زهير عبد القادر
المغترب الاردني ومهما طالت غربته يبقى اردني الانتماء هاشمي الولاء…اقول ذلك ليس من فراغ انما من خلال تجربة شخصية لمستها من خلال زياراتي المتواصلة لأبناء الجالية الاردنية في العديد من الدول العربية والاوروبية بحكم عملي الطويل بالاعلام الالماني والاردني.الاردني في بلاد الغربة والاغتراب يشعر دائما برابط عاطفي وطني سياسي يربطه بأرض اجداده واباءه…يحن دائما وابدا لسماع اخبار الوطن…فتراه يتابع وسائل الاعلام الاردنية على اختلاف انواعها من اذاعة وتلفزيون وصحف مطبوعة ومواقع اخبارية ناهيك عن تواصله مع اهله واصدقاءه باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة من هاتف خلوي وفيسبوك وتويتر والشات…اجل المواطن الاردني المغترب يعيش وبكل عواطفه ووجدانه مع وطنه الاردن ويعيش بجسده فقط في بلد الاغتراب طلبا للعلم او لقمة العيش…
المغترب الاردني هو سفير غير معين لوطنه…فهو الناطق الرسمي باسم وطنه…يسئل كل يوم عما يجري في وطنه وعليه الاجابة بكل مصداقية وامانة وارضاء ضمير…والمغترب الاردني هو موظف سياحة يسئل دائما عن اماكن السياحة في بلاده وعن الزمان المناسب للزيارة وعن الامن والاستقرار في وطنه وعليه ان يجيب ويعتبر نفسه موظف سياحة ويروج لها…والمغترب هو ناشط ومحلل سياسي فهو يسئل عما يجري في بلاده…عن الاصلاح ومكافحة الفساد وعن حرية الاعلام وحرية الرأي وحقوق الانسان والحراك الشعبي وتطبيق العدالة والمساواة وعن الديمقراطية ومجلس النواب…والمغترب هو رجل اقتصاد يسئل عن الاستثمار وشروطة وقوانينه وعن وجود بيئة جيدة للاستثمار في هذا الوقت…والمغترب هو رافد مالي للوطن…فتحويلات المغتربين تعتبر واحدة من الروافد الاقتصادية الهامة للدولة …ناهيك عن الحركة الاقتصادية والمالية التي تنشط عند عودة المغتربين في اجازاتهم السنوية .
هذا المواطن الاردني المغترب والذي يحمل جنسيته الاردنية بكل فخر واعتزاز ويباهي العالم بها…وهذا الخادم الامين لوطنه…هذا الانسان الاردني والذي هو خير مانملك هو الذي يحمل الوطن وهمومه في قلبه الكبير وفي فكره وعقله دائما وفي كل زمان ومكان…عليه واجبات وله بالطبع حقوق…فهو اردني الهوى هاشمي الولاء…هذا المواطن الاردني له الحق كل الحق المساهمة في حياة وطنه السياسية…فهو يرى المصري ينتخب ممثيله في مجلس النواب ويجد الفارسي يشارك في انتخابات بلادة وكذلك التركي والهندي والباكستاني …الا هو …فيجد نفسه مستبعد…ومحروم من حق التصويت لمن يراه مناسبا ليصل الى مجلس النواب والذي يمثل جميع افراد المجتمع الاردني…قوانين مجلس النواب سارية المفعول ايضا على الاردني المغترب فمن حقه القانوني ان يشارك في هذا العرس الديمقراطي وبالعملية الانتخابية ولا سيما ان في كل بلد من بلاد الغربة والاغتراب سفارة للمملكة الاردنية الهاشمية ويمكن التصويت فيها بكل نزاهة وشفافية …
وبكل اسف فقد تجاهل قانون الانتخاب الجديد نسبة ليست بالقليلة من ابناء الاردن المغتربين …
املنا كبير…وكبير جدا….ان يعاد النظر بالقانون الجديد بحيث يسمح للمغترب بأدلاء صوته في الانتخابات لأن ذلك هو حق له كمواطن اردني يحمل الجنسية الاردنية…حمى الله الاردن وشعبه الوفي وقيادته الهاشمية ….صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com