مثل مئات الألوف من أولياء أمور طلبة المدارس, ومثل الكثيرين من الحريصين على سلامة التعليم في بلدنا, أضع يدي على قلبي كلما لوح المعلمون بعصا الإضراب عن التدريس, ِإذ علينا أن نعترف أن الأمور إذا بقيت على هذا النحو لفترة قادمة فإن سنة دراسية ربما ستضيع مرتادي المدارس الحكومية .
التعليم هو أساس بناء المجتمعات والحضارات , وهو نبراس التقدم والحرية والنور,، وعليه تعوّل الأمم في تنفيذ البرامج الإصلاحية وإدامة الاستقرار وإعادة إعمار العقول والنفوس, وبمخرجاته تقرأ الشعوب خريطة مستقبلها , ويقاس معيار أمنها واحترامها.،،،، ،
،ولهذا فإنه من المهم أن يكون المعلمون هم قادة المجتمع وفرسان التغيير, وأن يتصدروا المشهد العام بعلومهم وفنونهم وأساليبهم التربوية ومواقفهم المشرفة, ولكن قبل كل شيء عليهم أن يحددوا أولوياتهم, ويقبلوا بتنفيذ الحلول خطوة خطوة لإنهاء الإشكالات العالقة بينهم وبين الحكومة وبصورة يتم من خلالها حفظ هيبة التعليم .
فأن يعتاد الطلبة على التّسيب واللامبالاة والتسكع في الشوارع والأسواق بدلا من تلقي العلم والمعرفة والقيم النافعة , أمر خطير يثير القلق ولا أحسب أن معلما مخلصا يرتضيه. فإلى أين سيقودنا إضراب المعلمين المتتالي؟ وإلى متى سيطول؟ وما هي الطرق البديلة للتعامل مع هذا الوضع الصعب الشائك؟، خاصة أن كل يوم تعطيل سيؤثر في نهاية المطاف على تنفيذ الخطط الدراسية , وإتمام المناهج , وهذا سيستدعي مضاعفة الجهود للحيلولة دون تراكم المواد الدراسية في نهاية العام أو تفريغها من محتواها المعرفي والقيمي . ،
إن من ضرورات المرحلة المقبلة الإسراع في الإصلاح وفي وضع حلول لمشاكل المعلمين العالقة, إذ لا يمكن لأحد أن ينكر رسالة المعلم ودوره في بناء الحياة, وبناء الإنسان الصالح المنتمي . وقد باتت الحاجة ملحة اليوم لترميم التعليم وإعادة الوهج لروحه وحفظ هيبته.
