زهير عبد القادر
كثيرون بيننا من لايتحملون النقد مطلقا،على طريقة معي او ضدي…نحن في الشرق عندنا حساسية فوق العادة لأي نقد يوجه لنا…اذا كتب احدنا مقالا او كتابا،،وقام آخر بنقد بعض الأفكار التي لم تعجبه في هذا المقال او الكتاب فيصبح الناقد عدوا لدودا للكاتب الى يوم الدين…ليس هذا فحسب فاذا كتبنا مقالا عن أزمة السير في عمان وأنتقدنا طريقة قيادة السيارة ووقوف السيارات على الأرصفة المخصصة للمشاة،وقلنا ان هذا يهدد سلامة ابنائنا واهلنا واطفالنا…أعتبرونا اننا نكتب ضد بلدنا وشعبنا…واذا القينا الضوء على بعض سلبيات مجتمعنا بقصد الأصلاح والنقد الأيجابي والأنتماء لهذا الوطن ولهذا الشعب الطيب اتهمونا بأننا لانحترم هذا المجتمع ولا ننتمي اليه…واذا،،تطرقنا الى بعض الصور والعادات الحضارية والثقافية وما شاهدناه وتعلمناه في الغرب بقصد الأستفادة من تجارب غيرنا قالوا اننا منحازون للغرب والأستعمار الأجنبي…واذا،تحدثنا عن الديمقراطية والعدالة والمساوة في بعض الدول التي حققت تقدما كبيرا فيها قالوا عنا اننا نحمل أجندات غربية…وهنا أسأل:لماذا نتحمل التكاليف الباهظة والغربة والأغتراب ونذهب طلبا للعلم والمعرفة في بلاد الغرب…لماذا تذهب الوفود الرسمية للأطلاع والأستفادة من الغرب وتجاربه …لماذا ترسل البعثات الى اوروبا للمعرفة والتعليم والأطلاع….وهذا لايعني اننا اقل منهم فكرا وحضارة وعلما انما هم سبقونا بتجاربهم العلمية والتقنية والطبية ونحن نرغب بالاستفادة منها ولماذا نستخدم التكنلوجيا ىالحديثة التي نستوردها منهم…وعندما نكتب عن ما توصل اليه الغرب من حضارة وتقدم لايعني ذلك اننا نود ان نسيء الى مجتمعاتنا العربية وامتنا وابناء شعبنا بل نريد ان ننقل هذه التجارب الى بلادنا من اجل البناء والأعمار والتقدم والأزدهار…وقد نتطرق الى الأشارة الى بعض الفروق بيننا وبينهم لكي نصور الفكرة على ارض الواقع كما هي دون تلميع او انحياز وقد يشعر شخص او اخر بأن هذا أساءة له .
كلنا اردنيون…نعتز بأرددنا وشعبنا واهلنا…ولدنا هنا وترعرعنا هنا ودرسنا هنا…اجدادنا قدموا الكثير من اجل تراب هذا الوطن وكذلك اباؤنا…وسرنا نحن ايضا على الدرب…بعضنا تغرب في بلاد الله الواسعة طلبا للعلم او الرزق أوكلاهما…كانت اجسادنا بعيدة عن ارض الوطن ولكن قلوبنا ومشاعرنا لم تبتعد عنه،فقد حملنا الوطن في قلوبنا وفوق رؤوسنا وعملنا ما استطعنا عمله من أجله…وعدنا اليه بكل مشاعر الحب والولاء والأنتماء…عدنا لنكمل مسيرة العمل والبناء…وقد ننتقد وقد نضع الأخطاء تحت المجهر ونضع أصابعنا على المرض ولكننا نعمل جميعا من اجل العلاج…ننتقد لأننا ابناء هذا البلد وعلينا ان نشير الى الخطأ لأننا نحب هذا الوطن ونتمنى له التطور والأزدهار….ونحن على يقين ان هناك من يرحب بالنقد البناء الأيجابي والموضوعية والمصداقية في طرحنا…لأننا نعيش في مرحلة الصراحة والمكاشفة…والأبتعاد عن التملق والنفاق…فالنقد الذاتي صفة حضارية لأي مجتمع حضاري …حمى الله الأردن وشعبه ومليكه…صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com[/p]