وزير الخارجية السيد ناصر جودة متفائل للغاية بمفاوضات الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في عمان والتي اطلق عليها المفاوضات الاستكشافية،وهو تفاؤل لا تفهم سره،لان الفلسطينيين يقولون ان ما تعرضه اسرائيل في عمان استعمار جديد فوق الاحتلال والاستعمار.
المسؤول الفلسطيني المعروف نبيل شعث قال لمسؤولين دوليين قبل ايام،ان ماتعرضه اسرائيل في مفاوضات عمان،امر لا يمكن قبوله،والمباحثات السرية بين الطرفين،قادت الى نتائج مأساوية،وهي نتائج تثبت ان كل القصة لعبة في الوقت الضائع،وحركات لا تسترد حقا،ولا تحرر ارضا.
المعلومات المتسربة تقول ان الجانب الاسرائيلي يرفض بحث ملف القدس،ملف اللاجئين والنازحين،ويرفض الاعتراف بدولة فلسطينية،ويرفض ايضا رد الاراضي التي اخذها من الضفة الغربية التي تقترب من نصف مساحة الضفة الغربية،ويرفض اعادة الاغوار الى الفلسطينيين.
من مصلحة الاردن والفلسطينين ايضا،وقف المفاوضات في عمان،وان يعلن الاردن رسميا رفع يده عن هذا الملف،وان تتوقف المفاوضات في الاردن،لانها مفاوضات ،لا يقدر اكبر المتنازلين على احتمال ما يتم طرحه فيها،ولاتعرف حتى الان لماذا يقبل الاردن استضافة هذه المفاوضات،ولماذا يقبل ايضا ان تتواصل هنا؟!.
هذه مفاوضات فاشلة ومكلفة وغير منتجة،والجانب الاسرائيلي لايريد ان يقدم شيئا للفلسطينيين،وكلفة الفشل كبيرة،على الاردن الذي يقدم نفسه باعتباره حاضنة،وليس وسيطا او طرفا،هذا على الرغم من كونه طرفا معنيا بكل القصة بسبب التشابكات الجغرافية والتاريخية،وملفات القدس واللاجئين وغير ذلك.
بما انه طرف فعلي فأن قبوله بمسار المفاوضات وما يحدث فيها سيؤدي الى اتهامات لاحقة،وكأنه يقبل بهذه السقوف،ولعل الافضل لكل الاطراف،ان يطلب الاردن وقف المفاوضات في الاردن،وان لا يوفر حاضنة ولا مكانا،ولا ارضية سياسية لهذه المباحثات،التي يعترف الفلسطينيون انها غيرمجدية جراء ما يطرحه الجانب الاسرائيلي.
كلفة وقف المباحثات،واعلان فشل المفاوضات،اقل بكثير من كلفة الاستمرار في سياق غير منتج،ويأخذنا الى كوارث سياسية في نهاية المطاف.