أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

لا حرب ولا سلام

دعت هيئة «اليونيسكو» بباريس في عام 1977 جماعة من مفكري العالم إلى اجتماع يتبادلون فيه الآراء لدرء خطر الحرب المهدِّدة للنوع البشري، فمع تطور الأسلحة ا



29-01-2012 12:01 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 22-12-2011
رقم العضوية : 48,213
المشاركات : 8,783
الجنس :
قوة السمعة : 429,526,866
دعت هيئة «اليونيسكو» بباريس في عام 1977 جماعة من مفكري العالم إلى اجتماع يتبادلون فيه الآراء لدرء خطر الحرب المهدِّدة للنوع البشري، فمع تطور الأسلحة الحديثة تصبح الحرب بمعنى الفناء، ولا يكون عندها من حل سوى في سيادة السلام، ومن هنا دعت الضرورة إلى عقد ذاك الاجتماع للحوار عن أفضل الوسائل والإجراءات لإحلال السلم، ولك أن تتخيل التقدم الهائل في صناعة الأسلحة وتلك المعروفة بالدمار الشامل الذي جرى خلال الـ35 سنة اللاحقة من عمر ذاك الاجتماع، فإذا كانت اليونيسكو خائفة من شبح الحرب ونتائجها عام 1977 فماذا عن أيامنا التي فقدت أمانها بكل التسليح والصراع الدائر؟ وبالعودة إلى دعوة الهيئة الدولية نقرأ من ضمن أسماء المجتمعين ممن وجهت لهم الدعوات اسم الأديب المصري توفيق الحكيم، فماذا قال في كلمته؟

يقول الحكيم: «إن السلام أصعب من الحرب، لأن الحرب غريزة، فما أن نشعر بتهديد ما حتى تستيقظ فينا غريزة حب البقاء، فننهض للصراع، أما السلام فينبع –لا من الغريزة- بل من الحكمة، والحكمة هي صفة عليا خاصة بالإنسان، فالحيوان لا يعرف غير الحرب فقط، وعندما لا يكون أمامه حرب، فإنه ينام، أو يرقد بلا حراك، ولا يسمى سكونه سلام، أمّا الإنسان فهو الذي يسمى عدم الحرب بالسلام، فتجده يحاول أن يطيل فترة السلام هذه بوسائل مقصودة، فإذا كان العسكريون يعدون الحرب، فإن السلام يعده السياسيون، وبعض الأحيان يعمل السياسيون في الاتجاهين المتعارضين معاً: فيجهزون للحرب ويعدون للسلام، وهناك صنف من الناس يعمل في اتجاه واحد فقط وهو نحو السلام، هؤلاء هم المفكرون والحكماء، وهذا هو سبب اجتماعنا هنا».

وبعد تحليل العناصر المزلزلة للسلام، يكتشف الحكيم أن أهم عنصر فيها هو الخوف مصدر العدوان، تماماً كما الحال مع الحيوان، أما المصدر الآخر في رأيه فهو الجوع، فإذا كان خطر الحيوان يتضاعف مع جوعه، فهذا ما يجري مع الإنسان أيضاً، فالمجتمعات إذا جاعت لا تجد أمامها سوى العنف لتدفع عنها الحرمان، غير أن المعدة قد تكون ممتلئة ومع ذلك ينشب نوع ثالث من الحروب لا يعرفه الحيوان، لأنه من خصائص الإنسان وحده، وتلخصه مفردة «الأيديولوجية»، أو الصراع الفكري ويدفع بالمرء إلى فرض أفكاره على الآخرين بالقوة، فيحض على خوض الحرب، وأحياناً بالوكالة، فانظر كيف وصلنا بسبب الاختلاف الأيديولوجي إلى أن نعيش بخطر حرب دائم بإمكانه الانفجار بين الشعوب في أي وقت، وكأن العالم ينبغي أن يتفق على أيديولوجية واحدة! وعوضاً عن أن يضيف كل منّا ما ليس عنده إلى ما عنده، فتكون نتيجة الإضافة ثراء، أو كما قالها الشاعر بول فاليري: «فلنثر أنفسنا بثراء مفيد من خلال خلافاتنا»، عوضاً عن ذلك تكون اختلافاتنا مصدر دمارنا وفنائنا.

وللواقعية نقول إن عالمنا العربي أثبت أن كلا الخيارين معه مكلف، إن حرباً أو سلماً، فالحرب ومعها خسارة للنفس والمال والممتلكات والدخل العام، أمّا السلام فيكون وكأن البلد يرقد على صفيح ساخن، فالصمت لأنه مفروض، والانضباط لأن الحرية مقموعة، والهدوء لأن البركان لم يقذف بحممه، فكيف السبيل والحرب والسلام غير محتملين في بقعتنا؟ بالتربية، بالفرد من البيت، بالحوار، بتغيير جذري في الثقافة وعلى رأسها مناهج الدراسة، فكم من بيت عربي غرس في أبنائه فكرياً وعملياً ألاّ يفخر بما يمكن شراؤه بالمال؟ والمقصود تطبيقاً لا تنظيراً ونصحاً فارغاً، فكل أمثالنا وتؤكد أن المرء بغير المال والجاه لا يكون سعيداً ولا قوياً ولا مُقدّراً، ما خلا الأنبياء والرسل وبعض النماذج من أمثال غاندي ومانديلا، ثم نلوم من يحارب لمال وسلطان! إن اليوم الذي ننجح معه في جعل الناس يشعرون بوجود سعادة فعلية ليس مبعثها المادة، واليوم الذي يشعر فيه الفرد أن له مكانته المحفوظة وحقوقه المكفولة بقانون عادل بلا واسطة وحسابات لأرصدة وكراس، لهو اليوم الذي يمكن فيه إقناع الناس بخيار السلام لأنه سلام، أما وهذه أحوالنا فلا الحرب «نافعة»، ولا السلام «نافع».

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
افضل موقع اسلامي جاسم الماهر
0 6 جاسم الماهر
ترددات القنوات الاسلامية علي نايل سات الفضائية والاذاعية mrsat
0 63 mrsat
نغمة من إبداع الموسيقار جمال سلامة نونو2014
0 55 نونو2014
أفضل الأناشيد الاسلامية و أعذبها أتينا لنهدي تحايا القلوب رائعة جداً وومميزة جداً nidsaf2
0 80 nidsaf2
تحميل الصحوة الاسلامية ، صحوة من أجل الصحوة ، د . عبد الكريم بكار ღ غيث المقدادي ღ
0 56 ღ غيث المقدادي ღ

الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 11:21 AM