تباع حبة المخدرات من الانواع الرخيصة بربع دينار،في بعض المدارس داخل المخيمات في الاردن،وداخل ذات المخيمات،ولاتعرف من هذه العصابات “الكريمة” التي توفر “السطلان” بثمن بخس لابناء المخيمات،تحديداً؟!.
ملف المخدرات في البلد،ملف كبير،واذ نسمع يومياً،عن اكتشاف تهريبات كبيرة ومتوسطة من المخدرات والحشيش،الا اننا لانسمع عن الكميات التي تمر بهدوء،وتتسرب الى الاسواق!.
مناطق فقيرة في المملكة مصابة بداء المخدرات،وفي مناطق خارج عمان،وماحولها وفي بعض المحافظات تنتشر المخدرات،ايضاً،ويعيش التجار بأمن وسلام،ويجدون من يدافع عنهم،ومن يتوسط لهم للحصول على عفو،ولدينا اسماء لكثيرين في هذا الصدد.
حساسية المخيمات تتعلق بكونها بؤراً اجتماعية تعاني في الاغلب من فقر شديد،ومن عنوان وطني وسياسي فوق رؤوس الناس يتعلق بالنكبة والنكسة والهجرة،وحق العودة الى فلسطين،ومقابل كل هذا نجد من ُيرّكز على المخيمات لتدمير بناها الاجتماعية.
المخيمات ليست فوق البشر،وليسوا احسن من غيرهم،فهم من امة واحدة،لكننا نتساءل بخوف كبير عن سر التركيز على المخيمات لجعل المخدرات منخفضة السعر ومنتشرة بين ايدي الناس والطلبة،ولماذا يريد البعض هتك بنية المخيمات الاجتماعية؟!.
في الاغلب هناك عصابات دولية ترتبط بأنظمة سياسية وامنية،وُترّكز اسرائيل عبر هذه العصابات والواجهات،على اماكن تجمع الفلسطينيين في العالم،من العالم العربي الى امريكا الجنوبية،لنخرها بوسائل عدة،لتتحول الى مجموعات لاتقف على قدميها.
يراد تدمير هذه التجمعات اخلاقياً بوسائل كثيرة،ولانفهم سر بيع حبة المخدرات لطلبة المدارس بربع دينار،الا لهدف واحد،نشر الخراب الاجتماعي والاخلاقي في هذه التجمعات،لاخراجها عن قلب قضيتها،بأتجاه اخر تماماً.
يروي اصدقاء في بعض المخيمات،ان بعض هذه المخيمات وبعد منتصف الليل يتحول الى شكل آخر،اذ يرى الراوي اناساً صرعى لادمانهم مرمين في الازقة،الى آخر هذه القصص المؤسفة والمحزنة.
هذه صيحة تحذير الى الجهات الرسمية والى الفعاليات الاجتماعية والدينية لتنبيه الناس في المخيمات مما يجري،لان طبيعة التجمعات قابلة لنقل العدوى،وكل هذه البلاءات،وهي صيحة تحذير لما يجري ايضا في بقية مناطق المملكة.
لاتبقى القصة قصة مخيمات في الاردن،فقط،هي قصة ملف المخدرات برمته،تجاره،موزعو المخدرات،اماكن نفوذهم في كل البلد،وانتشار المخدرات في اماكن اخرى بأسعار زهيدة،مما يوجب فتح الملف بكل تجلياته.
طالب الاعدادية اذ يحصل على المخدرات بربع دينار اليوم،مستعد ان يرتكب جرائم اكبر اذا ارتفع السعر،من اجل الحصول على ذات الحبة،وهكذا يتصل الخطر،ويتحول تدريجياً من ضحية الى مجرم.
المعالجة السطحية للمدمن تأخذه الى السجن لمعاقبته بدلا من معالجته،وفي السجن يتعرف على مدمنين آخرين،وعلى رؤوس العصابات،ويتم تأهيله ليصبح عنصراً رسمياً في عالم المخدرات.
كأننا نوفر شبكات اتصال اجتماعي لكل عنصر بكلف على حسابنا،وكأننا نعالج الخطأ بأغراق الضحية في شباك الصيادين.
ملف نريد ان نسمع الصوت حوله،بدلا من قصص شعارات مسيرات الجمعة التي هلكونا به،لانها تتحدث عن كل شيء،بأستثناء الاهم،اي ملف الاصلاح الاخلاقي والاجتماعي في البلد.
لعل هناك من يسمع!!.