ما تزال إسرائيل تقتات من(المحرقة) التي ترى أنها تصلح في كل زمان ومكان كمثل ذلك المتسول صاحب اليد المبتورة الذي يلوح بها لاستجلاب العطف عليه كلما دعته الحاجة ليذّكر دول الغرب في تلك المحرقة التي ذهب ضحيتها اليهود و(اليهود فقط) في معسكر(اوشفتس) في الحرب العالمية الثانية على أيدي جنود النازي.
في ذلك المعسكر الاعتقالي الذي كان واحداً من معسكرات الاحتلال النازي التي تم فيها جمع أعداء الحزب الهتلري الألماني من بولنديين وهولنديين وفرنسيين وحتى ألمان ومن كل الشعوب الأوروبية التي غزاها جيش هتلر..حيث تم اعتقال أعداداً كبيرة معادية لسياسة الرايخ ومن ضمنهم اليهود الذين لم يكونوا مستهدفين لكونهم يهوداً فقط بل لأنهم مثل غيرهم من جملة الأمم معادين للجنوح الهتلري الذي تمثل في شن الحرب ضد شعوب العالم..إلا أن الحركة الصهيونية التي كانت منهمكة في صميم محاولات إنشاء كيان لها في فلسطين استطاعت التقاط بعض ما جرى في تلك المعسكرات وصورته بأنه كان موجها ضد اليهود فقط لإبادتهم!! وجمعت لذلك كل الوثائق والصور التي كشفت عن حقيقة ما تعرض لها المعتقلون من كل الأمم والشعوب في داخل تلك المعتقلات وأوقفتها الحركة الصهيونية على اليهود أنفسهم مجانبة لحقيقة ما حدث في تلك المعسكرات التي ضمت أعداداً من شتى الشعوب الأوروبية وحتى الألمان أنفسهم.
واستطاعت الحركة الصهيونية بدعايتها اللزجة والمتصاعدة تحميل المانيا والشعوب الأوروبية وزر ما تعرض له بعض اليهود في تلك المعسكرات وبالتالي ابتزاز تلك الشعوب سياسياً ومادياً ومعنوياً لمصلحة الكيان الصهيوني في فلسطين رغم تعاقب العقود والسنوات على تلك الحادثة التي تصلح في عرف الساسة الإسرائيليون لكي تكون(عورة يهودية) متجددة تصلح للتباكي والابتزاز.
نتنياهو رئيس الحكوم الإسرائيلية وأثناء زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأميركية عاد إلى التاريخ مرة أخرى واستل من الأرشيف الصهيوني وثائق المحرقة ولوح بها مثل متسول يقف على قارعة الطريق يستدر عطف العابرين فيما أشهرت الجماعة اليهودية في أميركا قبل ذلك بيوم ذات العورة وبقيت الرسالة هي هي تستدر العطف وتظهر التباكي تحت عنوان (نحن عشية محرقة أخرى).
لم تتبق وسيلة إعلام صهيونية داخل أو خارج إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية إلا وشاركت في الزفة الإعلامية الكاذبة بأن إيران تعد العدة لمحرقة جديدة ضد اليهود ومطلوب من العالم أن يصدق كذبهم وأن يعادي من يتهمونه بإعداد المحرقة بل ويحاربونه من أجلهم ولمصلحتهم ويصدقون من جديد آخر استجداءات نتنياهو لدى مغادرته مطار واشنطن في زيارته الأخيرة عندما قال “في كل جيل يوجد من يريد إبادة الشعب اليهودي”
والسؤال لماذا اليهود دائماً؟ إنهم يعرفون ويكابرون.