تنتظم بعض الجماعات في علاقاتها الداخلية على شكل “طوابق”, ولعل من أشهرها “طوابق الفساد”.
“الطابق” مفهوم يشير الى مجموعة من الناس قد تتسع أو تضيق, يجمع بين أفرادها عنصر رئيسي يحمل في العادة إشارات ومعانٍ سلبية, فنحن على سبيل المثال لا نقول عن مجموعة من المبدعين انهم “من نفس الطابق”.
تختلف “الطوابق” الاجتماعية عن “الطبقات” الاجتماعية, فهذه الأخيرة تتميز أساساً بعلاقات صراع طبقي فيما بينها, وحتى عندما تتحالف فإن ذلك يكون مرحلياً, بينما تتميز الطوابق الاجتماعية بعلاقات “تستير” متبادلة استراتيجية في أغلب الحالات.
مع ذلك فإن هذه “الطوابق” تعيش في حالة من الاستقلالية عن بعضها البعض, ففي حالة طوابق الفساد بالذات, قد ينكشف أحد هذه الطوابق بمفرده وبحكم استقلاليته فيما تبقى باقي الطوابق على حالها.
الانتماء الى “طابق” اجتماعي, هو قرار ذاتي وليس موضوعياً كما في حالة الانتماء الى طبقة اجتماعية, وقد ينتمي الفرد الواحد الى أكثر من طابق بينما لا يستطيع أن يكون منتمياً إلا الى طبقة واحدة. ولذلك نجد من يقول: “لم يعجبني هذا الطابق”, وقد يلي ذلك بحث عن طابق آخر غيره, بينما يحتاج الانتقال بين الطبقات الى عمليات معقدة.
الجديد في الأردن, ان طوابق الفساد بالذات, وبحكم مركزيتها الشديدة, وجدت الأرضية المناسبة لتأسيس تحالف متين نرى نتائجه أمامنا بوضوح, وذلك من خلال تيار “ظبظبة الطوابق” الذي يبرز مسيطراً عند كل مفصل حساس.
ahmadabukhalil@hotmail.com