للذين مازالوا يشككون بنوايا اسرائيل إزاء العرب عليهم أن يعرفوا أن انشاء دولة جنوب السودان جاء بدعم ومخطط منها بعد استهتار الرئيس السوداني عمر البشير بالأمر. هي جزء من الخطة الاسرائيلية الأكبر في تقسيم العالم العربي، لهذا السبب انتظم الاسرائيليون في دعم هذا الجنوب عسكريا ضد رحمه السودان الذي تنازل بملء ارادته عن قطعة من جسده الحي.
قد لايكون الدعم الاسرائيلي لجنوب السودان خيارها الوحيد بقدر ماهي جزء من خطة أكبر تتناول العالم العربي بأسره، فتتحول القطع العربية المقسمة أداة بيدها، فاذا ما تحاربت تلك القطع قدمت لها اسرائيل مجتمعة الدعم العسكري وما تحتاجه كي تظل على حربها مهما طال زمنه. ورغم أن العرب انتبهوا الى انقسام الجنوب السوداني عن أمه، الا انهم مازالوا يضعون رؤوسهم في الرمال باعتبار أن النار قد لاتصل اليهم. يقينا، فان اسرائيل لن يكتب لها الاستمرار الطويل إن لم تفتعل كل عمليات تقسيم الوطن العربي، هو مخرجها الوحيد للعيش الطويل بسلام وأمان، مقابل أقسام تتناحر.
هل اكتشف جونتر جراس اللعبة الاسرائيلية المصممة على ضرب ايران كي تظل تنعم لوحدها بالسلاح النووي تهدد فيه العرب وغيرهم..؟ لعل الجميع على علم بالسلاح السري النووي الاسرائيلي الذي تختبيء اسرائيل وراءه .. ومهما حاولت اخفاءه فإن لسان بعض قادتها يفضحون السر، كمثل ماهددت به رئيسة الوزراء السابق جولدا مائير ابان حرب اكتوبر عام 1973 باستعماله ان تهدد وجود اسرائيل، فيما عبر رئيس الوزراء السابق أولمرت عن وجود هذا السلاح بزلة لسان ايضا. ولعلنا جميعا نتذكر كيف تم انشاء مفاعل ديمونة عام 1956 من قبل الفرنسيين عبر صفقة كبرى قام بها شيمون بيريز.
ليس من خطر على العالم بحجم الخطر الاسرائيلي الذي يقترب يوما بعد يوم من تحقيق النتائج التي خطط لها قبل قيام اسرائيل وبعدها، فيما قابل العرب الأمر بالمزيد من التمزق والتحارب واصطياد الواحد للآخر وقتل الظواهر الوطنية وكل مظهر يحمل لواء محاربة اسرائيل.
ليس جراس وحده من يعرف الوجه الحقيقي للصهيونية في مآلاتها، لكنه بكل أسف يقرأ في كتاب لا يسمعه بعض العرب، بل لايحبون سماعه وهم يتأهبون كالعادة للخروج من التاريخ بلعبة خاسرة تدور عليهم حتى لو ظنوا أنهم كسبوها. ومع أه صار ممجوجا الحديث عن مخاطر وجود اسرائيل في المنطقة العربية، فان ترداده ضرورة للتشبث ببقايا أمل في أن يتمكن البعض الآخر من نصر مفاهيمه بغية منع تحقيق غاياتها . يحتاج هذا البعض من العرب دوما للتذكير، لعل الذكرى تنفع.