توافق اليوم ذكرى الغزو الامريكي الاطلسي واحتلال بغداد, احدى عواصم ومراكز الامة على مدار الايام والازمان…
ولم يكن استهدافها بالذات من قبل تحالف المستعمرين الجدد والقدامى والرجعية, معزولا عن الحرب على الامة ومراكزها التاريخية, ابتداء من, قاهرة المعز وعبدالناصر, وانتهاء بدمشق المستهدفة هذه الايام وبعدها الجزائر.
كان العدوان على بغداد واحتلالها عدوانا على الامة, والعروبة والخطاب القومي الاشتراكي بل والشمولي كما يقول المستعمرون انفسهم.
وليس بلا معنى ان يقول احدهم, كائنا ما كان لون الخطاب القطري – الكياني, وطنيا او رجعيا او ليبراليا او يساريا او اسلاميا, معتدلا او متطرفا, فالمهم ان لا يكون قوميا عربيا, ان لا يكون رافعة او حاضنة لوجدان الامة وتوقها وحنينها ومصالحها في خطاب قومي واحد يرن في مسامع احرار العرب من المحيط الذي مزقوا سواحله الى كيانات متناثرة وكأنهم يقولون, اين سفنك يا ابن زياد.. الى الخليج. الذي حولوه الى لعبة أمم بين الامريكان والانجليز والفرس.
وكما شارك في غزوة بغداد جمع غير مسبوق من الامبرياليين والرجعيين والطائفيين الحاقدين على الامة والخطاب القومي, فرأينا الى جانب الغزاة الامبرياليين النهابين عملاء للعدو الصهيوني.
الا انه وبالمقابل, انبرى لهؤلاء احرار العراق من كل المذاهب والعمائم والرايات, فبغداد ولاّدة وبغداد جامعة, وبغداد عربية الأب والأم واللسان والوجدان, وهيهات هيهات ان يسلم من تاريخها وسيوفها ونيرانها محتل او غاصب او عميل, مهما امتدت السنوات واعْتُقِدَ ان بغداد قد نامت على ثاراتها…
أيها الامريكان, ايها الرجعيون ايها الطائفيون, ايها الاقليميون.. كثيرون قبلكم مروا على بغداد, أدموا قلبها قليلا وكثيرا, واحزنوها على أب او أخ او ابن شهيد, لكنها ابدا, ابدا ما ذلت واستسلمت .. ذهبوا جميعا وزالوا مثل الزبد, وظلت بغداد مثل نخيل العراق, واقفا يتساقط عليها رطبا جنيا.
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net