كان لأبطال الجيش الاردني والمقاومة الفلسطينية شرف الريادة في مسح العار الذي لحق بالعرب اثر العدوان الصهيوني عليهم 1967م وسجل هؤلاء الابطال في معركة الكرامة 1968 صفحة مجيدة أسست لما بعدها في حرب تشرين 1973 وفي معارك المقاومة اللبنانية ضد العدو الصهيوني عامي 2000 و2006 .
ولم تكن معركة الكرامة المجيدة, معزولة عن تقاليد الكفاح الشعبي لأهالي الاردن .. ويحفل كتاب الدكتور عصام السعدي “تاريخ الحركة الوطنية الاردنية”وكتاب سليمان الموسى “تاريخ الاردن في القرن العشرين”وغيرهما بعشرات بل بمئات المحطات الكفاحية.
اضافة لثورة الكرك على الاحتلال العثماني 1910 والتي قادها كوكبة من رجالات الكرك على رأسهم قدر المجالي, وقدموا فيها مئات الشهداء, فمن ابرز المحطات الكفاحية المذكورة المحطات التالية:-
1- بعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الاولى – تداعى اهالي الاردن مع بقية الاهالي في سوريا الطبيعية لعقد اول مؤتمر سوري عام 1919 قرر توحيد البلاد السورية كافة في دولة واحدة .. وعندما هاجم الاستعمار الفرنسي هذه الدولة تدفق المتطوعون من الاردن وشاركوا في معركة ميسلون 1920 .
2 – بعد تقسيم سوريا الطبيعية بين الاستعمارين الفرنسي والبريطاني, تنادى الاهالي في الاردن لمؤتمرين في السلط وام قيس لبحث مستقبلهم, وقرروا في المؤتمر الاخير, اقامة امارة تعتمد العلم السوري “العلم الاردني الحالي”.
3- تبلور الكفاح الشعبي الاردني ضد الانتداب البريطاني بأشكال مختلفة, منها اما الكفاح المسلح ضد الانتداب البريطاني فتمثل بثورتين, قاد الاولى كليب الشريدة في الكورة, وقاد الثانية مشايخ البلقاوية 1923 وقد قمع البريطانيون الثورتين باستخدام المدافع والطائرات.
4- اضافة للمعارك السابقة ضد الوجود البريطاني في شرق الاردن نفسها, سجل الاهالي صفحات مجيدة الى جانب اخوانهم في فلسطين وسوريا.. فشاركوا في محاولة اغتيال القائد الفرنسي غورو.
5- اما المشاركة الاردنية الى جانب المجاهدين الفلسطينيين والعرب, فان اول من روى تراب فلسطين بالدم ضد الاستعمار البريطاني هو الشيخ كايد مفلح العبيدات ورفاقه في معركة سمخ قرب طبريا 1920 ، وكانوا قد اجتمعوا قبل ذلك في مؤتمر “قم”ودفعوا مئات المتطوعين الى تلك المعركة التي استشهد فيها العشرات منهم..
وقدم الاردنيون خلال ثورة 1936 الفلسطينية أشكالاً عديدة من المؤازرة والدعم, من المظاهرات, الى الاشتراك المباشر في الثورة الى ملاحقة العسكريين الانجليز في جبال عجلون والغور حيث قتلوا العديد من هؤلاء الضباط.
6-كما ادرك الاردنيون مبكراً الخطر الصهيوني على بلادهم وتصدوا لمشروع الاستيطان في البلقاء وجرش اواخر القرن التاسع عشر, ونظموا مظاهرات في اربد وعجلون وعمان والرمثا والسلط, والكرك, الطفيلة ضد زيارات هربرت صموئيل.
7- وكما كان الجيش الاردني ودوره في معركة الكرامة بعد هزيمة 1967 فان ابطال هذا الجيش هم اول من الحق هزيمة عسكرية قاسية بالصهاينة في معركة باب الواد 1948 ، واسروا فيها مئات الصهاينة وكان بينهم شارون, وذلك اضافة لمئات المتطوعين الاردنيين الاخرين ومنهم المجاهد محمد الحنيطي قائد المقاومة في حيفا, الذي تحل ذكرى استشهاده هذه الايام “اذار 1948″.
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net