ليس عليك سوى خلط الأوراق، والحابل بالنابل، واليابس بالأخضر، والغثّ بالسمين، والأسود بالأبيض، لتحصل في آخر الأمر على نتيجة مُربكة لا مكان لها من الإعراب، ومصيرها حاوية نفايات لا أكثر، ولا أقلّ.
ذلك هو مصير ما يسمّى بقائمة “القبّيضة” التي تناقلتها بعض المواقع الكترونية ، وبدا أنّ من يقفون وراءها يُصنّفون إما بالهواة الباحثين عن التسلية، والعبث، وتضييع الوقت، أو بالمحترفين الذين يريدون التعمية، وتضييع الحقيقة، وهو أسلوب مكشوف وينجح لبعض الوقت، ثم يكشفه الرأي العام.
كاتب هذه السطور وجد اسمه -فجأة- موضع نقاش، ففي القائمة المزعومة رمز (ب.س) الكاتب الذي قُدمت له أعطيات من الشخصية الأمنية المتّهمة بقيمة ثلاثين ألف دينار، ولأنّ الحقيقة عكس ذلك تماماً، ويعرف كلّ القراء أن مجلتي “اللويبدة” أغلقت في تلك المرحلة، ، سأعلن الآن سراً مفاده أن الادارة الأمنية اللاحقة قدّمت لي اعتذاراً عمّا تعرّضت له من أذى ماديّ ومعنوي، ولم يبخل رئيس الوزراء حينها بفعل الأمر نفسه.
وأجد نفسي، هنا، في حيرة من أمري، فقد قضيت عمري مدافعاً عن حرية واستقلالية الصحافة والصحافيين، ووقفت ضدّ أي تقييد من أي نوع للمواقع الالكترونية، لكنني أجد نفسي الآن ضحيّة الانفلات والتآمر على حرية الصحافة بإيجاد الأسباب الموجبة لحجبها، على أنّ الغضب لن يثنيني عن موقفي، فالقراء أذكياء ويعرفون ويحتفظون بتقديرهم للصحيح، ويرمون التجاوز اللاخلاقي في حاوية زبالة.
والقول الكريم ما زال يتردد في الضمائر: إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم.