أجمع نجوم منتخبنا الوطني لكرة القدم على أن المباراة الودية التي خاضوها أمام المنتخب الإيراني أمس الأول في الإمارات ضمن الاستعدادات النهائية للقاء المنتخب الصيني يوم الأربعاء المقبل في الجولة الأخيرة لتصفيات الدور الثالث المؤهلة لنهائيات كأس العالم كانت إيجابية للغاية، وأعادتهم إلى أجواء المنافسة الدولية من جديد.
وكان منتخبنا الوطني الذي وصل إلى مدينة جوانزو بعد رحلة شاقة ومرهقة امتدت نحو عشر ساعات حتى استقر في مقر إقامته قد حظي بدعم ومساندة كبيرة من الجالية الأردنية المقيمة في الإمارات، حيث حرص عدد كبير من الجمهور الذي حضر المباراة على مرافقة حافلة المنتخب وتحية اللاعبين حتى مقر إقامتهم في الإمارات العربية.
وكان جزء كبير من الجالية في وداع البعثة لحظة توجهها إلى المطار، ومنه إلى مدينة جوانزو التي وصلوها في ساعة متأخرة من ليلة أمس.
وحرص المدير الفني للمنتخب عدنان حمد على منح اللاعبين قسطا وافرا من الراحة بعد الرحلة الطويلة، على أن تبدأ اليوم التدريبات لاستكمال برنامج الإعداد النهائي لمواجهة الصين.
حسن عبد الفتاح يغيب
وتخلف نجم المنتخب الوطني حسن عبد الفتاح عن مرافقة منتخبنا إلى الصين، وعاد إلى العاصمة القطرية الدوحة بعد أن تأكد نائب رئيس الاتحاد محمد عليان، والمدير الفني عدنان حمد لدى لقائهما به من عدم قدرته على مشاركة بقية النجوم في المباراة لعدم اكتمال شفائه من الإصابة الأخيرة التي تعرض لها.
وأكد حمد أنه تفهم موقف حسن عبد الفتاح جيدا، وأنه يفضل أن لا يغامر به أمام الصين حتى لا تتفاقم إصابته ويخسر جهوده في الفترة المقبلة، حيث سيكون المنتخب في أمس الحاجة لجهود كل اللاعبين.
وأعرب حمد عن تقديره لمبادرة حسن الذي حضر لقاء المنتخب، وشد من أزر رفاقه وتأكيده على استعداده لمرافقة المنتخب رغم إصابته.
إصابة عدي
إلى ذلك، يخضع نجم هجوم المنتخب عدي الصيفي إلى جلسات علاجية بإشراف طبيب المنتخب والمعالج الطبيعي بعد أن تعرض إلى التواء الكاحل أمام إيران.
وقرر الجهاز الطبي للمنتخب منحه راحة إضافية اليوم، على أن يشارك في تدريبات الغد قبل اتخاذ القرار النهائي بمشاركته من عدمها أمام الصين.
عبد القادر: تجربة غنية
مدرب منتخبنا الوطني الكابتن أحمد عبد القادر أشاد بالعرض الكبير الذي قدمه اللاعبون أمام إيران، وأكد أن ما قدموه قياسا إلى الفترة القصيرة التي تجمعوا فيها يعد مقبولا إلى درجة كبيرة، وقال: «لقد كان التوفيق حليفنا عندما اخترنا لقاء إيران في مباراة تمثل بروفة حقيقية لما سيواجهه المنتخب أمام الصين, وكنا نعلم جيدا أننا سنواجه واحدا من أقوى المنتخبات الآسيوية، والحمد لله كان نجوم المنتخب على قدر المسؤولية، وتفوقوا على لاعبي إيران، ولولا حالة الارتباك التي سادت للحظات صفوف المنتخب نتيجة عدم الانسجام الكلي للاعبين لكان الفوز حليفنا بكل تأكيد.
وأضاف عبدالقادر: «كنا مطمئنين قبل لقاء إيران بأننا جاهزون لمواجهة الصين، وبعد اللقاء زادت قناعاتنا أننا قادرون على التفوق في لقب الصين وتحقيق الانتصار الذي تتمناه جماهيرنا.
حديث النجوم
وأكد نجوم المنتخب في حديثهم للموفد الإعلامي قبل التوجه إلى الصين أمس أنهم استحقوا الفوز على إيران بعد أن سيطروا على مجريات اللقاء وتقدموا بهدفين، لكن سوء الطالع الذي رافق الأداء في الربع الأخير للمباراة أدى إلى التعادل.
كابتن المنتخب الوطني عامر ذيب أكد أن المنتخب قدم مباراة كبيرة، وكان قريبا من الفوز بعد أن تفوق على المنتخب الإيراني في أغلب فترات المباراة إلا أن بعض الهفوات الدفاعية تسببت في اهتزاز شباكنا مرتين لتنتهي المباراة بالتعادل.
وأضاف ذيب: «بالطبع كنا نتأمل أن تنتهي المباراة لصالحنا، ولكن هذه حال كرة القدم, وأنا شخصيا راض عن نتيجة اللقاء، وأعتبر مباراة إيران درسا مهما للاعبي المنتخب قبل لقاء الصين يوم الأربعاء, وبكل تأكيد فإن التعادل في مباراة ودية أفضل بكثير من التعادل مع الصين في اللقاء الرسمي».
أما هداف المنتخب أحمد هايل الذي سجل هدف السبق لمنتخبنا في المرمى الإيراني، فأشار إلى ضرورة النظر إلى الجانب المشرق من هذه للتجربة الفنية باعتبار أن التعادل مع المنتخب الإيراني القوي الذي خاض المباراة بكل ما لديه من إمكانات يعتبر مرضيا إلى حد كبير، وأعتقد أننا فرطنا بفوز كان في متناول أيدينا.
وتابع هايل: الكابتن عدنان حمد قال لنا بعد المباراة إنها حققت الأهداف التي كان الجهاز الفني يسعى لبلوغها، ولا بد من التركيز على المباراة المقبلة أمام الصين في مدينة جوانزو الصينية، ونتمنى أن نزف بشرى الفوز إلى جمهورنا في الوطن، وأن نؤكد جدارتنا في اللعب في الدور الحاسم لتصفيات المونديال.
صاحب الهدف الثاني لمنتخبنا امام ايران عبد الله ذيب أيد رأي رفاقه بأن المواجهة الإيرانية قد عادت بفوائد فنية كبيرة على منتخبنا الوطني، وأن اللاعبين قدموا المطلوب منهم في المباراة، لكن الحظ عاندهم في أكثر من مناسبة.
ولفت ذيب إلى ضرورة التعلم من الأخطاء التي وقع فيها دفاعنا حتى لا يقع فيها في مباراة الصين يوم الأربعاء المقبل.
وأضاف: «تفوقنا الفني على إيران كشف جاهزية لاعبي المنتخب على مواجهة الصين وقدرتهم على التغلب عليه على أرضه وبين جماهيره، ونأمل أن يحالفنا الحظ والتوفيق أمام المرمى حتى نحقق النتيجة المطلوبة».
بدوره، أعرب شريف عدنان الذي شارك أساسيا في خط دفاعنا عن ثقته بأن المنتخب الوطني سيصل إلى درجة الجاهزية المطلوبة التي تمكنه من التغلب على المنتخب الصيني حتى وهو يلعب على أرضه وبين جمهوره.
وذكر أن نجوم المنتخب نجحوا في السيطرة على لقاء إيران من بدايته حتى نهايته، إلا حالة عدم الانسجام التي سيطرت للحظات على الأداء، خاصة في الشق الدفاعي وكلفتنا التعادل.
وقال: «كلي أمل وثقة بأن الجهاز الفني بقيادة الكابتن عدنان حمد قد رصد هذه الأخطاء، وسيعمل على علاجها سريعا حتى لا تتكرر في لقاء الأربعاء».
أما سليمان السلمان فقال: «كنا قريبين جدا من تحقيق الفوز، وكنا الأجدر بذلك، خاصة أننا تقدمنا بهدفين نظيفين، لكن حالة من التراخي سيطرت على الأداء بصورة مفاجئة كلفتنا هدفي التعادل، ومع ذلك فإننا قدمنا مباراة عالية المستوى مع أن الخط الخلفي للمنتخب شهد تغييرا شبه كامل على صعيد اللاعبين وما زالوا يحتاجون إلى مزيد من التجانس والتناغم على أرض الملعب.