفوان الربيع العربي، هنا وهناك، وفي غير مكان او زمان.
اظن ان اللعبة باتت واضحة ومكشوفة، فلسان حال الاسلاميين يقول، ادفع بالعروبي والقومي والمستقل، الى مقدمة السائرين في ركب الحركة، فان الذي بينك وبينه عداوة، في مثل هذا الظرف كأنه ولي حميم، واقبض بيمينك بالاغلبية الساحقة الخارجة من صناديق الاقتراع، على ذراع الحكم والقرار.
دعونا نسمي الاشياء بأسمائها، فالفرق بين الهواية والغواية جلي وواضح، ومن يتتبع سياسة الحركات الاسلامية، خلال الربيع العربي، تقوده القرائن، كل القرائن، الى ان مبدأ التفرد والاستحواذ، بات عنوان المرحلة الرئيسي، في شرعية التحرك والمطالب، وان الجماعة بالتحديد، اخذت تعتبر ان الربيع، هو ربيعها بلا منازع وانها احق به من غيرها، ومن تابع التصويت على اقرار قانون منع رجال العهد السابق في مجلس الشعب المصري من الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، يدرك تماما، ان اللعبة توشك ان تنتهي، وان عهدا قد تبدل بعهد، وان الاخوان يريدون ان تستدل ستارة المسرح، على اخر مشهد من مسرحية الزعيم القادم الى عالم السياسة، من رحم الحركة الاسلامية والعقيدة والدين.