كتبنا اكثر من مرة, ان طالبان وجماعة القاعدة ستظهر في كابول على رأس السلطة مجددا, وذلك بالاتفاق مع الامريكان كما ظهرت القاعدة مع ثوار الناتو في ليبيا.. وقلنا ان اصابع التفجيرات الارهابية في دمشق وحلب لا تحمل بصمات المخابرات السورية بل القاعدة, وان هذه التفجيرات مرشحة للتصاعد…
قبل ايام ظهر (الظواهري) على الفضائيات موعدا ومتوعدا النظام السوري, وذلك بالتزامن مع مؤتمر حاشد في الانبار لجماعات “الصحوة” يدعو للجهاد مع اهل السنة والجماعة في سورية, وكما هي عادة الفضائيات اياها, فلم تقل ان “مؤتمر الانبار” هذا مؤتمر “لجماعات الصحوة” التي اخترعتها المخابرات الامريكية والرجعية بل انها تناست هذا الاسم واستخدمت “المجاهدون” بدلا من ذلك.. وغير بعيد عن هذه المناخات انفجرت طرابلس لبنان وظهرت الجماعات المسلحة من اهل السنة والجماعة وهي تعصب رؤوسها على نحو ما شاهدناه في شارع المسجد الحسيني في عمان بعد فشل “حادثة المفرق” وهما المفرق وطرابلس مناطق حدودية مع سورية يراد لهما الانفجار والانخراط في “المؤامرة”..
بهذا المعنى.. وايا كان موقف اي منا من سورية التي تحتاج فعلا لانهاء احتكار السلطة من قبل زعيم او حزب او جهاز, فان ظهور القاعدة والاعتراف الامريكي والتركي والرجعي بوجود الجماعات المسلحة يعني ان المعسكر الناشط ضد سورية من امريكان وسلاجقة ورجعيين وغيرهم يتحرك على طريقة “جراب الحاوي” فبعد ان فشل في “الجامعة العربية” ثم في مجلس “الامن” ومن الصعوبة بمكان عليه ترجمة اي قرارات من “الجمعية العامة” على طريقة كوريا ويوغوسلافيا فلم يعد لديه سوى “القاعدة” التي لا تستطيع اسقاط النظام لكنها تستطيع استنزافه بما يسمح للمعسكر المذكور بتمرير اجندته الاخرى وعلى رأسها مشروع البنيلوكس الثلاثي مركز اسرائيلي ومحيط اردني – فلسطيني يستوعب الفلسطينيين في توطين سكاني ينهي للابد حق الفلسطينيين في العودة ويكرس “يهودية الدولة” في فلسطين المحتلة .